هناك بعض الآداب التي يتطلبها الجلوس في المجلس مع الأشخاص وهي ما سوف نتعرف عليها في المقال التالي الذي يتناول تلك الآداب بشيء من التفصيل، ويبين لنا آداب الجليس أيضاً وتصنيفها عند العرب قديماً وكيف كان يتعامل معها أهل البيت.
من آداب المجلس
من اداب المجلس
يتواجد أكثر من نوع من المجالس وهي المجالس الدينية والمجالس الاجتماعية والمجالس العلمية ومجالس العمل، وباختلاف تلك المجالس فإنها تجتمع بآدابها وأخلاقها تحت راية الدين الإسلامي ومنها ما يلي:
- اختيار مكان مناسب: وهو واحد من أهم الأولويات التي يجب أن ينتبه لها الشخص وهو الاختيار المناسب للاجتماع ومجالسة الآخرين، ومنه يتم منع المجالسة في الطرقات وأماكن الراحة والعبادة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إياكم والجلوس في الطرقات”
- السلام عند الدخول والخروج: الالتزام بأداء تحية الإسلام وهي من أهم أخلاق المسلمين في كل زمان ومكان فليست من آداب المجالس فحسب وأوصانا رسولنا الكريم بأداء تحية الإسلام عند الدخول والخروج من المجالس.
- الجلوس حيث ينتهي بك المجلس: ورد عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أنه كان لا يجلس، ولا يقوم إلا على ذكر الله تعالى وإذا أتى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس وأمرنا بذلك.
- مراعاة آداب المجلس والجلوس: يجب علينا أن نقوم بتعليم الأطفال الصغار ما هي آداب المجلس وكيفية الجلوس وسط جمع من الناس بطريقة لائقة ينتج عنها احترام الآخرين، ويتضمن ذلك عدم الاستلقاء على الأرض أو إظهار العورة أو الاتكاء على اليد خلف الظهر وغيرها من الكثير من الأمور التي يبدو منها عدم احترام الآخرين.
- لا يجوز التفريق بين اثنين إلا بإذنهما: ويحدث هذا عن طريق عدم الجلوس بين اثنين من دون إذنهما فإذا سمحا لك بذلك فيمكنك الجلوس بينهما.
- مراعاة أماكن الجالسين: وهي من النقاط المهمة للغاية فلا يجوز لك أن تطلب من شخص جالس أن يقوم لك لتجلس في مكانه حيث أن من قام من مقعده ثم رجع إليه يعد أحق بالمقعد من غيره.
- الحرص على احترام الكبير والرفق بالصغير: حيث أن احترام الكبير والعطف على الصغير من أهم أخلاق المسلمين في جميع تعاملاتهم مع الآخرين، ويظهر ذلك من خلال التواضع في الحديث معهم والاستماع إليهم والسماح لهم بالجلوس في أي مكان يريدونه، كما قال رسولنا الكريم ” ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر”
- حفظ السمع والبصر واللسان: نهانا رسولنا الكريم عن التجسس أو النظر إلى ما لا يحل لنا في المجالس بجانب أن يفترض الشخص حسن الظن ولا يقول شيء غير جيد يغضب الله عز وجل، فإن توجب عليك الحديث فتحدث بما فيه فائدة للآخرين ويشتمل على أطيب الكلام وبطريقة لائقة تعكس أخلاقك وتربيتك الحسنة.
- حسن الاستماع: من الضروري أن يستمع الشخص للمتحدث باهتمام ولا يقاطعه حتى ينتهي من حديثه ويمنحه الفرصة الكافية لإيصال فكرته للجميع، ويتضمن الإنصات أن تظهر رغبتك في الاستماع من خلال النظر باهتمام والتركيز فيما يقوله الأخرون.
- كفارة المجلس: يجب على الشخص الذي يترك مجلس فيه كثير من اللغط والكلام أن يقول كفارة المجلس وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا غله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك”
آداب المجلس والجليس
- صاحب المجلس أحق به حيث أنه إذا قام الشخص من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به من أي شخص أخر.
- الجلوس حيث ينتهي المجلس وأخر المجلس في المكان الأخير حيث ينتهي بأخر إنسان ولا يجوز أن يخترق الصفوف ويتخطى الرقاب من أجل أن يجلس في الأمام، وعليه إذا وجد فرجة في مكان جلس فيها من دون أن يقوم بإيذاء أحد.
- من غير الصحيح أن تقوم بالتفريق بين اثنين من دون إذنهما للجلوس بينهما.
- من أهم آداب المجلس والجلوس هو عدم الجلوس وسط الحلقة حيث أن المسلمين لو كانوا متحلقين في شكل حلقة من أجل طلب العلم، فلا يجوز لواحد منهم أن يجلس في وسط الحلقة ولو كانوا في مجلس علم ولا يتسع المكان من أجل الحلقة فلا جناح عليهم أن يقتربوا من الشيخ.
- خير المجالس هو أوسعها ويعني أنه يسع أصحابه ويكون الكل مستريح في المكان ويتم تأديب الشخص الذي يأتي على المجالس ويضيقها على الناس، ونرى هذا أثناء أداء صلاة الجماعة يأتي شخص ويقف في الصف ويعمل على تضييق المكان على من حوله حتى ربما يسقطون وهم واقفين.
- الالتزام بدعاء كفارة المجلس حتى يغفر الله عز وجل ذنبنا وتقصيرنا ويعفو عن أخطائنا وما بدر منا.
آداب المجالس عند أهل البيت
- الحرص على إلقاء السلام عند دخول المجلس والخروج منه.
- أن يجلس الشخص حيث ينتهي به المجلس ولا يقيم أحد من مكانه ليجلس هو.
- يجب على كل فرد حضر المجلس أن لا يقوم بإفشاء أسرار المجلس إلى خارجه إلا بما هو خير، ومن الضروري أن يقوم بستر عوارتهم من قول أو فعل لأنه مؤتمن عليها بالفعل.
- ضرورة أن يقوم المرء بحفظ لسانه عن كل ما هو قبيح وإنكار المنكر على فاعله.
- التوسع في المجالس بقدر الاستطاعة لأنه خير من المشي بين الناس والتضييق عليهم.
- كثيراً ما نرى لغط في المجالس لذلك يجب قول دعاء كفارة المجلس.
- النهي عن التسمع على الآخرين وهذا الأمر محرم شرعاً وله عقوبة في الآخرة كبيرة.
آداب المجالس عند العرب
- أن يدخل الشخص إلى المجلس بوجه طلق وابتسامة تعلو وجهه وهو من أفضل الآداب العربية التي تخص المجالس، ونرى أن الابتسامة تعطي انطباع جيد عن الشخص لدى الجالسين في المجلس.
- الابتسامة هي حبل المودة وطلاقة الوجه تعمل على إزالة ما يعكر صفو اللقاء وتجلب المحبة والمودة.
- يرى العرب أن الجلوس حيث ينتهي بك المجلس لها فائدة كبيرة في الحفاظ على ركازة المجلس وعدم العبث به وتجنب إثارة الفوضى.
- وضح العرب أن إقامة أحد والجلوس مكانه من سوء الأدب وتقليل الاحترام للجالسين وهذا ما بينه عمر رضي الله عنه حينما قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ” لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا”
- كان العرب إذا رأوا ضيفاً دخل إلى المجلس وكان المجلس امتلأ فيجب التفسيح له.
- من الأداب عند العرب أن لا يتفرد أحد الجالسين بالكلام والحديث بل يعطي فرصة لغيره للمشاركة في الحديث حيث أنه لابد أن يكون عند كل شخص فائدة معينة.
- رئيس المجلس يكون في الغالب كبير الاسرة أو القبيلة ويرجع هذا إلى حجم المجلس ويجلس في صدره بحيث يكون مواجه لجميع الزوار والحاضرين.
- صاحب المجلس يقوم باستقبال الزائرين ويقوم بحسن ضيافتهم وتقديم الشاي أو القهوة العربية لهم.
- أن يتم تحديد موضوع المجلس أو النقاش من قبل صاحب المجلس بالاتفاق مع باقي الحضور.
ابيات شعر عن آداب المجالس
-
إِذَاْ مَاْ دَلَفْتَ إِلَىْ مَجْلـِــــــسٍ
-
وَفِيْهِ خَطِيْبُ بِقَوْلٍ دَعـــَـــــــا
-
فَرَاْعِ اْلْمَقَاْمَ وَأَدِّ اْلْســَّــــــــلَاْمَ
-
بِخَفْضٍ وَإِيَّاْكَ أَنْ تَرْفَعــــَـــا
-
وَخُذْ مَجْلِسًا وَاْسْتَمِعْ مُصْغِيًـا
-
لِذَاْكَ اْلْحَدِيْثِ وَكُنْ مَنْ وَعَـــــىْ
-
وَإِنْ قِيْلَ فَاْجْلِسْ مَكَاْنًا رَفِيْعًا
-
أَجِبْ مَنْ دَعَاْكَ وَكُنْ مُسْــــرِعَا
-
فَإِنَّ لِتِلْكَ اْلْمَجَاْلِسِ قـــَــــــــدْرٌ
-
وَأَنْتَ اْلْلَّبِيْبُ وَمَنْ قَدْ رَعـَــىْ
