يعاني الكثير من الناس من آلام في منطقة الرقبة والرأس من الخلف وهناك من يفسرها بأنها صداع ومن لا يعتبر أنها صداع، لذا نحن في الفقرات التالية سوف نتعرف على أسباب تلك الآلام وعلاجها ومتى تكون خطيرة.
أسباب آلام الرقبة والرأس من الخلف
توجد بعض أنواع الصداع التي تتسبب في حدوث آلام في منطقة الرقبة والرأس من الخلف وهي تتضمن ما يلي:
صداع التوتر
هو أكثر أنواع الصداع انتشاراً ويتميز بتطور الألم من متوسط إلى شديد في الجبين، وفروة الرأس، والرقبة ويتم تشبيه الألم بتواجد حزام ضيق حول الرأس.
يتطور صداع التوتر إلى المعاناة من القلق وقلة النوم وهذا الأمر يؤدي إلى حدوث توتر عضلي في عضلات الرقبة والرأس.
الصداع النصفي
تم تعريفه بأنه عبارة عن عدد من نوبات الآلام المتكررة في الرأس وتتسبب في حدوث ألم نابض متوسط أو شديد في جوانب الرأس، كما يرافقها حدوث أعراض مثل الغثيان أو تجاه الأصوات أو الحساسية تجاه الأصوات.
يعد ألم الرقبة من الأعراض الشائعة التي ترتبط ارتباط وثيق بالصداع النصفي حيث تشير أحد الدراسات إلى أن 90% من المشاركين في تلك الدراسة يعانون من آلام في الرقبة تصاحب الصداع النصفي ولاحظوا أن ألم الرقبة يبدأ قبل بدء نوبات الصداع النصفي.
صداع المفصل الصدغي الفكي
يتميز بأن الألم يبدأ من منطقة الصدغ وهي المنطقة الواقعة خلف كل من العينين وأمام الأذنين في كل جانب) وحول المفصل الصدغي الفكي وقد يبدو على شكل ألم في منطقة الأذن.
اضطرابات المفصل الصدغي الفكي التي قد تسبب الصداع هي حدوث انتكاس في حالة عضلات وأربطة وعظام المفصل الصدغي الفكي، حدوث إصابة في المفصل الصدغي الفكي، حدوث خلع في المفصل الصدغي الفكي.
يصاحب صداع المفصل الصدغي الفكي تطور لآلام في منطقة الرقبة الذي ينتج عن حدوث تعب في العضلات أو ضعف في المفصل الصدغي الفكي أو ربما المعاناة من صريف الأسنان اللاإرادي، مما يعمل بالطبع على حدوث تعب وشد في عضلات المفصل الصدغي ويرافقه ألم في الوجه والرقبة.
الصداع النصفي المستمر
وتم تعريفها أنها عبارة عن صداع أساسي ولكنه غير معروف المنشأ ويتميز بألم متوسط الشدة في اتجاه واحد من الرأس، ولكن هذا النوع من الصداع يرافقه نوبات بسبب الألم الزائد وينتشر الألم إلى مناطق أخرى مثل الرقبة أو الكتفين أو المناطق المحيطة بالأذنين.
آلام الرأس والرقبة من الخلف التي تنتج عن نمط الحياة الحديث
وهو واحد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث آلام في الرأس والرقبة حيث يقضي أغلب الناس الكثير من الوقت أثناء استعمال الهواتف الذكية وأجهزة التابلت والحاسوب، ويستخدم الأفراد تلك الأجهزة دون انتباه حيث تكون الرقبة في وضعية انحناء أمامية ومرهقة دون إدراك هذا الأمر، وهو ما يعمل بالطبع على حدوث نوبات من الصداع تصيب الرقبة من الخلف والرأس.
الاستعمال الخاطيء والمستمر لتلك الأجهزة يؤدي إلى حدوث ما يسمى بالرقبة التقنية وهي حالة تنتج من حركات ووضعيات الانحناء والتحدب التي يقوم بها الكثير من الأشخاص أثناء استخدام هذه الأجهزة، وهو ما يعمل إلى حدوث ضغط كبير على منطقة العمود الفقري والكتفين والرقبة وهو ما يتسبب في حدوث ألم وتيبس في الرقبة.
هذا الأمر يعمل على حدوث ضرر لمنطقة الرقبة نتيجة الوضعيات والحركات الخاطئة التي تؤدي أيضاً إلى الإصابة بالصداع بسبب إرهاق العين وإجهادها وما ينتج من السطوع والإضاءة الزائدة التي تؤثر على العين.
ألم خلف الرأس وليس صداع
توجد الكثير من الأسباب التي تعمل على حدوث ألم في منطقة خلف الرأس ولا علاقة لها بالصداع ومنها ما يلي:
آلام الرأس والرقبة من الخلف التي تنتج عن الألم العصبي القذالي
يتم وصف هذا الألم بأنه ألم حاد شبيه بالصعقات الكهربائية التي تؤثر على الرأس من الخلف والرقبة والأذنين، وفي الغالب يؤثر الألم على جهة واحدة من الرقبة ثم ينتشر إلى الرأس من الخلف.
تظهر أعراض الألم العصبي القذالي خلال القيام بالنشاطات اليومية الاعتيادية مثل تمشيط الشعر أو تعديل وضعية الرأس على الوسادة.
يتطور الألم العصبي القذالي بسبب حدوث تهيج أو إصابة في العصب القذالي كما قد يعاني الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات شديدة في الرأس أو الذين يعانون من الأورام، ولكن الآلية الدقيقة التي تعمل على حدوث هذا الألم لا تزال غير واضحة تماماً.
آلام الرأس والرقبة الناتجة عن انضغاط أعصاب الرقبة
أحد أسباب آلام الرأس والرقبة من الخلف هو إصابة أعصاب الرقبة بالانضغاط نتيجة تهيج ووقوع ضغط على الرقبة والكثير من ألياف الحبل الشوكي المتواجدة في الرقبة، وحدوث انضغاط هذه الأعصاب قد يؤدي إلى تطور مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الرقبة والرأس ومنها:
- آلام وتيبس في منطقة الرقبة
- ألم نابض يؤثر على الرأس من الخلف
- ألم الرأس الناتج عن تحريك الرقبة
صداع خلف الرأس والرقبة وغثيان
يعاني بعض الناس من صداع في منطقة خلف الرأس ويمتد إلى الرقبة ويكون مصحوب بغثيان وهو أمر شائع ينتج عن وجود بعض الأسباب ومنها ما يلي:
- التعرض المستمر للإجهاد والإرهاق والقلق قد يعمل على الشعور بالصداع في منطقة خلف الرأس والرقبة مع الإحساس بالغثيان.
- الإصابة بالتسمم الغذائي
- وجود حساسية ضد نوع محدد من الأطعمة
- المعاناة من ارتفاع في ضغط الدم
- مريض السكر والحمى القرمزية قد يعاني من تلك الأعراض
- في حالات نزلات البرد والإنفلونزا وبكتريا الحلق
- وجود كسور في الجمجمة
- في مرض شلل الأطفال والحمى الصفراء
- الحمل المبكر وتسمم الحمل
- خلال فترة الحيض
- وجود ورم أو خراج في الدماغ
- الإصابة ببعض الالتهابات في المعدة والتهاب الكلى
- في حالة وجود مشاكل في العصب السابع
طرق الوقاية من الشعور بالصداع والغثيان
- يمكن تجنب هذا الأمر من خلال الحصول على قسط كافي من النوم
- الحرص على تناول الأطعمة الصحية والمفيدة للجسم
- الابتعاد عن المشروبات الكحولية والغازية والتي تحتوي على كافيين
- من الضروري الاهتمام بالنظافة الشخصية والمداومة على غسل اليدين بالمياه والصابون.
ألم أسفل الرأس والرقبة خلف الأذن
ألم أسفل الرأس قد يرتبط بوجود بعض الأسباب الأخرى التي تكون نتيجة حدوث إصابة خفيفة في الرأس أو ربما بسبب مشاكل صحية أخرى ومن أهم تلك الأسباب ما يلي:
التهاب الخشاء
حيث أن الخشاء هو ذلك العظم الذي يقع خلف الأذن بشكل مباشر وحدوث التهاب فيه شائع بشكل كبير عند الأطفال أكثر منه عند البالغين، ويحدث استجابة للعلاج دون حدوث أي مضاعفات للأمر ويظهر من خلال الأعراض التالية:
- حدوث ألم في منطقة خلف الأذن
- المعاناة من تورم واحمرار وخروج إفرازات من الأذن
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم
- فقدان السمع في الأذن المصابة
مشاكل في الأسنان
في كثير من الأحيان ينتج ألم في منطقة أسفل الرأس والرقبة خلف الأذن بسبب ألم كبير في أحد الأسنان أو وجود مشكلة أخرى بها، وهناك بعض العلامات التي تؤكد على وجود مشكلة في الأسنان وأهمها رائحة النفس الكريهة، وألم في اللثة وصعوبة في عملية المضغ.
كيف يقوم الطبيب بتحديد سبب الألم في أسفل الرأس والرقبة خلف الأذن؟
في أغلب الأوقات تتداخل الأسباب التي تؤدي إلى حدوث آلام في منطقة أسفل الرأس والرقبة خلف الأذن، لذا يكون من الصعب على الطبيب أنم يقوم بتحديد الأمر والتوصية بالعلاج الملائم للحالة وقد يلجأ إلى القيام بالآتي:
- يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة التي تتعلق بالتاريخ المرضي للحالة والإصابات الحديثة التي تعرض لها في منطقة الرقبة أو الرأس أو العمود الفقري.
- القيام بعمل فحص بدني للمريض من خلال الضغط على مؤخرة الرأس بقوة كبيرة وقاعدة الجمجمة في محاول لإنتاج الألم عن طريق اللمس، مثل وجود ألم عند الأذن اليسرى عند اللمس أو أن يسأل المريض عن تواجد ألم في الرأس فوق الأذن اليسرى أو خلف الرأس في الجهة اليمنى مما يجعله يستبعد أسباب ويستثنيها.
- قد يحتاج الطبيب في بعض الأوقات إلى إعطاء المريض إبرة تخدير في العصب لأنها تساعده على التحقق من وجود العصب القذالي من عدمه.
- من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى التحقق من درجة الحرارة وإفرازات الأذن بعد استبعاده للعصب القذالي.
- لو استدعى الأمر فيقوم الطبيب بطلب صورة رنين مغناطيسي أو فحص دم من أجل استبعاد بعض الحالات.
- سوف يقوم الطبيب بفحص الفك أو إخبار المريض بضرورة زيارة طبيب الأسنان للتحقق من عدم وجود مشكلة مفصل الفك الصدغي.
علاج ألم في عظام الرأس من الخلف
- يفضل الاسترخاء والراحة في غرفة مظلمة بعيداً عن الضوضاء
- استخدام الكمادات الحرارية والتدليك
- من الضروري الوقوف أو الجلوس بشكل مستقيم واستخدام كرسي مريح مع دعم لأسفل الظهر من أجل تحسين وضعية الجسم
- القيام بوضع كيس من الثلج أو قطعة قماش باردة على الجبين
- شرب كمية مناسبة من الماء
- الحرص على ممارسة الرياضة وتعزيز اللياقة البدنية للجسم حيث أن التمارين الرياضية تعمل على تخفيف آلام منطقة الرأس.
- لو كانت الآلام شديدة من الممكن استخدام المسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول ومضادات الالتهاب مثل الديكلوفيناك
- استخدام مرخي للعضلات
- استعمال مضادات الاكتئاب الثلاثية
- اللجوء إلى إبرة حصر العصب وتحتوي تلك الحقنة على الستيرويد مع البنج الموضعي، ويتم حقنها في الجانب الأيمن أو الأيسر للفقرات حيث مكان خروج جذر العصب وهو أسلوب لحصر الألم وتمتد فعاليتها لعدة أشهر.
متى يكون ألم الرقبة خطير؟
في العادة لا تستدعي آلام الرقبة والصداع أن تشعر بالقلق حيالها ولكن هناك بعض الأعراض التي تحتاج إلى زيارة الطبيب خاصةً عندما يصاحبها الشعور بخدر في منطقة أسفل الذراعين، أو وجود حمى أو ارتباك، وهناك أعراض تستدعي الانتباه لها ومنها ما يلي:
- صداع لا يستجيب بأي شكل للعلاج أو المسكنات
- الشعور بصداع يؤثر بشكل كبير على نشاطك اليومي
- الصداع الذي يجعلك تستيقظ من النوم
- المعاناة من أعراض عصبية أخرى مثل التداخل في الكلام أو الرؤية الباهتة
- أن يكون الألم مستمر ويزداد سوءاً مع الوقت
- الإحساس بوجود مشاكل في الذاكرة وألم يصاحبه تقلبات في الحلة النفسية والمزاجية
الوقاية من آلام الرأس والرقبة من الخلف
هناك بعض الخطوات التي يجب مراعاتها من أجل الوقاية من تطور آلام الرأس والرقبة من الخلف التي ترتبط بمشاكل في الرقبة من خلال اتباع ما يلي:
- أخذ الحذر عند حمل الأوزان الثقيلة: ينصح بعدم استخدام الأحزمة فوق الكتف عند القيام بحمل الأشياء الثقيلة.
- الابتعاد عن التدخين: تم إثبات أن التدخين يعمل على زيادة خطر الإصابة بآلام في منطقة الرقبة بجانب المشاكل الصحية الأخرى التي يكون مسؤول عنها.
- أخذ استراحات: من الضروري أن تأخذ فترات من الراحة عند العمل على الحاسوب لفترات طويلة من الوقت، أو أثناء القيام بقيادة السيارة لمسافات طويلة حيث يجب التوقف والتحرك بشكل متكرر مع تمديد الكتفين والرقبة.
- ممارسة الوضعيات الصحية: وتتم من خلال إبقاء الكتفين على خط مستقيم فوق الأرداف بحيث تكون الأذنين موجودة بشكل مباشر فوق الكتفين وذلك عند الوقوف أو الجلوس.
- تعديل وضعية النوم: يوصي الأطباء أن النوم يكون بخط مستقيم حيث يكون الرأس والرقبة في محاذاة باقي الجسم، ويقترح الكثير من الأخصائيين وضع وسادة أسفل الفخذين عند النوم.
- تعديل مساحة العمل: احرص على تعديل وضعية الكرسي بحيث تكون الركبتين في مستوى منخفض قليلاً عن الفخذين والقيام بوضع شاشة الحاسوب في مستوى العينين.
