علامات النفاق الأصغر

Nora Hashemالمُدقق اللغوي: mohamed5 يناير 2023آخر تحديث :

علامات النفاق الأصغر، نتطرق بالحديث في هذا المقال إلى صفة من أبشع الصفات الإنسانية وهي النفاق، ونوضح لكم نوعان من النفاق وهما النفاق الأصغر والأكبر وعلامات كلاً منهما، والأسباب والدوافع وكيفية علاج النفاق، فيمنكم متابعة القراءة معنًا والإطلاع على المزيد.

ما النفاق الأصغر؟
ما النفاق الأصغر؟

ما النفاق الأصغر؟

لقد ورد النفاق في سور عديدة في القرآن الكريم ومن أبرزهم سورة المنافقون، والنفاق الأصغر هو ارتكاب فعل من أفعال المنافقين ولكن لا يصل إلى حد الكفر، فهذا هو النفاق الأصغر يكون بالمرء خصلة النفاق ولكنه لا يخرج عن دينه وملة الإسلام.

علامات النفاق الأصغر

هناك عشر علامات للنفاق الأصغر وهم:

  • الخلاف بالوعد:

من لا يفي بوعده فمن صفاته النفاق، وذلك لأنه يتجرد من صفات الصدقة والأمان ويتسم بالغدر والخداع، ولا يوجد عذر لخلاف الوعد إلا على ما نسي أو حدث له أمر خارج عن إرادته أو تم إكراهه على ذلك.

  • عدم الوفاء بالعهد:

فعدم الوفاء بالعهود من صفات المنافقين، وذلك لأن المؤمن الصادق هو من الوفي بعهده كما جاء في سورة البقرة “وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَـٰهَدُوا۟ۖ”.

  • التكاسل عن أداء الصلوات:

إن العبد الذي يترك صلاته ويتكاسل عنها يقع في شر النفاق، فقد أعرض وأدبر عن الإقبال كما جاء في قوله تعالى في سورة النساء: “إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَـٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوۤا۟ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُوا۟ كُسَالَىٰ یُرَاۤءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِیلࣰا”.

  • خيانة الأمانة:

وهي من أهم علامات النفاق الأصغر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف كما رواه أبو هريرة “آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان”، فخيانه الأمانة من صفات المنافق.

  • الكذب:

الكذب أمر خطير وله عواقب وخيمة وبالغة فقد نفنا الدين الإسلامي عن الكذب وحثنا على الالتزام بالصدق والتحلي به، وقد أكد الله عز وجل على خطورة الكذب بأنه من صفات المنافقين في قوله تعالى “وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ”، كما روى عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”.

  • الغدر:

فإذا عاهد المسلم وغدر فهو منافق حتى يتجرد من تلك الصفة، وجاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: “لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان”.

الفجور عند المخاصمة:

فمن علامات النفاق الأصغر الفجر عند المخاصمة وقلة المروءة، وهذا بسبب اغترار المرء بالدنيا وعدم الاهتمام بيوم الآخرة والانسياق وراء وساوس الشيطان.

الإعراض عن الجهاد:

من يعرض عن الجهاد في بداخله بذره النفاق، وذلك لأن الجهاد في سبيل الله من دور المسلم ويدل على سلامة عقيدته وقلبه.

المراءاة للناس في العمل:

المراءاة من علامات النفاق وأكثرها وضوح وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَـٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوۤا۟ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُوا۟ كُسَالَىٰ یُرَاۤءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِیلࣰا” فمن يصنع عمل أو معروف وينتظر شكر الناس لصنيعه فذلك يكون شر العمل وفي باطنه النفاق.

علامات النفاق الأكبر

أولاً يجب التوضيح بين النفاق الأكبر والأصغر، فالنفاق الأكبر هو الخروج من ملة الإسلام والكفر والعياذ بالله، ومن أشهر علامات النفاق الأكبر هو أن يتظاهر المرء بالإيمان في أقواله وليس في أفعاله.

ومن صفات أهل النفاق الأكبر نجد التالي:

  • تكذيب الرسول صلي الله عليه وسلم ومحاربة الدين الإسلامي.
  • أدعاء الإيمان بالله.
  • الاستهزاء بأهل الدين.
  • المرضى قلوبهم كثيري الشبهات والجري وراء الشهوات.
  • من يفرحون بهزيمة المسلمين ويحزنون بنصرهم كما جاء في قوله تعالى “إِن تُصِبكَ حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وَإِن تُصِبكَ مُصيبَةٌ يَقولوا قَد أَخَذنا أَمرَنا مِن قَبلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُم فَرِحونَ”

علامات المنافق في الصلاة

تعد الصلاة ركيزة إسلامية مهمة والركن الثاني من أركان الإسلام، فإذا انقطع العبد عن صلاته فهو يقطع علاقته بربه، فهي فرض وواجب لا محاله أن يسقط، ومن أشهر علامات المنافق الصلاة أن يتكاسل عن أدائها وألا يذكر الله فيها إلا قليلاً.

من هو المنافق الحقيقي؟

المنافق هو من يخلف قوله ومن يظهر الخير وهو يكن الشر،فيظهر عكس ما يبطن، والمنافق الحقيقي هو من يحمل الصفات التالية:

  • الطعن في الإسلام.
  • قسوة القلب.
  • التجسس والتنصت على الآخرين.
  • اليأس من رحمه الله.
  • القنوط.
  • الكذب.
  • التذبذب.

أسباب النفاق

من أهم الأسباب التي تؤدي إلى النفاق كنتيجة:

  • المحن وعدم الصبر على الابتلاءات.
  • حب الدنيا وملذاتها والانسياق وراء الشهوات.
  • الحقد الدفين في قلب المرء على غيره من المسلمين.
  • ضعف الإيمان بالله وقلة الثقة.
  • الخوف من ضياع الزعامة والرياسة.

وإلى جانب هذه الأسباب يرجح علماء النفس أن صفة النفاق ترجع إلى سببين وهما أن الشخص المنافق يكون مصاب بالاضطراب العقلي ولا يعلم أنه ينافق، فهو يظهر محبته لغيره أو تأييده لرأي وفكرة معينة، ولكنه فيما بعد يكتشف غير ذلك، ويفسر العلماء ذلك بأنه السبب يرجع إلى النشأة والتربية وخطأ الأبويين.

أما السب الثاني يكون فيه النفاق عن عمد، فالمنافق هنا يعلم جيداً بأنه يخدع غيره وذلك إما من أجل مصلحة شخصية أو منفعة أو دافع أخرى فيتبع أساليب التحايل والخداع والمكر، وهذا النوع يرتبط أكثر بالاقتصاديين والسياسيين الذين يقدمون الوعود ولا يفون بها.

ما هي طرق علاج النفاق؟

لعلاج النفاق يجب اتباع الطرق التالية:

  • تعزيز الإيمان بالنفس:

للتخلص من النفاق يجب أن يكون قلب المسلم عامر بالإيمان القوي، وعمق شجرة الإيمان داخله، فلا يمكن أن يجتمع النفاق والإيمان القوي معًا، فكلما زاد شعور النفس بالإيمان كما تجردت من صفات النفاق، ولهذا على المسلم أن يلتزم بالعمل الصالح والقرب من الله تعالي وتجنب الشبهات والمعاصي.

ونجد هذه الموازنة واضحة في سورة محمد في قوله تعالى:

“إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ . ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ۖ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ . فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ . ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ”

  • ذكر الله وقراءة القرآن الكريم:

يجب على المسلم أن يُكثر من ذكر الله، ويراعي الله في السر والعلن، فالمنافق هو من لا يذكر الله، ولا يتعبد ولا يقرأ القرآن الكريم.

  • الدعاء:

الدعاء هو طوق النجاة لكل مسلم، فمن يحب الله يدعوه، يدعوه بأن يملأ قلبه بالإيمان ويثبته على عقيدته ودينه، ويستعيذ بالله من وساوس الشيطان، وبذلك سوف يقي نفسه من الاتصاف بالنفاق.

  • استحضار نتائج النفاق:

يجب استحضار نتائج النفاق وتجنبها لكي يتقي الفرد عذاب الله له سواء في الآخرة أو العقاب في الدنيا، فإذا استحضر المرء أضرار النفاق التي ستقع عليه سواء فضيحة في الدنيا أو غضب الله عليه وطرده من رحمته، وإذا علم أن النفاق الأكبر فيه خروج من الملة والعياذ بالله سوف يتعظ ويتوب إلى الله ويتجرد من تلك الصفة الذميمة.

  • الاتصاف بالصفات المضادة لصفات المنافقين:

يجب أن يكون المسلم صادق وأمين وقريب من الله، ويبتعد عن نقص العهود أو الغدر أو خيانة الأمانة،  فقد قال شيخ الإسلام ابن تميمة: “الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق هو الصدق؛ فإن أساس النفاق الذي بُني عليه: الكذب”.

وهذه كانت لمحة بشكل سريع ومختصر عن الطرق التي يمكن أن تساعدنا في الوقاية من أن نكون من أهل النفاق والمنافقين والمرضى به، ونسأل الله عز وجل أن يعصمنا من كل سوء ويوفقنا لما يحب ويرضا.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

الاخبار العاجلة