اسباب تلوث البيئة

توجد الكثير من الملوثات حولنا في كل مكان فأصبحنا نرى التلوث في الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والتربة التي نحصل منها على أنواع الغذاء المختلفة، والفقرات التالية سوف تسلط الضوء على التلوث البيئي الذي نشهده وأنواع وكيفية التخلص منه والتمتع ببيئة صحية وسليمة.

أسباب تلوث البيئة

أسباب تلوث البيئة

التلوث البيئي

يعتبر التلوث البيئي ظاهرة غير طبيعية حيث يتسبب في حدوث ضرر للبيئة وينتج عن وجود عناصر ملوثة تؤدي إلى حدوث الكثير من التغيرات السلبية على الطبيعة من حولنا، وهو ما يؤدي إلى حدوث نتائج كارثية تتسبب في تدمير البيئة بشكل عام.

ينقسم التلوث البيئي إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي تلوث الماء، تلوث الغلاف الجوي وتلوث التربة وتلك العناصر الثلاثة هي أهم عناصر كوكب الأرض وحدوث أي مشكلة بها يؤدي إلى حدوث خلل في البيئة وتوزانها.

ما هي أنواع التلوث البيئي؟

تلوث الماء

ينتج عن اختلاط المياه النظيفة مع مياه المجاري والمواد الكيميائية المختلفة وغيرها من الأشياء التي تؤدي إلى ترك أثر سيء في حياة الإنسان والحيوان والنبات، حيث أن هناك حوالي 5 ملايين شخص حول العالم يموتون سنوياً بسبب شرب المياه الملوثة.

تلوث الهواء

يحدث فيه اختلاط للماء بمواد ضارة تنتج من عوادم السيارات والدخان وغيرها من الأمور التي تسبب ضرر كبير لصحة الإنسان والحيوان والنبات ويزداد معها ثقب الأوزون والاحتباس الحراري، وأصدرت منظمة الصحة العالمية بيان تذكر فيه أن حوالي خمس سكان العالم يتعرضون للكثير من الأمراض الخطيرة التي تنتج عن تلوث الهواء وأهمها سرطان الرئة.

تلوث التربة

نرى أن تلوث التربة انتشر بعد شن الحروب المختلفة وهذا يرجع إلى اختلاطها مع المواد الكيميائية ونفايات الحرب والمشتقات البترولية، وهذا النوع من التلوث ما عمل على حدوث خلل في النظام البيئي فنجد أن التربة تعرت من النباتات وانتشرت ظاهرة التصحر.

 اسباب تلوث البيئة

أسباب تلوث الهواء

يوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تلوث الهواء ويحدث بسببها الآثار السلبية التي تؤثر على صحة الإنسان والحيوان ومن بينها:

الملوثات الصناعية

عملية المعالجة التي تتم داخل المصانع  مثل مصانع السكر ومحطات تصنيع المطاط وتكرير النفط وغيرها تكون مسؤولة عن 20% من مصادر تلوث الهواء ومنها ما يأتي:

  • الملوثات التي تنتج عن محطات الطاقة والمداخن الصناعية من احتراق الوقود الاحفوري هي غاز أول أكسيد الكربون وغاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز ثاني أكسيد الكبريت وغاز كبريتيد الهيدروجين والهيدروكربونات.
  • الملوثات التي تخرج من مصانع الأسمدة الفوسفاتية واستخراج الألومنيوم وصناعة الصلب وحرق السيراميك وتصنيع بعض المواد الكيميائية وتضم مركبات الفلور.
  • النفايات التي تنتج من عمليات تصنيع المواد الكيميائية مثل حمض الهيدروكلوريك، الكلور، الرصاص، الزنك، الزرنيخ وأكاسيد النيتروجين والنحاس.

المركبات

هي واحدة من أهم المصادر التي تؤدي إلى حدوث تلوث في الهواء لأنها تعمل على إنتاج ما يقرب من ثلثي انبعاثات أول أكسيد الكربون، وحوالي نصف انبعاثات الهيدروكربونات وأكسيد النيتروس، وعوادم المركبات تعمل على إنتاج الرصاص المعروف عنه آثاره السيئة على المجتمع الحيوي وإنتاج الكثير من المركبات العضوية المتطايرة التي تخرج من احتراق الوقود في المركبات.

حرق الوقود الأحفوري

يحدث حرق لهذا الوقود من أجل إنتاج الطاقة للقيام بالكثير من الأنشطة مثل الإنارة والتدفئة والطبخ والغسيل ويتخلف عنها مجموعة كبيرة ومختلفة من الملوثات مثل غاز ثاني أكسيد الكبريت والهيدروكربونات، ويجب أن ننتبه إلى أن محطات الطاقة الكهربائية ومحطات حرق الوقود الأحفوري وبالأخص الفحم تعمل على إنتاج ثلثي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت في الهواء.

الأنشطة الزراعية

القيام بحرق الغابات والمراعي المختلفة تعمل على إنتاج ما يقرب من 60 إلى 65% من نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ونجد أن حقول الأرز وحرق الكتلة الحيوية وعملية الإخراج عند الماشية تمثل 40% من انبعاثات غاز الميثان، هذا بجانب اللجوء إلى المبيدات الحشرية التي تكون مسؤولة عن انبعاثات مركبات الفوسفات العضوية والهيدروكربونات والزرنيخ والرصاص.

انبعاثات الطائرات

التلوث الذي ينتج من انبعاثات الطائرات يمثل حوالي 2.5% من انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون بالإضافة إلى 1% من انبعاثات المركبات الهيدروكربونية، كما تعمل على إطلاق بعض الأدخنة التي تحجب الرؤية وتبعثر الضوء وتضم الكثير من الكائنات الدقيقة التي تنتشر في الهواء.

الإشعاعات المؤينة

تتميز هذه الأشعة بأنها تمتلك طاقة كبيرة وتكفي لتأيين الذرات والجزيئات ومن أهم الأمثلة عليها جسيمات ألفا وبيتا التي تنتج من الانفجارات النووية، والتجارب العلمية التي تستخدم النظائر المشعة وربما تنتج من عمليات التحلل الإشعاعي للمواد والتي تحدث بطريقة طبيعية في البيئة.

الإشعاعات الكونية

الغلاف الجوي يتعرض بشكل كبير إلى اختراق للجسيمات المشحونة عالية الطاقة من الفضاء الخارجي ويطلق عليها الاشعة الكونية الأولية، وحينما تخترق الغلاف الجوي فإنها تفقد جزء من طاقتها بالتدريج حتى تختفي عندما تصطدم بذرات الأكسجين والنيتروجين، وهذا الأمر ينتج عنه أشعة ثانوية تختلف بشكل تام عن الاشعة الأولية وتكون طاقتها أقل.

الجزيئات المعلقة

تعتبر تلك المادة من الملوثات الرئيسية للهواء لأن الغبار يحتوي على مصادر مختلفة ومن أهمها غبار الفحم الذي ينتج عن محطات الطاقة، ومصافي النفط بجانب غبار الأسمنت والسليكا التي تنتج عن تكسير الحجارة بالإضافة إلى وسائل النقل التي تعمل على إنتاج كمية كبيرة من الغبار.

أسباب تلوث الماء

نرى أن تلوث الماء انتشر في معظم المسطحات المائية إن لم يكن جميعها ويكون بسبب العديد من العوامل التي تساعد على انتشار التلوث فيها ومنها الآتي:

الملوثات الصناعية

تشترك مواقع التصنيع والتعدين والمناطق الزراعية في جزء كبير من التلوث الذي يحدث للمياه وتكون المخلفات التي تنتج عنها عبارة عن مواد كيميائية سامة، وحينما تصل تلك المياه الغير معالجة إلى شبكات المياه العذبة فإنها تؤدي إلى تلوثها، حيث أنها من الممكن أن تصل إلى المسطحات المائية وتعمل على رفع درجة حرارتها وهو ما يعرض حياة الكائنات الحية بها للخطر ويهدد حياتها ويجعلها لا تصلح للاستهلاك البشري.

إلقاء النفايات في المحيطات

نجد أنه في الكثير من دول العالم يتم جمع النفايات المنزلية والتخلص منها من خلال تفريغها في المحيطات وهو ما يسبب تلوثها وتحتاج تلك المخلفات إلى أكثر من 200 سنة من أجل أن تتحلل بشكل تام.

مخلفات التحلل الإشعاعي

يعرف اليورانيوم بأنه من أكثر المواد عالية السمية ويتم استخدامه في محطات الطاقة النووية وينتج عنه تلوث كبير للمياه إذا لم يتم التخلص منه بطريقة صحيحة، ونجد أن الكثير من المصادر البيئية والمائية تتعرض لمثل هذا النوع من التلوث وعلى نطاق واسع.

الاحتباس الحراري

مشكلة الاحتباس الحراري تسبب مصدر قلق كبير لتلوث المياه حيث تعمل على رفع درجة حرارتها وموت الكائنات الحية المتواجدة بها بالفعل، ونتيجة لهذا الأمر تزداد تلوث المصادر المائية وتعمل بعض الأنشطة البشرية أيضاً على ظهور الاحتباس الحراري.

الأنشطة الزراعية

قد يتجه بعض المزارعون إلى استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية من أجل حماية المحاصيل من الحشرات والآفات المختلفة، وهذه المواد لها تأثير ضار على صحة الكائنات الحية حينما تتسرب إلى المياه الجوفية أو ربما تختلط بمياه الأمطار التي تتدفق إلى الجداول والأنهار.

تسرب النفط في المسطحات

عملية تسرب النفط في المسطحات المائية لا تحدث بصفة مستمرة وعلى الرغم من ذلك تكون كمية التسرب كبيرة جداً، وفي العادة تحدث أثناء عملية التنقيب عن النفط في المحيطات أو عن طريق السفن التي تنقل النفط.

المجاري والمياه العادمة

مياه المجاري والمياه العادمة حتى بعد ان تم معالجتها تحتوي على الكثير من المواد الكيميائية الضارة والبكتريا ومسببات الأمراض، وإذا لم يتم معالجتها وتصل إلى المياه العذبة فإنها تقوم بتلويثها وتسبب الكثير من المشاكل الصحية للكائنات الحية.

أسباب تلوث التربة

لا شك أن هناك أكثر من مصدر مسؤول عن تلوث المياه وهذا ما سوف نتعرف عليه بشيء من التفصيل في الفقرات التالية:

الأنشطة الصناعية

تعتبر الأنشطة الصناعية من أكبر المسببات التي تعمل على تلوث التربة فنجد ان عمليات التصنيع الكثيرة وأنشطة التعدين، والصناعات التي تعتمد على استخراج المعادن تعمل على إنتاج كميات كبيرة من المخلفات الثانوية الملوثة وفي حالة بقائها على سطح التربة مدة كبيرة فتجعلها غير صالحة للاستخدام.

المطر الحمضي

نجد أن المطر الحمضي ينتج من اختلاط الهواء مع بعض الملوثات الموجودة فيه مع مياه الأمطار وتسقط على التربة، وهذا بالطبع يعمل على إذابة العناصر الغذائية الهامة التي تتواجد في التربة وتتغير البنية الخاصة بها.

تسرب النفط

نلاحظ حدوث تسرب للمواد النفطية خلال عملية التخزين أو عن طريق نقل المواد الكيميائية في محطات النقود، وتعمل تلك المواد على تلف التربة وتصبح غير صالحة للزراعة.

الفضلات الشخصية

هناك من يتخلص من الفضلات الشخصية للأشخاص ومياه الصرف الصحي ويقم إلقائها بشكل مباشر في مدافن ومكبات النفايات، وتعمل تلك النفايات البيولوجية على تلويث التربة وهذا لأن الأجسام البشرية تكون مليئة بالسموم المختلفة والمواد الكيميائية التي تتسرب إلى التربة من هذه المدافن.

الأنشطة الزراعية

نجد أن الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية يعمل على تقليل خصوبة التربة وجعلها سهلة التآكل، حيث أن المركبات الكيميائية الصناعية لا تتفكك بصورة طبيعية وهذا ناتج عن عدم تكونها بشكل طبيعي، وبالإضافة إلى أن بعض النباتات تمتص تلك المبيدات وحينما تتحلل تعود إلى التربة مرة أخرى وتعمل على تلوثها.

حلول تلوث البيئة

حلول تلوث الهواء

  • تشجيع الأفراد على استخدام وسائل المواصلات العامة وبالتالي سوف تقل أعداد السيارات الموجودة في الطرقات وهو ما يساهم في تقليل الانبعاثات الملوثة.
  • الحرص على الترشيد في استخدام الطاقة في الأجهزة الكهربائية المتوفرة مثل مصابيح الإنارة والسخانات، وهذا من أجل التقليل من كمية التلوث والانبعاثات في الهواء.
  • العمل على إعادة تدوير الأشياء واستخدامها وهو ما يؤدي إلى التقليل من تصنيع المنتجات الجديدة وهذا ناتج عن أن عملية التصنيع يخرج منها الكثير من الملوثات.
  • أن تقوم الحكومات بالعمل على استثمار المساحات الخضراء من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والتقليل من عملية حرق الوقود الأحفوري.
  • مراقبة الشركات والمصانع خلال عمليات التصنيع والقيام بوضع جميع الأنشطة تحت المراقبة الشديدة لخفض كمية الانبعاثات الملوثة.
  • الاهتمام بتصميم وتصنيع وسائل ذات نقل كفاءة عالية أثناء استخدام الطاقة.

حلول تلوث الماء

  • القيام بمعالجة مياه الصرف الصحي من أجل التخلص من جميع الملوثات التي تتواجد في المياه باستخدام الطرق الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية الفعالة، وهذا للحصول على مياه نظيفة وتخلو من الملوثات وتكون صالحة للاستخدام بشكل مباشر.
  • زيادة المساحة الخضراء وزراعة محاصيل ونباتات تكون ملائمة لظروف وتقلبات المناخ عن طريق استخدام نظام ري فعال يساعد على التقليل من استخدام المياه.
  • السعي إلى التقليل من عملية إدارة تصريف مياه الأمطار والثلوج من آثار الجريان السطحي لتلك المياه في الشوارع كما تساعد على التحسين من جودة المياه.
  • التقليل من النفايات البلاستيكية حيث توجد كميات كبيرة من البلاستيك يتم إلقائها في لمحيطات والبحار وتعمل على تلوثها.
  • ضرورة ترشيد استهلاك المياه حيث تتوفر المياه النظيفة التي تكفي حاجة الأفراد.
  • لو تم الوصول إلى حلول لمشكلة تلوث الهواء لتم حل مشكلة تلوث الماء لما له من تأثير كبير ومباشر عليها.

حلول تلوث التربة

  • نتمكن من حل مشكلة تلوث التربة من خلال الحد من تساقط المطر الحمضي من خلال تركيب أجهزة غسل الغاز على مداخن محطات الطاقة، وهذا من أجل التقليل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت والتشجيع على استخدام مصادر الوقود البديلة وترشيد استهلاك المياه.
  • الحرص على عملية إعادة استصلاح الأراضي الرطبة حيث نجد أن الفدان الواحد من الأراضي الرطبة يحتوي على 5.7 مليون لتر من المياه، وتلك الكمية من الممكن أن تعمل على تلويث المياه الجارية وبالتالي تتلوث التربة، لذلك نرى الجهود الكبيرة من المنظمات المعنية التي تعمل على شراء الأراضي من أجل استصلاحها.
  • السعي من أجل تحسين جودة الأنشطة الزراعية من خلال استعمال مبيدات الأعشاب العضوية والتقليل من استخدامها، وزراعة نباتات محلية من الممكن أن تتحمل الظروف البيئية وهذا ما يجعل استخدام المبيدات بأنواعها المختلفة غير ضروري.
  • العمل على التقليل من الآثار البشرية السلبية من خلال تقليل كمية النفايات التي يتم إلقائها في مدافن النفايات عن طريق عدة طرق مثل إعادة التدوير، واستخدام الأكياس القماشية بدلاً من البلاستيكية بالإضافة إلى استعمال الزجاجات المصنوعة من البولي كربونات بدلاً من البلاستيكية، وأيضاً تجنب عملية الشراء الزائدة والمنتجات التي يكون بها تغليف زائد عن اللزوم.
  • اللجوء إلى العلاج البيئي وهو واحد من الحلول الطبيعية لحل مشكلة تلوث التربة وتعتمد على التخلص من الملوثات المختلفة وإزالتها من التربة والمياه الجوفية والسطحية، ويتم هذا الأمر من خلال المعالجة الحيوية بالميكروبات والمعالجة النباتية والتي تساعد على تحويل الملوثات إلى مواد غير ضارة.

مخاطر التلوث

  • يعمل التلوث على انبعاث غاز ثاني أكسيد النيتروجين الذي يؤدي إلى حدوث تهيج في القصبة الهوائية وتفاقم حالات الربو.
  • مركب ثاني أكسيد الكبريت تؤدي إلى التهابات في الشعب الهوائية وضيق في التنفس والسعال.
  • المركبات العضوية المتطايرة تساعد على حدوث اضطرابات في الجهاز التنفسي وتهيج العين والأنف والحلق ووجود ردود فعل تحسسية.
  • الغازات المختلفة قد تتسبب في مضاعفات طويلة المدى مثل المعاناة من سرطانات الرئة وتفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية.

كيف يمكن الحفاظ على البيئة من التلوث؟

  • يجب الحد من إلقاء المخلفات والنفايات في مياه البحار والأنهار والمحيطات.
  • منع صيد الحيوانات المعرضة والمهددة بالانقراض.
  • الاتجاه إلى إعادة تدوير المنتجات والمخلفات المختلفة مما يعمل على تقليل استهلاك المواد وخفض نسبة النفايات والغازات التي يتم إطلاقها في الغلاف الجوي.
  • الحرص على استخدام الطاقة المتجددة وهو ما يعمل على التقليل من حرق الوقود الأحفوري.
الكاتب : Aya Sanad