نزلت سورة الحجرات في الصحابيين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، فما هي سورة الحجرات؟ وما سبب نزولها؟ وكيف نزلت؟ وما سبب تسميتها بهذا الاسم؟ هذا ما سنوضحه من خلال السطور التالية من المقال.
نزلت سورة الحجرات في الصحابيين
من هم الصحابيين الذين نزلت عليهم سورة الحجرات؟
نزلت سورة الحجرات في الصحابيين “أبو بكر الصديق” و”عمر بن الخطاب” عندما حدث جدال قوي بينهما بغرض إيصال كل منهما وجهة نظرة وتبرئة نفسه أمام الآخر وكان ذلك في حضرة النبي محمد -صلَّ الله عليه وسلم- وارتفعت أصواتهما.
سورة الحجرات
سورة الحجرات هي سورة مدنية نزلت بعد هجرة الرسول -صلَّ الله عليه وسلم- في العام التاسع للهجرة، تقع في الجزء الـ26 وعدد آياتها 18 آية، كما أن ترتيبها في سور القرآن الكريم هو الـ49 ونزلت بعد سورة المجادلة.
تسمى هذه السورة أيضًا بسورة الأخلاق والآداب لأنها تدعو إلى ضرورة ووجوب العمل بأوامر المولى عز وجل واتباعها وتجنب نواهيه، وكذلك احترام نبيه محمد -صلَّ الله عليه وسلم- والتأكد من الأنباء أو الأخبار التي تأتي إلينا حتى لا نصيب قومًا بجهل منا دون علم، بالإضافة إلى ذلك فقد حرم فيها الله السخرية من الآخرين وسوء الظن بهم والتجسس على أخبارهم أو أسرارهم أم النم والأذى.
سبب نزول سورة الحجرات
هناك عدد من الأسباب لنزول سورة الحجرات، والتي تختلف على حسب كل آية ومناسبتها، وسوف نوضح ذلك من خلال التالي:
- كان سبب نزول قول المولى -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) هو ارتفاع صوت الصحابين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب أمام النبي ﷺ أثناء جدالهما.
- كان سبب نزول قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) هو أن “ثابت بن قيس بن شماس” كان شخص يمتلك صوتًا جهوريًا وربما كان الرسول ﷺ يتأذى بصوته عندما يتحدث إليه.
- كان سبب نزول قول الله -جل في علاه-: (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ) هو أن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق قال بعد نزول قوله تعالى: (لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ..): “آليت على نفسي أن لا أكلم رسول الله إلا كأخي السِّرار”.
- وسبب نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) كان في الوليد بن عقبة بن أبي معيط عندما بعثه الرسول الكريم ﷺ إلى بني المصطلق مصدقًا وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، وعندما أتاهم رحبوا به تعظيمًا لله ورسوله ولكن الشيطان وسوس إليه أنهم يسعون إلى قتله لذا خافهم.
ما هو سبب تسمية سورة الحجرات بهذا الاسم؟
تمت تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى ذكر لفظ الحجرات بها ومعناها حجرات نساء النبي ﷺ (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)، فقد كان هناك قوم من أجلاف العرب ينادون على النبي محمد من وراء حجرات نسائه وهذا الأمر كان يؤذيه لذا نزلت عليهم لتأديبهم وتعليمهم احترام حرمة البيوت.
كيف نزلت سورة الحجرات؟
نزلت سورة الحجرات بعدما هاجر النبي الكريم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وقيل أنها نزلت في الوليد بن عقبة حينما أرسله الرسول إلى بني المصطلق وعاد وأخبر النبي أنهم قد ارتدوا عن الدين، وبعد ذلك بعث ﷺ بخالد بن الوليد -رضي الله عنه- حتى يتأكد من الأمر وكان العكس تمامًا فقد وجدهم متمسكون بإسلامهم ويسعون إلى إعلاء كلمة الحق وإرضاء الله ورسوله، فعاد سيف الله المسلول إلى النبي وقصَّ عليه ما رأى فنزلت الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
