يشترط لقبول العبادة

يشترط لقبول العبادة، خلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسان للعبادة وعمارة الأرض ولكن ما هي الأسس التي تقوم عليها العبادة وهل هناك مبطلات لها؟ هذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل من خلال السطور التالية من المقال، مع ذكر أقسام العبادة وغيرها من الأمور المتعلقة بهذا الموضوع.

يشترط لقبول العبادة

يشترط لقبول العبادة

ما هي شروط العبادة؟

الإخلاص في النية لله

هذا الشرط يعني أن يخص العبد المولى -عز وجل- بالطاعة، فقد قال سبحانه في كتابه الكريم: “إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ *أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ” صدق الله العظيم.

من الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يخلص عبادته لله وحده دون شريك، فإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى وقد ورد في حديث أبي هريرة أنه قال: سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: “إنَّ أوَّل الناسِ يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد، فأتي به، فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيكَ حتى استشهدتُ، قال: كذبتَ، ولكنّكَ قاتلتَ لأن يقال جريءُ فقد قيل. ثم أُمِرَ به فسُحِبَ على وجهه حتى أُلقي في النار. ورجلُ تعلّمَ العلمَ، وعلّمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرّفه نعمَه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: تعلّمتُ العلمَ وعلَّمتُه، وقرأتُ فيكَ القرآن، قال: كذبتَ، ولكنّك تعلّمتَ العلمَ ليقالَ: عالمٌ، وقرأتَ القرآن ليقالَ: هو قارئ، فقد قيل. ثم أُمِرَ به، فسُحِبَ على وجهه، حتى أُلقي في النار.

موافقة للشريعة الإسلامية

يجب أن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها لأنها إن لم تكن مبنية على سبب لن تقبل من الله، فعلى سبيل المثال؛ من يحتفلون بالمولد النبوي الشريف أو ليلية الإسراء والمعراج، فذلك الأمر مردود لأنه لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية.

من الضروري أيضاً أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها بمعنى أن يلتزم الشخص المضحي على سبيل المثال بنوع الأضحية التي أمره الله بها فلا يضحي بدجاجة أو أرنت على سبيل المثال.

ويجب أن تكون العبادة موافقة للشرع في قدرها أي أن يصلي المؤمن على سبيل المثال صلاة الظهر ثلاث ركعات؛ فهذا لا يجوز شرعًا، وأن تكون العبادة موافقة للشرع في كيفيتها كأن يتوضأ الفرد ويبدأ بقدمه قبل يديه وهذا لا يصح كذلك.

وشرط الزمان والمكان أيضًا من شروط قبول العبادة، فعلى سبيل المثال صيام رمضان لا يجوز في شعر شعبان وأداء فريضة الحج لن تُقبل إذا وقف الحاج في مزدلفة يوم عرفة.

ما هو معنى العبادة؟

العبادة هي اسم يدل على كل الأمور التي يفعلها الإنسان ابتغاءً لوجه الله -سبحانه وتعالى- والتي يقوم بها في خضوع وخشوع وتذلل لكسب رضا ربه، ومنها الصلاة والصوم والزكاة وأداء الحج وحفظ القرآن الكريم وتلاوته وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق والتعامل بالحسنى مع الآخرين وتحري الصدق في القول والفعل وغيرها من الأعمال الصالحة.

ما هي أقسام العبادة؟

  1. العبادة البدنية: هي التي يستخدم الإنسان جسده للقيام بها مثل الصلاة والحج والصيام والطواف حول الكعبة وغيرها.
  2. العبادة القولية: هي التي يستخدم الإنسان لسانه للقيام بها مثل الأذكار وحمد الله والاستغفار والدعاء والتكبير وغير ذلك.
  3. العبادة المالية: يدخل المال في هذا النوع من العبادة كأن يخرج الإنسان الزكاة ويتصدق على الفقراء والمحتاجين.
  4. العبادة القلبية: تتم هذه العبادة بفعل القلب مثل أن يستشعر الفرد رحمة ربه وخشيته من الله وتوكله عليه في أمور حياته وإخلاصه في القيام بشيء ما ابتغاءً لوجهه الكريم.

ما هي مبطلات العبادة؟

تعرف معنا على الأمور التي تبطل العبادة:

  • الإشراك في العبادة: كأن يعبد الفرد إلهًا آخر غير الله والعياذ بالله.
  • الردة: أي أن يترك الإنسان دين الإسلام ويكفر بالمولى عز وجل أو يلحد، فقال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” صدق الله العظيم.
  • الرياء: مثل أن تتصدق بمائة جنيه وفي نيتك أن تكون نصفها لوجه الله والنصف الآخر حتى تتفاخر أمام الناس.
  • المن في العبادة: فالهادي هو الله جل في علاه وليس تفضلًا من أي شخص آخر، لذا على المرء أن يدرك ذلك جيدًا ويدعو ربه بالثبات والتقوى.

ما هي قيمة العبادة في حياة الانسان؟

للعبادة قيمة كبيرة في حياة الإنسان، فهي تنقي القلب من الغل والحقد وتبعد الفرد عن الانغماس في متع الدنيا وشهواتها، كما أنها تعمل على تطهير البدن والصفاء بالروح والتحكم في الغرائز ومنها تنعم بالشفافية التي تمكنك من الوصول إلى العالم الآخر والترفع عن الحياة الفانية.

فعلى سبيل المثل؛ يساعد الصوم على تقوية إرادة الإنسان وعزيمته للابتعاد عن ارتكاب الذنوب والمعاصي التي تغضب المولى عز وجل، كما تعمل الصلاة على زرع القيم الإنسانية الجميلة في نفس المرء وتنزهه عن الاتصاف بالكبرياء والجشع وتنقي روحه.

الكاتب : Doha Hashem