من الصفات المنفية عن الله

من الصفات المنفية عن الله، هناك بعض الصفات المنفية عن الخالق عز وجل وقد تم ذكر هذه الصفات في أية من أجمل وأهم الأيات في القرآن الكريم ألا وهي أية الكرسي، وهذا ما سوف نبينه بدرجة كبيرة في المقال التالي والذي سوف نبينه بشكل مفصل من خلال شرح مفصل وواضح هذه الأية وهذه الصفات فيما يلي فتابعونا.

من الصفات المنفية عن الله

الصفات المنفية عن المولى عز وجل قد ورد ذكر منها في أية الكرسي في (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) حيث نفى المولى عز وجل عن نفسه صفة النعاس لأنه لا يغفل ولا ينام بأي حال من الأحوال كما نفي عنه صفات أخرى في قوله تعالى (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) وهذا ما يعنى أنه سبحانه وتعالى لا يشعر بالمشقة والتعب كسائر البشر فلا يتعب ولا ينعس ولا يرهقه شيء خلقه ومن خلقه بأي حال من الأحوال.

كذلك فإن المولى عز وجل ليس بحاجة إلى مساعدة أو معاونة من أحد على الإطلاق، وبأي حال من الأحوال فإنه لا يحتاج إلى أي قوة أو مساندة فلا وجود لهذا الكون كله دون إرادة منه عز وجل حيث أن سلطته تحد كل شيء في محيطنا ومصدر بقائنا على قيد الحياة إلى الآن بأي حال من الأحوال، كما أن الحياة مجرد عظة ودرس للإنسان وتأكيد على أنها مكان مؤقت نعيش فيه إلى أن نعود للمولى عز وجل في النهاية.

كذلك فإن المولى عز وجل على دراية وعرفة بكل أمر صغير أو كبير يحدث في هذا الكون وذلك بشكل مستمر منذُ خلقه له وإلى نهايته ولذا فلا يمكن إخفاء أي شيء عنه وفي الواقع هذا الأمر يعمل على زيادة وعي الإنسان بوجود الخالق في محيطه بأي حال من الأحوال، فعلينا أن ندرك امتلاكه لجميع ما هو في السماوات والأرض، ومن المهم أن نكون على يقين بأن الكون بأكمله هو ملك لرب العالمين وسيعود له كل شيء في النهاية.

نبذة عن آية الكرسي

من المهم أن نتعرف جميعا على أية الكرسي ونتأكد من أنها واحدة من أجمل وأهم آيات القرآن الكريم وقد اطلق عليها بسيدة القرآن الكريم وذلك لما تحمله من مكانة عظيمة ولا مثيل لها في القرآن الكريم، ولما لها من أفضال وبركات لا تعد ولا تحصى، كذلك فإن آية الكرسي من الآيات التي تجلب الهدوء والراحة النفسية لمن يقرأها وهي مصدر رئيسي لعلاج العديد من الأمراض والمتاعب الجسدية والنفسية لمن يعاني منها.

نزلت أية الكرسي ليلًا على رسولنا الكريم وطلب صلى الله عليه وسلم من زيد أن يكتبها، وقد ورد في الآثر أن هذه الأية الكريمة نزلت عندما سأل بنى إسرائيل نبي الله موسى ما إذا كان المولى عز وجل ينام أو ينعس فأمر الله تعالى أن يؤرق الملائكة سيدنا موسى ولا يجعلوه ينام لمدة ثلاث أيام وبعد ذلك أمكسوه قارورتين من الزجاج على أن يحذر من أن لا يكسرهما وبالفعل أمسكهم سيدنا موسى.

ولكنه من كثرة التعب والرغبة في النوم كان ينعس من وقت إلى الأخر الأمر الذي أدى في نهاية الأمر إلى كسر القوارير في بعضها، وللمولى عز وجل المثل الأعلى فسبحانه لا يغفل ولا ينام بأي حال من الأحوال فنحن بين يديه جل وعلى لو كان سبحانه ينام لسقطت السماوات والأرض وهلكت كما الزجاجتان، وهذه الأية الكريمة هي الأية رقم 255 من سورة البقرة وقد سميت بأية الكرسي كرمز للملك ودلالة على عظيم السلطان، كما أنها من الدلالات المؤكدة على الألوهية المطلقة وقد رفعها الله في بدايتها باسمه (الله) وفي نهايته باسمه (العلي العظيم).

تفسير آية الكرسي

أية الكرسي كما سبق وقلنا من أهم وأجمل آيات القرآن الكريم وهي: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) الأية 255 سورة البقرة.

تعد آية الكرسي من أطول آيات القرآن الكريم وأعظمها على الإطلاق ولها العديد من المعاني المميزة والجميلة من توحيد للخالق عز وجل وإثبات لأسمائه وصفاته وعموم علمه وقدرته جل وعلا، فقوله سبحانه وتعالى (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) يعني أن الخالق عز وجل هو الحياة الكاملة والتي لا يعتريها نقص ولا ضعف على الإطلاق.

ثم بعد ذلك يلي بقوله جل وعلا (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) ويعني ذلك لا تصيبه ولا يعتريه سنة وهي النعاس أو الغفلة للحظان أو نوم الخفيف وبالطبع النوم الكامل هو النوم الكبير أو الثقيل فلا هذا أو ذلك من صفات الخالق عز وجل وبالطبع النوم الكبير أو ما نطلق عليه الموت بل أن الخالق عز وجل حياته كاملة.

كذلك فإنه يعقب ذلك بقوله (لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) ويعني ذلك أنه هو مالك كل شيء في السماء والأرض فهو سبحانه جل وعلا بيده ملكوت كل شيء في هذه الحياة، كما أنه يعقب ذلك بقوله (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) ويعني هذا أنه لا يشفع إلا بإذنه سبحانه وتعالى ويعني ذلك أن نبينا رسول الله ذاته لن يشفع لنا إلا بإذنه جل وعلى وما ذلك إلى لعظم جلاله وجبروته وكونه سبحانه عز وجل المستحق الأعظم فلا يتقدم ولا ولا يتأخر إلا بإذنه.

يلي ذلك في القول (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ) ويدل هذا على أنه عالم بجميع أحوال العباد ولا يخفى عليه خافية فهو عالم بما بين يديهم وما خلفهم وما مضى وما يأتي وهو أعلم بأحوال جميع العباد الماضيين والآخرين، ومن ثم يعقب ذلك قوله (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) أي أنهم لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما أطلعهم عليه في حين أنه هو جل وعلى عالم بأحوال جميع عباده الماضي منها واللاحق من مات منهم ومن لا زال على قيد الحياة.

ونجد بعد ذلك قوله تعالى (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ) يعد العرش هو عظيم فوق السماء السابعة وهو موضع قدمي الرب واطلق عليه عرش، ليلي ذلك بقوله جل وعلا (وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) والتي ترمز إلى أن الخالق عز وجل لا يزعجه أو يكترث أو يثقل حفظ مخلوقاته عليه بأي حال من الأحوال فهو حافظ السماوات والأرض ولا يشق عليه هذا في شيئ على الإطلاق، لأنه عز وجل لا يشق عليه ذلك ولا يكرثه فهو القادر على كل شيء.

وتنتهي الأية بقوله جل وعلا (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) حيث أنه هو العلي القدير فوق جميع خلقه وهو وحده القادر على كل شيئ وله عظيم السلطان والمتصرف الأول والأخير في عباده كيفما يشاء فجميع مصائرنا بين يديه وهو عظيم لا يوجد أعظم منه وله العظمة الكاملة ولا أكبر وأعلم ولا أقدر منه بأي حال من الأحوال.

ما هي أهمية و فضائل آية الكرسي

لأية الكرسي العديد من الفوائد والفضائل والأهمية الكبيرة وذلك بالنظر إلى ذكرها العديد من صفات ومعاني اسم المولى جل وعلا وهي كثيرة ولا أول لها من أخر ولا مثيل لها على الإطلاق، وفي هذا كانت الآية الكريمة إلى حد كبير، فنجد أنها فسرت الكثير من صفات الخالق عز وجل والتي أشار بها لنفسه فيها على وجه التحديد.

ومن فضائل آية الكرسي نجد ما يلي:

هذه الآية أنزلها المولى جل وعلا وجعل ثوابها عاجلًا وأجلًا.
إذا قام الشخص بقراءتها في زوايا بيته الأربع فإنها تكون حارسة للبيت وتخرج منه جميع الشياطين.
إذا قرأها الإنسان على منزله قبل أن يسافر فإن هذا يحفظه من السرقة ومن المصائب التي من الممكن أن تحدث في غيابه.
قراءتها في الليل ترمز إلى خروج الشياطين من البيت ولا يدخله حتى الصباح ويصبح أمن على نفسه وجاره وبيته وبيوت المحيطين به.
قراءتها تحفظ الفرد وأسرته ويحفظهم ويبعد عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة.

ما هي فوائد آية الكرسي

إن أية الكرسي ليست مجرد أية في القرآن الكريم فهي من أهم وأجمل الآيات وتعادل ثلث القرآن الكريم وللمداومة عليها العديد من الفوائد المميزة التي من الممكن أن يحصل عليها الفرد في حياته ويومه وبدنه ومن أبرز هذه الفوائد نذكر ما يلي:

إذا قام الإنسان بقرأتها في بيته وعلى ماله فتكون حارسة له وتخرج منه الشيطان وتحفظ له ما يملك.‏ ‏
المرأة التي تقرأها على بيتها وفي غرف أولادها في الليل يخرج الشيطان من بيتها ولا يدخله حتى تصبح.‏ ‏
لو قام الشخص بقراءتها في فراشه وقبل نومه وعلى نفسه أو على أولاده يحفظهم الله -تعالى- ولا تقربهم الشيطان حتى يصبحوا، كما يبعد ‏عنهم الكوابيس المزعجة في الليل.‏ ‏
من يقرأها في الصباح قبل أن يخرج من بيته ومن ثم يقول بعدها يا حفيظ ثلاث مرات فسوف يكون في حفظ الله تعالى إلى أن ‏يعود.
تعد قراءتها في الليل أو النهار بأي عدد (ليس أقل من ثلاث مرات) فإنها تشرح الصدور وتكشف الهموم والغم والكروب وتحفظ النفس والأولاد والمال.‏ ‏
قراءتها بعد كل صلاة مكتوبة لها أجر عظيم لا أول له من أخر.

بعض الصفات التي نفاها الله عن نفسه

هناك بعض الصفات التي لا يجوز أن نصف بها الخالق عز وجل وكذلك فإنه نفاها عن نفسه جل وعلا ولذا وجب علينا عرضها عليكم بالتفصيل المناسب ومن أبرز هذه الصفات على الإطلاق نجد ما يلي:

صفة الموت أو الفناء والدليل على ذلك قوله جل وعلا (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) سورة الفرقان الأية (58).
صفة النسيان أو السهو وذكر ذلك في قوله الكريم (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) سورة مريم الأية (64).
صفة الفقر والتي نفاها عن نفسه جل وعلى في قوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) سورة فاطر الأية (15).
صفة الجهل أو الغفلة والتي تم نفيها في العديد من الأيات منها قوله (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) سورة النمل الأية (93).
صفة العجز أو قلة الحيلة والتي ذكرها في ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ) سورة فاطر الأية (44).
صفة الظلم والتي تضح فيما يلي (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) سورة الكهف الأية (49).
صفة التعب أو الكلل أو المشقة في الأية (وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) سورة البقرة أية الكرسي (255).

ما هي الصفات الله تعالى؟

تعد أسماء الله الحسنى من صفاته جل وعلى حيث يتضمن كل اسم من أسمائه جل وعلى صفة واحدة من صفاته الكثيرة جل وعلى كما أن هناك العديد من الصفات المختصة بالكمال والجلال ولا يتصف نقائضها بأي حال من الأحوال فهو جل وعلا منزه عن النواقص وهذه الصفات لكل منها الأدلة القرآنية الثابتة والمؤكدة على أنه لا يتشارك مع أي من الخلائق جل وعلى ولا مثيل لها ولم يسبقه ولا بعده ولا أول له ولا أخر فيها هذا غير صفات الأفعال المتعارف عليها بيننا وتم جمعها من القرآن الكريم والتي نذكر منها ما يلي:

الوحدانية
القدرة
الإرادة
العلم
الحياة
القدم
البقاء
مخالفة الحوادث
القيام بالنفس
الكلام
السمع
البصر
الخالق.
البارئ.
المصوِر.
الوهاب.
الرزاق.
الفتاح.
القابض.
الباسط.
الخافض.
الرافع.
المعز.
المذل.
العدل.
المغيث.
المجيب.
الواسع.
الباعث.
المبدئ.
المعيد.
المحيي.
المميت.
المقدم.
المؤخر.
الوالي.
البر.
التواب.
المنتقم.
المقسط.
المانع.
المغني.
الهادي.
الرحيم.

مما سبق يتضح معظم الصفات التي تمكنا من جمعها عن خالق الكون بأسره ومصدر وجودنا في الحياة الدنيا والأول الأخر الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.