من فضائل السيدة خديجة رضي الله عنها

من فضائل السيدة خديجة رضي الله عنها، أم المؤمنين السيدة خديجة بن خويلد بنت أسد القرشية هي الزوجة الأولى للنبي محمد -صلَّ الله عليه وسلم- وأو من آمن به وصدق دعوته، وخلال السطور التالية من المقال سنوضح فضائل السيدة خديجة رضي الله عنها بشيء من التفصيل ونجاوب على العديد من التساؤلات التي يطرحها الأشخاص بخصوص هذا الموضوع.

من فضائل السيدة خديجة رضي الله عنها

من فضائل السيدة خديجة رضي الله عنها

ما هي فضائل خديجة رضي الله عنها؟

أول من لجأ إليها الرسول الكريم محمد ﷺ بعدما نزل عليه الوحي

عندما نزل جبريل -عليه السلام- أول مرة على الرسول محمد ﷺ في غار حراء؛ كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من لجأ إليها بسبب خوفه وقال لها زلموني، فزلمته وبثت الطمأنينة داخل صدره حتى سَلِم وهدأ، ثم قص عليها ما حدث له في الغار وكان ردها: (كَلّا أبْشِرْ، فَواللَّهِ، لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، واللَّهِ، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ)، وبعد ذلك ذهبا معًا إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي كان يقوم بقراءة التوراة والإنجيل وقام بتبشيره بالنُبُوَّة.

أول من أسلم من النساء

كانت السيدة خديجة بن خويلد أول السيدات اللاتي أسلمن وآمنَّ بدعوة النبي الكريم محمد ﷺ وصدقت بكل كلمة نزلت عليه.

قامت بتثبيت النبي محمد ﷺ

لم تتخلَّ السيدة خديجة -رضي الله عنها- عن الرسول ﷺ وكانت دائمًا بجواره وتخفف عنه الأذى والضرر والتكذيب الذي كان يقع عليه أثناء دعوته إلى الله سبحانه وتعالى، فقد سخرها ربه إليه لتكون له خير السند والعون والسكن.

سلام الله عليها

لقد أرسل الله السلام إلى السيدة خديجة مع جبريل -عليه السلام- وبشرها بأن لها بيتًا من قصب لا صخب فيه ولا نصب في الجنة، فقد جاء عن الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ).

خير نساء الجنة

السيدة خديجة بن خويلد -رضي الله عنها- من أخير نساء الجنة وقرنت مع السيدة مريم ابنة عمران في الخيرية؛ حيث قال النبي محمد ﷺ: (خَيرُ نِسائِها مَريمُ بِنتُ عِمرانَ، و خيرُ نِسائِها خَديجةُ بِنتُ خُوَيْلِدٍ)، وتعتبر السيدة خديجة من النساء الأربع اللاتي شرفهن الله بأعلى المنازل وهن؛ مريم بنت عمران وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد.

لم يتزوج النبي ﷺ من غيرها حتى ماتت

هذا الأمر يعد فضيلة مهمة تميزت بها السيدة -رضي الله عنها- دونًا عن باقي زوجاته من أمهات المؤمنين، فهو لم يتزوج عليها حتى توفاها الله لأنه كانت له مصدر أمان وسكينة في حياتها.

حب النبي ﷺ لها

في وصفه -صلَّ الله عليه وسلم- لحبه للسيدة خديجة بنت خويلد قال: (إنِّي رُزِقْتُ حُبَّها)، وكان ﷺ يشعر بالراحة لمجرد سماع صوت مشابهًا لصوتها؛ لذا كان يكرم أختها هالة عندما تقدم عليه من باب حسن العهد بها.

ومن دلائل حب النبي ﷺ للسيدة خديجة أيضًا أن السيدة عائشة كانت تغير منها حتى وهي متوفية، فقد رؤى الإمام مسلم في صحيحه: (ما غِرْتُ علَى نِسَاءِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إلَّا علَى خَدِيجَةَ وإنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قالَتْ: وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فيَقولُ: أَرْسِلُوا بهَا إلى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ قالَتْ: فأغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلتُ: خَدِيجَةَ، فَقالَ: رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا).

إكثار رسولنا الكريم من ذكرها أمام الناس

لم يتهاون النبي محمد -صلَّ الله عليه وسلم- عن ذكر اسم السيدة خديجة بنت خويلد في مجالسه والإعلاء من شأنها ومكانتها بين الناس تجليلًا وتعظيمًا لمكانتها وفضائلها -رحمة الله عليها-، حتى أن الأمر كان يصل إلى قيامه ﷺ بإكرام صديقاتها وود من كان يحبها ويصلها، وكان إذا تذكرها شرع في الاستغفار لها حتى يقطعه أي أمر.

صفات خديجة رضي الله عنها

العفة والطهارة

كانت السيدة خديجة تتمتع بمناقب العفة والحياء وكانت تلقب بالطاهرة أيام العصر الجاهلي وذلك وسط مجتمع مليء بالبغاء وارتكاب الفواحش والكبائر التي تغضب المولى عز وجل.

الفطنة والحكمة

تمتعت السيدة خديجة بشخصية عاقلة وحازمة وقادرة على التصرف بحكمة ودهاء وهدوء في المواقف المختلفة، حتى في اختيارها الزواج من النبي محمد ﷺ تصرفت بطريقة عزيزة وكبرياء وترفع، وفيما يخص استقبالها لخبر نزول الوحي على الرسول فلم تقلل من شأن الأمر أو تكذبه وتقول أنه من وحي خيال زوجها؛ بل كانت لها من الفطنة والتعقل ما بث الأمان والطمأنينة في قلبه والتخفيف عليه من وطأة الرهبة التي كان يشعر بها وتصرفت بحكمة عندما أخذته لورقة بن نوفل كما ذكرنا سابقًا.

النجاح والطموح

فقد كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- ليست مثل غيرها من النساء في هذا العصر بل كانت تمتلك تجارة ناجحة وصاحبة أموال كثير خاصة بها وتوفي العديد من فرص العمل للفقراء والمحتاجين.

نصرة النبي محمد ﷺ والصبر على الأذى

عندما نزل الوحي على النبي محمد ﷺ، لاقى الكثير من التكذيب والأذى النفسي والمعنوي ولكن السيدة خديجة وقفت بجانبه وساندته بكل ما تستطيع على الرغم مما تسببت به الدعوة من تطليق بناتهما، وبعد ذلك من الله عليهما بأزواج صالحين وعلى خلق عالي وثراء، بالإضافة إلى ذلك فقد صمدت أمام محنة الحصار وكانت تدعم الإسلام والمسلمين وهي سعيدة وراضية.

لماذا استحقت خديجة رضي الله عنها ان تكون سيدة نساء العالمين؟

السيدة خديجة أم القاسم استحقت رضي الله عنها أن تكون سيدة نساء العالمين لأنها أول من آمن بدعوة النبي محمد -صلَّ الله عليه وسلم- فقد أسلمت عشية نزول الوحي عليه وثبتته وكانت تُدعَى في الجاهلية بالطاهرة.

تزوجت من الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- وكانت أول امرأة عقد قرانه عليها وأنجبت له أولاده جميعهم إلا إبراهيم، كما أن لها من الفضائل والمناقب ما يجعلها تستحق هذا اللقب فقد كانت تعتلي منزلة عالية في قريش وصاحبة جاه ومال ونسب عريق وتتمتع بعقل ورزانة.

وقالت عائشة عبد الرحمن عنها: “ستدخل بعدها في حياته صلى الله عليه وسلم، نساء ذوات عدد، لكن مكانها في قلبه وفي دنياه، سيظل أبدا خالصا لهذا الزوج الأولى […] سوف تفد على هذا البيت بعدها أزواج أخريات، فيهن ذوات الصبا والجمال، ولحسب والجاه، ولكن واحدة منهن لن تستطيع أن تزحزح خديجة عن مكانها هناك”.

ما هو دور السيدة خديجة في نشر الاسلام؟

يمكن اختصار الدور العظيم الذي قامت به السيدة خديجة في نصرة الإسلام ونشره من خلال النقاط التالية:

  • قامت بتوفير بيت هادئ ومفعم بالحب والأمان للنبي محمد قبيل البعثة.
  • عند بعثته كانت أول من سانده وصدقه وربطت جأشه أثناء خوفه وارتجافه قائلًا “زملوني زملوني”.
  • كان لشخصيتها القوية وفطنتها وذكائها دورًا كبيرًا في الوقوف بجانب الرسول الكريم أثناء دعوته.
  • شاركت النبي ﷺ في حصار كفار قريش المسلمين وبني هاشم وهي راضية ومحتسبة والذي استمر ثلاث سنوات وتم منع الطعام والشراب عنهم وكذلك البيع والشراء والزواج.
  • ساندت النبي بالمال أثناء الدعوة إلى الإسلام، فقد جاء عن الرسول ﷺ من حديث عائشة -رضي الله عنها- في وصفه خديجة بنت خويلد أنه قال: “واسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ”.
  • بذلت السيد خديجة -رضي الله عنها- نفسها ومالها في سبيل تبليغ الدعوة إلى الناس؛ فكانت ترسم البسمة على وجه الأطفال وتقوم بكل ما في وسعها في سبيل مساعدة النبي وابتغاء لوجه المولى عز وجل.
  • دار السيدة خديجة من الأماكن المأثورة ذات الأهمية الكبيرة وتحدث عنها الكثير من الفقهاء والمؤرخين على مر الزمان، فمنها انطلقت رحلة الإسراء والمعراج.
  • كانت خديجة بنت خويلد تقوم بشراء ما تقدر من العبيد وتحررهم وتوفر العمل للمحتاجين والفقراء من المسلمين.
  • لم تتأثر أبدًا بما تفعله قريش في تجارتها وما تسببه لها من أذى، بل كانت راضية مطمئنة ولم تيأس أبدًا أو تتوقف عن تقديم المساعدات للمستضعفين.

لماذا تزوج الرسول خديجة وهي اكبر منه؟

قد ورد أن جميع زيجات النبي ﷺ كان لها أسباب مختلفة وحكمة ربانية لا أحد يعلمها وبعيدة تماماً عن أي أغراض شهوانية أو حتى بهدف مجرد الزواج، فقد كانت أوامر من رب العالمين لعبده الكريم وقام بتنفيذها.

كانت السيدة خديجة بنت خويلد تقوم باستئجار الرجال للعمل بالتجارة بمالها وعندما علمت عن محمد ﷺ أنه إنسان صادق وأمين وذو خلق فاضل عرضت عليه التجارة بمالها في الشام على شرط أن تعطيه أكثر مما يناله التجار الآخرين، وقبل بذلك وسافر معه غلامها ميسرة وراجت تجارتها بسببه.

ولما بلغها عن محمد كرم أخلاقه تحدثت مع صديقتها نفيسة في رغبتها بالزواج منه، وتم هذا الأمر بالفعل وكان النبي في سن الخامسة والعشرون ولكنه كان عفيف على الرغم من المغريات والفساد الأخلاقي من حوله، وكانت السيدة خديجة ضعف عمره تقريبًا، واستمر هذا الزواج الكريم حتى توفيت السيدة خديجة.

وعلى الرغم من الأقاويل الكاذبة وما سردته أقلام الحاقدين على الإسلام حول كثرة زواج النبي ورغبتهم في إحداث خللًا حتى يقوموا بمهاجمة ديننا الحنيف، إلا أنه كان لزواجه من السيدة خديجة بنت خويلد ما يرد به على هؤلاء المستشرقين الفاسدين.

لماذا لم يتزوج النبي في حياة السيدة خديجة؟

لم يقم الرسول -صلَّ الله عليه وسلم- بالزواج من أخرى في حياة السيدة خديجة لأنه كان يشعر بجوارها بالسكينة والراحة والسند سواء على المستوى المادي أو المعنوي، كما أنه كان مستقر نفسيًا.

الكاتب : Doha Hashem