من الطرق الموصلة لبر الوالدين، يعد بر الوالدين واحد من أهم وأفضل دروس الحياة التي من المهم أن نتعلمها جميعًا ونعتبرها من أفضل الأسس التي ينشأ عليها جميع المجتمعات بدرجة كبيرة، وفي المقال التالي سوف نبين لكم بدرجة كبيرة أسس وقيم بر الوالدين والطرق التي من الممكن أن توصل إلى وجود الكثير من المحبة والراحة في المجتمع الذي نعيش فيه، وهو ما سنتعرف إليه بالتفصيل فتابعونا كي تتعرفوا إلى هذه المعلومات والعديد من الأمور الأخرى التي من الممكن أن يهمكم التعرف عليها لدينا.
مما لا شك فيه أن بر الوالدين أمر أساسي يهدف إلى خلق بيئة آمنة وصحية ورعاية أطفال أسوياء ولا يتم ذلك إلا عندما يتصرف الآباء بالبر أمام أبنائهم، فإنهم يضعون مثالاً على الأخلاق والإنصاف والاحترام الذي يمكن لأطفالهم أن يتعلموا منه ويحملهم إلى مرحلة البلوغ، ويسعى الوالدان الصالحون للعيش وفقًا لأعلى المعايير الأخلاقية ويقتدون بالقدوة الطيبة لهم ويتأكدون بأنهم داعمون ومشجعون، ويعاملون أطفالهم بلطف ويظهرون سلوكًا إيجابيًا، من خلال تكريم التزاماتهم ومسؤولياتهم، وعليه فيمكن للوالدين الصالحين نقل شعور قوي بالمسؤولية والتصميم والنزاهة لأطفالهم ومن أبرز طرق المواصلة لبر الوالدين نجد لدينا ما يلي:
والديك هما سبب كل خير ورزق وفير تعيشه في حياتك ومصدر كل الفخر والاعتزاز في ماضيك وحاضرك ومستقبلك، ومن ينكر ذلك لا يستحق بأي حال من الأحوال أن يحيا، وبالطبع هنا نقصد كل أب وأم أسوياء ومضحيان يستحقان من طفلهما كل امتنان وشكر، وعليه فإن تعاملك مع والديك من الأمور المميزة والمهمة التي من الممكن أن تجعل منك شخص عظيم وناجح في المجتمع والعالم أجمع ومصدر فخر وقدوة للكثيرين.
ومن أبرز الطرق التي بإمكانك من خلالها نيل محبة واهتمام والديك بك، هي معاملتهم بطريقة مميزة ومختلفة عن جميع الأشخاص في حياتك، وذلك من خلال جعلهم في مكانة مختلفة وتمييزهم عن الجميع بكل محبة واحترام ومن أبرز أساليب الاحترام تلك هي عدم التأفف أمامهم بالطبع مهما كانت الأمور التي يطلبونها منك، ومهما كان الوقت وكثرة الأعباء من الضروري جدًا أن يبقى على الرغم من ذلك وقت كافي لهم وخاص بهم دونًا عن غيرهم من باقي الأشخاص الآخرين في حياتك بدرجة متميزة ومختلفة.
رغبتك في محبة والديك حتى وبعد وفاتهم من الأمور المميزة والتي تؤكد على مدى أخلاقك الطيبة وقيمك النبيلة التي نشأت عليها إلى وقتنا الحالي، وهذا الأمر من شأنه العمل على جعلك من أفضل الأشخاص المميزين القادرين على ترك بصمة مميزة لهم في هذا العالم بشكل كبير، وفي الحقيقة وعلى الرغم من وفاة والديك أو أحدهما فأنت لازلت قادر على برهما وحتى بالرغم من ذلك وهو من الأمور التي ستتمكن من خلالها من نيل الكثير من الثواب وستحصل على رضاهما في الدنيا والأخرة ناهيك بالطبع عن رضا خالقك عنك وهو ما نطمح له جميعًا ومن أبرز الطرق التي من الممكن أن تبر والديك بعد موتهما ما يلي:
سبق وأخبرناكم أن والديكم مصدر أمنكم وأمانكم وهم من وفروا لكم العديد من الأمور كي تتمتعوا بحياة جميلة ومميزة ومناسبة لكل فرد منكم، وبالطبع مثل تلك التصرفات لطالما تصدر من قبل الأهل الأسوياء والمؤمنين والذين يملكون الكثير من الطباع والأخلاقيات والقيم العادلة والكريمة التي يحاولون زراعتها في أولادهم، ولكن ماذا لو كان عكس ذلك وكان الآباء غير أسوياء أو يقومون بفعل العديد من الذنوب والآثام الصعبة التي لا يمكن التعامل معها بشكل عادي، هل هنا ينتهي دور الأبناء عن برهم وطاعتهم ويتركونهم في معاصيهم وذنوبهم.
في الحقيقة لا يمكن أن يحدث ذلك بأي حال من الأحوال وبالطبع فبرك لوالديك في هذه الحالة هو أن تحافظ عليهم وتحاول قدر الممكن هدايتهم وفعل كل ما في استطاعتك لدرهم بشكل جميل، حيث أنه ومهما كانت درجة ذنوبهم فهذا الأمر لا يسقط حق برهم على أبنائهم، وروى البخاري، ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: قَدِمَتْ عليَّ أمي -وهي مشركة- في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: إن أمي قدمت، وهي راغبة، أفأَصِل أمي؟ قال: نعم، صلي أمك.
وعليه فأنه ومهما بلغت ذنوب الأهل فلابد أن لا يمل منهم ومن هدايتهم والمحاولة باستمرار لهدى الوالدين وكثرة الدعاء لهم إلى أن تلين قلوبهم، من النصح والإرشاد الموجه لهم من قبل أولادهم فلذات أكبادهم، وتذكيرهم بالطريق القويم الذي ابتعدوا عنه في وقت من الأوقات، وهو من أعظم أنواع البر الموجه من الأبناء لآبائهم على الإطلاق والثابت عنه الكثير من الخير القادم لهم في حياتهم الدنيا وفي أخرتهم وسبب لدخول هؤلاء الأبناء إلى جنة الخلد.
إن مسألة بر الوالدين من الكنوز التي لا تنضب بأي حال من الأحوال، وكلما فكرت في أي وقت من الأوقات فيما يتعلق ببرك لوالديك، فإنك سوف تجد أن لهذا الأمر فضائل عليك لا تقدر بثمن على الإطلاق، ومهما حاولت تعدادها فلن تتمكن من ذلك، ومن أبرز هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى على الإطلاق نذكر لكم منها ما يلي:
تكفير الذنوب عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: (إني أصبْتُ ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة؟ قال: (هل لك من أم؟) قال: لا، قال: (هل لك من خالة؟) قال: نعم، قال: (فبِرَّها) رواه الترمذي وصححه الألباني، هذا الحديث الشريف يدل على ان بر الوالدين وصلة الرحم من الطاعات التي تذهب السيئات وتمحيها.
بسط الرزق وزيادة العمر: قال صلى الله عليه وسلم: « من سره أن يمد في عمره، ويزاد في رزقه، فليبر والديه وليصل رحمه»
حثنا رسونا الكريم على التعامل مع والدينا بطريقة مثالية وأفضل بكثير من أي أشخاص آخرين في حياتك على الإطلاق ومن أبرز الأمور التي أوصانا من خلالها على بر والدينا كانت مجموعة متميزة من الأحاديث الشريفة التي نذكر منها ما يلي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، و سخطُهُ في سخطِهما).
سأل عبد الله بن مسعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أحب العمل إلى الله، فقال عليه الصلاة والسلام: (الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي).
جاء رَجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واستأذَنَه في الجهادِ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحَيٌّ والداكَ؟ قال: نعمْ، قال: ففيهما فجاهِدْ).
سأل رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ).