طبقة في الغلاف الجوي تستهلك نتيجة تلوثه

طبقة في الغلاف الجوي تستهلك نتيجة تلوثه، يحيط كوكبنا مجموعة من الطبقات المميزة التي تعمل على حمايته وتوفير مجال جوي وبيئي مناسب لنا كي نتمكن من الحياة عليها، ولكن وعلى الرغم من معرفتنا الكبيرة بأهمية هذه الطبقات في الغلاف الجوي إلا أننا نقوم باستهلاكها بأسوأ الطرق الممكنة وملئها بالعديد من العوادم والأتربة التي تؤدي في الوقت الحالي إلى تآكل واستهلاك إحدى الطبقات المهمة والأساسية فيه وهو ما سوف نتعرف إليه بالتفصيل في المقال التالي.

ما طبقة في الغلاف الجوي تستهلك نتيجة تلوثه؟

يضم غلافنا الجوي العديد من الطبقات المميزة التي يكون لكل واحدة منهم وظيفة خاصة بها ومميزة تعمل على تنظيم درجات الحرارة بشكل كبير وتعمل على حمايتنا من كافة المخاطر الخارجية الموجودة في الفضاء الخارجي ومنها أِشعة الشمس والبرودة الشديدة وغيرها من التقلبات والمكونات المختلفة.

وهذه الطبقات سوف نذكرها لكم بالترتيب فيما يلي كي يتسنى لكل فرد أن يتعرف إلى الطبقات الحامية والأساسية في كوكبنا وكي نفهم فالغلاف الجوي الخاص بنا يضم خمس طبقات مختلفة يتم تقسيمها على حسب درجة حرارته وهي كما يلي:

طبقة التروبوسفير: هي الطبقة الأولى من الغلاف الجوي وقريبة للغاية من سطح الأرض لأنها الجزء الأدنى من الغلاف الجوي ويتعيش فيها العديد من الكائنات والمخلوقات الحية وهي مميزة بشكل كبير ودرجة حرارتها باردة للغاية نتيجة لانخفاض الضغط الجوي حيث أنها تحتوي على 75% من الهواء الموجود في الغلاف الجوي بأكمله ومعظم بخار الماء يساهم في حدوث الظواهر الكونية المتعارف عليها من مطر وثلج وسحب.

طبقة الستراتوسفير: هي طبقة تتكون من غاز الأوزون مع العديد من الملوثات والمركبات العضوية المتطايرة وأكاسيد النيتروجين والطقس الحار وأشعة الشمس القوية وكلما ارتفعت طبقات الغلاف الجوي زادت درجة الحرارة بسبب امتصاص طبقة الأوزون للأشعة الفوق البنفسجية من الشمس، الأمر الذي يساهم بنسبة عالية في حماية المخلوقات جميعها على الكرة الأرضية من أضرار هذه الأشعة وأخطارها.

طبقة الميزوسفير: وهي الجزء الذي يقع فوق طبقة الأوزون مباشرة وتنخفض درجة الحرارة فيه بشكل كبير إلى أن تصل إللى 90 درجة مئوية.

طبقة الأيونوسفير: وهي طبقة تبدأ درجات الحرارة فيها في الارتفاع بسبب امتصاص الطبقة للأشعة السينية القوية من الشمس وكذلك الأشعة فوق البنفسجية، وتكونت هذه الطبقة نتيجة قطع الأشعات الشمسية للإلكترونات عن الذرات والجزيئات وتحويلها إلى أيونات بشحنات موجبة الأمر الذي يعكس موجات الراديو ويعلم على امتصاصها والسماح باستقبال البث الإذاعي على الموجات القصيرة في نيوزيلندا من أجزاء أخرى من العالم.

طبقة إكزوسفير: وهذه الطبقة تسمى بالغلاف الخارجي وتتكون بشكل رئيسي من ذرات غاز الهيدروجين وغاز الأكسجين ولكن بنسب بسيطة.

مما سبق يتضح لنا أن طبقة الغلاف الجوي التي تستهلك نتيجة التلوث الحادث فيه هي طبقة الستراتوسفير أو ما نطلق عليه طبقة الأوزون، والتي نقوم باستهلاكها بشكل كبير جدًا بسبب العديد من المشكلات الناتجة عن العوادم السيارات والمصانع والمواد الجديدة والغريبة التي تغير بشكل كبير من نسب ومكونات الغازات الموجودة في الغلاف الجوي ومنها العديد من الغازات التي تحدث العديد من التفاعلات المختلفة التي من الممكن أن ينتج عنها تداعيات خطيرة في هذه الطبقة بشكل كبير جدًا ولا يمكن حصره أو السيطرة عليه بأي حال من الأحوال.

أهمية الغلاف الجوي

هناك أهمية كبيرة للغلاف الجوي والذي يمتد على سطح كوكبنا الأرض وذلك إلى ارتفاعات قد تصل إلى 1000 كيلومتر أي حوالي 6214 ميل بعد ذلك يندمج باقي الغلاف الجوي مع الفضاء الخارجي، وبشكل عام فإن معظم الغلاف الجوي يكون قريب من السطح وفي نطاق 8 – 15 كيلومتر وهذا الغلاف يتكون من مجموعة كبيرة من الغازات التي تتمثل في 78% غاز نيتروجين، 21 % غاز الأكسجين، 0.9% الأرجون، 0.1% غازات أخرى مثل الميثان والنيون وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.

وتتركز أهمية الغلاف الجوي في العديد من الأمور المميزة التي سوف نبينها لكم بالتفصيل فيما يلي:

يعمل الغلاف الجوي على توزيع درجات الحرارة الموجودة على سطح الأرض وتنظيمها على مناطق العالم المختلفة.
يسمح الغلاف الجوي بوصول أشعة الشمس بشكل منظم لنا فلولاه لأصبحت درجة الحرارة اليومية تتعدى 200 درجة حرارية.
يقوم الغلاف الجوي بمنع نفاذ كافة الإشعاعات الأرضية إلى الفضاء الخارجي، ويوفر الحماية والدفء إلى كافة المخلوقات الأرضية.
يعمل على حماية العديد من الكائنات الحية الموجودة على سطح الكرة الأرضية من مخاطر أشعة الشمس فوق البنفسجية.
يسمح الغلاف الجوي بتزويد المخلوقات الحية بالهواء اللازم كي تتنفس والسماح لها بالبقاء على قيد الحياة.
يقوم بالحفاظ على كوكب الأرض من بعض التغيرات المفاجئة التي تصيبه نتيجة الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.
تكوين بعض الظواهر الطبيعية مثل الغيوم والسحاب وتساقط الأمطار وهبوب الرياح، كما يمنح السماء لونها الأزرق الرائع.

ما هي أسباب تلوث الغلاف الجوي؟

هناك العديد من الأسباب التي ينتج عنها تلوث الغلاف الجوي وهذه الأسباب منها ما هو بيد الإنسان نفسه ومنها ما هو خارج عن إرادته بشكل كبير جدًا وفيما يلي نذكر لكم أبرز وأهم أسباب التلوث في الغلاف الجوي والتي تتمثل فيما يلي:

احتراق الوقود الأحفوري، الوقود الأحفوري مثل البنزين والفحم والنفط يعمل على إنتاج الطاقة والكهرباء والنقل يعد أهم مصادر انبعاث غاز أول أكسيد الكربون والعديد من الملوثات الأخرى، وهو أحد أهم عوامل تلوث الغلاف الجوي بشكل كبير جدًا.
حرائق الغابات الطبيعية، حيث أن حرائق الغابات الطبيعية يكون لها دور كبير في تلويث البيئة والتسبب في انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون بالإضافة إلى تلويث الغلاف الجوي وهي تؤدي إلى خلق الضباب الدخاني الذي يجعل الهواء ضبابيًا.
عوادم السيارات، حيث تؤدي العوادم المنبعثة من المركبات والمعدات للمصادر الرئيسية للغازات الدفيئة مثل هيدروكربونيات وأول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وهو ما يخلق فجوة كبيرة في طبقة الأوزون والتي تساهم بشكل كبير في زيادة الضباب الدخاني وتعمل على التسبب في تلوث الغلاف الجوي.
الأنشطة الزراعية، حيث أن الأمونيا تعد من أخطر الغازات المنبعثة من الأنشطة الزراعية المتتسببة في تلوث الغلاف الجوي بالإضافة إلى أن المبيدات الحشرية والأسمدة تنبعث منها العديد من المواد الكيميائية الضارة في الجو والمسببة لتلوث الهواء بشكل كبير.
المصانع والصناعات الكيماوية، حيث أن صناعة التعدين والإسمنت والفوسفات والعديد من الصناعات التحويلية تدخل فيها بشكل كبير مثل صناعات إنتاج النفط وتكرير البترول والعديد من الأسمدة الكيماوية والتي يصدر عنها العديد من العوادم والغازات السامة التي تطلق العديد من الصناعات التحويلية الكبيرة من أول أكسيد الكربون، والهيدروكربونات، والمركبات العضوية، والمواد الكيميائية في الهواء، مما يؤدي إلى استنفاد جودة الهواء والتسبب في الشعور بالاختناق.
النفايات، والتي يتم حرقها بشكل كبير وكذلك نفايات العمليات الصناعية ومخلفات البشر وطرق التخلص منها والتي تزيد بشكل كبير من مشكلة التلوث الحادثة في الغلاف الجوي والمتسببة في انبعاث العديد من الغازات السامة أثناء حرقها أو التخلص منها بشكل غير أمن.
تلوث الهواء الداخلي، إن تلوث الهواء الداخلي يعد من أكبر أسباب التلوث المتعارف عليها والناتجة عن منتجات التنظيف المنزلية ومستلزمات الطلاء الممتلئة بالمواد الكيميائية السامة الموجودة في الهواء بشكل كبير.

ماذا ينتج عن تلوث الغلاف الجوي؟

ينتج عن تلوث الغلاف الجوي العديد من المشكلات والأزمات الكبيرة التي لا أول لها من أخر، والتي لا يمكن السيطرة عليها بأي حال من الأحوال بالإضافة إلى التأثيرات البيئية الخطيرة والتي لا أول لها من أخر ويمكن ملاحظتها في حياتنا اليومية بشكل كبير جدًا وهذه الآثار تنقسم إلى آثار صحية وبيئية ونباتية وغيرها تتمثل فيما يلي:

تزايد أعداد المصابين بمرض السرطان وذلك لأن العديد من المواد الملوثة مثل المعادن الثقيلة تكون شديدة الضرر ومسممة ما يمكن أن يتسبب في أمراض السرطان المختلفة.
ينتج عن تلوث الغلاف الجوي العديد من المشاكل في الجهاز التنفسي وخصوصًا عند الأشخاص المصابين بالربو ويؤدي إلى تدهور حالة الرئة والتسبب في فشل الجهاز التنفسي المزمن، وهو ما يحدث لدى العديد من المدخنين بشكل كبير.
يتسبب التلوث في الغلاف الجوي في الصداع وزيادة الضغط، حيث أن الصداع والضغط من أشهر الأمراض التي يصاب بها جميع سكان المناطق شديدة التلوث إلى حد كبير جدًا.
من أشهر المشكلات الصحية التي يتسبب فيها تلوث الغلاف الجوي نجد لدينا أنه يسبب مشاكل كبيرة وخطيرة في الكبد والجهاز المناعي في الجسم، يمكن أن تؤثر الديوكسينات الموجودة عادة في الطعام والتي توجد أيضًا بكميات صغيرة في الهواء على الكبد على المدى القصير.
يحمل تلوث الغلاف الجوي العديد من الأضرار الخطيرة على الجهاز العصبي حيث أن الزئبق يهاجم هذا الجهاز نتيجة لتلوث الغلاف الجوي للجهاز العصبي والمركزي في جسم الإنسان كما أنه يؤثر بشكل كبير على الدماغ حيث يؤدي إلى إتلاف أدمغة الأطفال والكليتين، وحتى تلوث الجسم بالحد الأدنى من الرصاص يمكن أن يؤثر على معدل ذكاء الأطفال وقدرتهم على التعلم والتفكير والذكاء.
يتسبب التلوث البيئي في تهيج العين والرئة ومشاكل الدم والكبد، وظهور أعراض أكثر وضوحًا لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال.
كذلك فإن مركبات الهيدروكربونيات العطرية متعددة الحلقات (PAHs)، وهي منتجات ثانوية من عوادم المرور ودخان حرائق الغابات ينتج عنها مقدار كبير من التلوث البيئي الشديد.
يتسبب تلوث الغلاف الجوي كذلك في ضعف الرؤية، حيث أن الدخان والغبار المنبعث من الأنشطة البشرية مثل حرق الغابات، وحرق المواد الصلبة، والأنشطة الصناعية وعوادم السيارات في الغلاف الجوي يسبب مشكلات خطيرة في النظر.
من أكبر المشكلات الناتجة عن تلوث الغلاف الجوي نجد لدينا أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي واحدة من أخطر الظواهر المثيرة للقلق والتي تسبب في العديد من التغيرات المناخية الناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، والسبب وراء ذلك هو وجود غازات ملوثة في الغلاف الجوي، والتي تسبب احتباس الحرارة في كوكبنا الجميل.
كما سبق لنا وذكرنا فإن تدمير طبقة الأوزون من الأمور الخطرة التي يتسبب فيها التلوث البيئي للغلاف الجوي الخاص بنا، حيث أنها تحتوي على نسبة عالية من غاز الأوزون (O3) والذي بدوره يحمي الأرض من التأثير المباشر لأشعة الشمس.
كذلك ينتج عن تلوث الغلاف الجوي العديد من الآثار الضارة على الغطاء النباتي إن الملوثات مثل أكاسيد النيتروجين والأوزون وأكاسيد الكبريت لها آثار ضارة على الغطاء النباتي، حيث يمكن لهذه الغازات أن تقتل النباتات والأشجار من خلال تدمير أوراق ولحاء الأشجار عند ملامستها لها.
يتسبب تلوث الغلاف الجوي في العديد من الضباب الدخاني إلى تهيج في العين والحلق وإلحاق الضرر بالرئتين، خاصةً لدى الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعملون أو يمارسون الرياضة في الهواء الطلق، وهو مضر جداً للأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي.