من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة؟ هذا السؤال يتكرر على ألسنة العديد من الأشخاص ويبحثون عن إجابة له حتى لا يقدمون على فعل أمور تغضب المولى عز وجل أو أن لا يقبل منهم صيامهم، لذا سوف نوضح كل الأمور المتعلقة بهذا الموضوع من خلال السطور التالية من هذا المقال.
من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة
صوم رمضان فرض على كل مسلم ومسلمة ومعناه هو أن يُمسك الفرد عن تناول الطعام الشراب أو أي مفطرات بداية من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، ولكن هل يباح لبعض الأشخاص الفطر في رمضان؟ وإذا كانت الإجابة نعم فيجوز ذلك على مَن؟ وما هي الكفارة الواجبة عليهم؟!.
يباح الفطر في رمضان للشخص المريض الذي تمنعه علته من القدرة على الصيام سواء في رمضان أو في أي وقت آخر لأنه يكون في ذلك أذى له، وكذلك كبير السن الذي يحول وهنه وضعفه من الصيام.
من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه القضاء
هناك مجموعة من الحالات التي يباح فيها الفطر في رمضان ويجب عليها القضاء، هي:
- الشخص المصاب بعلة جسدية ولكنها مؤقته ويتمكن من الشفاء منها في وقت لاحق.
- الشخص الذي يكون على طريق سفر طويل سواء كان شاقًا أو لا إما بحرًا أو جوًا أو برًا، يباح له الفطر والقضاء في وقت آخر.
- على المرأة الحامل أو المرضعة أن تفطر إذا كان في الصوم أذى لها أو للطفل، وتقوم بالقضاء فيما بعد، ولكن ذكر الفقهاء والعلماء في الدين أن الحامل لو كانت خائفة على نفسها مع الجنين فعليها القضاء، ولكن في حالة كونها خائفة على الجنين فقط فعلى زوجها أيضًا إطعام مسكينًا في كل يوم قامت بالإفطار فيه ولم تصم.
مفسدات الصوم
- الجماع: أي العلاقة الجنسية التي تتم بين الرجل والمرأة، فمن قام بها عمدًا في نهار رمضان بطل صومه وعليه الإسراع بالتوبة لأنه بذلك ارتكب إثمًا كبيرًا.
- الاستمناء: هو عملية إنزال المني سواء باستخدام اليد أو غير ذلك، ومن يفعل ذلك عليه أن يكمل صيامه ويقضيه بعد ذلك ويتوب عن هذا الفعل.
- الأكل أو الشرب: هو عملية إدخال الأكل أو الشراب إلى المعدة عن طريق الفم أو الأنف لذا على المسلم والمسلمة ألا يبالغا في الاستنشاق.
- ما كان بمعنى الأكل أو الشرب: وذلك من خلال حقن الوريد أو إبر التطعيم أو البنسلين أو الأنسولين وغسيل الكلى لأنه يتطلب خروج الدم من أجل تنقيته ثم إدخاله إلى الجسم مرة أخرى مضافًا إليه مجموعة من السكريات والأملاح وغيرها.
- الاستفراغ عمدًا: أي التقيؤ من خلال وضع الإصبع في الفم أو عصر البطن وغيرها من الطرق.
- إخراج الدم بالحجامة: من خلال التبرع بالدم.
- خروج دم الحيض والنفاس: وذلك يُفطر المرأة حتى ولو قبل المغرب بلحظات.
**ويجب الإشارة هنا إلى أن جميع المفسدات السابقة -فيما عدا الحيض والنفاس- يبطل بها الصوم إلا في حالات الجهل بها أو النسيان أو الإكراه.
أمور لا تفسد الصوم
- الحقنة الشرجية وقطرات العين والأذن وسقوط الأسنان وأدوية الجروح.
- المستحضرات الطبية التي تدخل إلى المهبل مثل اللبوس أو الغسول أو المنظار أو الإصبع من أجل الفحص.
- حفر السن أو تنظيف الأسنان أو المضمضة أو بخاخ العلاج الموضعي أو الغرغرة، وذلك في حالة اجتناب وصوله إلى الحلق.
- منظار المعدة لو لم يكن مصاحب له أي سوائل أو محاليل.
- أخذ خزعات من الكبد بدون محاليل.
- استخدام المراهم واللصقات العلاجية الجلدية والدهونات.
ما هي عقوبة الافطار في رمضان؟
-
مما صح من الوعيد على ترك الصوم ما رواه ابن خزيمة (1986) وابن حبان (7491) عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(بينما أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعيّ (الضبع هو العضد) فأتيا بي جبلا وعِرا، فقالا: اصعد فقلت: إني لا أطيقه. فقالا : إنا سنسهله لك. فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم. صححه الألباني في صحيح موارد الظمآن برقم 1509.
-
قال الألباني رحمه الله : هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمدا قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلا؟! نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة. والعُرقوب هو العَصَب الذي فوق مؤخرة قدم الإنسان. والشِّدق هو جانب الفم.
ما هي كفارة الإفطار في رمضان
أوضح المولى -عز وجل- في كتابه الكريم أن كفارة الإفطار عمدًا في نهار شهر رمضا هي تحرير رقبة ومن لم يجد فعليه بصيام شهرين متتاليين، وعلى من لا يقدر على ذلك أن يقوم بإطعام ستين مسكينًا، وهذا متعلق بأن يكون سبب الفطر هو الجماع باتفاق جمهور العلماء، أو بالأكل والشرب عمدًا عند المالكية والأحناف، وما ورد عن الشافعي وأحمد أن الفرد وجب عليه القضاء ولا كفارة عليه لأن ما جاء عن النبي ﷺ هو الكفارة في الجماع ولم يذكر شيء عن الأكل والشرب ولا يوجد تشابه بينهما وبين الجماع.
ما هو اجر الصائم عند الله؟
- الصيام يعتبر تشريفًا وإجلالًا للمولى عز وجل واعترافًا بعظيم أجره وثوابه، فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ” (متفق عليه).
- الصيام يقي الإنسان ويبعده عن متع الدنيا وملذاتها وشهواتها ويحصنه من الوقوع في الكبائر وارتكاب المعاصي والذنوب التي تغضب ربه.
- الصيام كفارة عن الآثام والموبقات التي قام الفرد بارتكابها سابقًا.
- الصيام شفيع لصاحبه يوم العرض على المولى عز وجل.
- الصيام سبب لدخول الجنة، فأحد أبوابها الثمانية وهو “الريان” باب يدخل منه الصائمون فقط.
- للصائم فرحتان فهو عندما يفطر يفرح وعندما يلقى ربه يوم القيامة يفرح بصومه.
- رائحة فم الصائم هي أطيب عند ربه من رائحة المسك.
- دعوة الصائم مجابة بأمر الله، كما أن الصيام يطهر القلب من الغل والحقد والكراهية.
