أصبح من المنتشر في هذه الآونة خضوع الكثير من السيدات لعمليات الولادة القيصرية التي تمر فيها بخياطة الجرح في البطن، وفقراتنا التالية سوف تسلط الضوء على هذا الأمر وتتناول النصائح المتبعة للعناية بجرح الولادة ومتى تطيح تلك الغرز والعلامات التي تدل على تفكك الخيوط.
إن الخيوط التي تستعمل لخياطة جرح الولادة تذوب من تلقاء نفسها حيث أنها تصنع من مواد بروتينية تكون قابلة للذوبان، لذا نجد أن معظم الخيوط لا تحتاج إلى إزالة وفي العادة تبدا بالسقوط بعد عملية الولادة بنحو أسبوعين وهي المدة الطبيعية التي يحتاج إليها أي جرح من أجل أن يلتئم، وفي المجمل تستغرق جميع خيوط الولادة الطبيعية فترة من شهر إلى 6 أسابيع، وهذا حتى تتمكن الأم من بعدها من معاودة نشاطها الطبيعي مرة أخرى مثل القيام بممارسة التمارين الرياضية المختلفة والعلاقة الحميمية.
يوجد أكثر من نوع من الخيوط التي يتم استخدامها في حالة الولادة الطبيعية وفي الغالب يستخدم الجراح الخيوط القابلة للامتصاص والذوبان وبالتالي لا تحتاج إلى إزالتها والتخلص منها في وقت لاحق.
العرز تكون عبارة عن خيوط أو أسلاك أو ربما مواد أخرى يتم استخدامها في خياطة أنسجة الجسم والجلد معاً، ومن المحتمل أن يتم وضعها في عمق النسيج أو بشكل سطحي من أجل إغلاق الجرح ويتم فيها استخدام مجموعة متنوعة من تقنيات الخياطة لإغلاق الجرح، ويتم تطبيق تقنية معينة بالاعتماد على موقع الجرح وسمك الجلد ودرجة التوتر والتأثير التجميلي المطلوب.
تتواجد ثلاثة أنواع من تقنيات الغرز وهي المتقطعة والبطانية والمستمرة ويعتبر الخيط المتقطع هو الخيط الأكثر شيوعاً.
ربما تكون الخيوط الجراحية ماصة وقابلة للذوبان أو غير ماصة ومن الضروري إزالتها في خلال 7 إلى 14 يوم ويتم تحديد إزالة الغرز عن طريق التئام الجرح ونوع الجراحة، ومن المهم ترك الغرز في مكانها لفترة كافية لإغلاق الجرح بقوة كافية من أجل دعم الأنسجة والأعضاء الداخلية.
تتم الخياطة بعد الولادة على الفور حيث يتم إعطاء المرأة مخدر موضعي حتى لا تشعر بالألم خلالها وبعد الاستفاقة مباشرةً، ويبدأ الألم في الظهور منذ اليوم الذي يلي الولادة فتجد السيدة أنها تشعر بالألم أثناء الجلوس وربما خلال التبول تحس ببعض الحرقان، لذا يكون عليها الانتظار فترة تمتد من 3 إلى 4 أسابيع حتى تلتئم الغرز بشكل كامل في تلك الفترة ويختفي الألم كلياً.
قبل القيام بإزالة الغرز لابد من التأكيد من الأمور الأتية:
في الغالب يتم إزالة الغرز البديلة وهي كل خياطة ثانية في أول الأمر ثم يتم إزالة الغرز المتبقية بمجرد أن يتم تحديد التقريب الكافي لنسيج الجلد في حالة التئام الجرح بشكل جيد، فسوف يتم إزالة جميع الغرز في نفس الوقت بالتناوب وربما يتم إزالة الخيوط المتبقية بعد عدة أيام أو أسابيع من خلال اتباع الخطوات التالية:
توجد الكثير من الألوان للخيوط الجراحية وتكون على حسب نوع خيط الولادة وتنقسم إلى نوعين خيوط قابلة للامتصاص، وخيوط غير قابلة للامتصاص وسوف نتعرف عليها بشيء من التفصيل كما يأتي:
يطلق عليها اسم شيراسورب وهي عبارة عن مادة خياطة تكون محبوكة ومصنوعة من البوليمر 90% منها جليكوليد و10% منها إل-لاكتيد، وتكون مصممة للاستخدام في الجراحة العامة وأمراض النساء والتوليد، وجراحات العيون وخياطة الجلد وطبقات العضلات والربط وهو إحدى الأنواع التي تكون قابلة للامتصاص.
تعرف باسم مضفر شيرلاك السريع وتكون عبارة عن خياطة مضفرة من بولي جليكوليك أسيد ويتم استخدامها في إغلاق الجرح وبالأخص في جراحات الأطفال، وتستعمل في جراحات النساء مثل بضع الفرج وجراحة العيون مثل خياطة الملتحمة وختان الغشاء المخاطي وتكون قابلة للامتصاص.
تسمى ترفالون وتكون عبارة عن خياطة مجدولة من ألياف البوليستر ومغلفة ويتم استخدامها عندما تكون هناك حاجة إلى عدم قابلية الامتصاص وانخفاض الاحتكاك عبر الأنسجة، وتكون مفيدة للغاية في الكثير من التطبيقات منها جراحة القلب والأوعية الدموية.
تعرف بأنها شيرافلون ويتم وصفها بأنها عبارة عن حيدة من تفلون وتستعمل في جميع الفروع الجراحية، جراحة القلب والأوعية الدموية وجراحة العظام والكسور والأوتار والجراحات التجميلية وجراحة العيون وتكون غير قابلة للامتصاص.
هناك بعض الطرق التي تساعد على عملية شفاء جرح الولادة بطريقة أسرع إذا تم الالتزام بها ومنها النصائح التالية:
من الممكن القيام بتبريد الجرح عن طريق وضع كيس ثلج أو مكعبات من الثلج ملفوفة في منشفة على الجرح، وتجنب أن تقومي بوضع الثلج بطريقة مباشرة على الجلد حتى لا يتسبب في حدوث ضرر.
تم إثبات أن تعريض الغرز للهواء النقي بساعد بشكل كبير على تسريع عملية شفاء الجرح، ويتم ذلك من خلال خلع الملابس الداخلية والاستلقاء على منشفة السرير لمدة تصل إلى حوالي 10 دقائق مرة أو مرتين على مدار اليوم.
ضرورة المحافظة على نظافة الجرح والمنطقة التي تحيط به من أجل منع العدوى وبعد الذهاب إلى المرحاض من الضروري شطف منطقة المهبل بالماء الدافئ، وهذا لأن سكب الماء الدافئ على المنطقة الخارجية للمهبل خلال عملية التبول يساعد في تخفيف الألم والإزعاج.
ممارسة التمارين الرياضية من الممكن أن تعمل على تقوية العضلات التي تحيط بالمهبل والشرج من خلال ممارسة تمارين قاع الحوض، والتي تساعد في الإسراع من عملية الشفاء وتقليل الضغط الذي يقع على الجرح والأنسجة التي تحيط به، حيث أنها تساعد في الشفاء وتحسين الدورة الدموية في تلك المنطقة ومنع التسرب من الأمعاء أو المثانة.
ضرورة شرب القدر الكافي من الماء بشكل يومي مع تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل خبز القمح الكامل والأرز البني والخضروات، والفواكه المختلفة تساعد بشكل كبير في منع الإصابة بالإمساك وبالتالي الحفاظ على صحة الجرح.
تفكك خيوط الولادة تعد أنها أحد العوامل المهمة التي تسبب الإصابة بالعدوى وهي واحدة من الحالات التي تؤدي إلى مضاعفات الولادة الخطيرة في حالة تم إهمال علاجها.
من الضروري أن يتم استشارة الطبيب في حالة مواجهة إحدى علامات تفكك خيوط الولادة التالية:
سوف نقوم بتوضيح علامات تفكك خيوط الولادة تبعاً لنوعها كما يأتي:
إنه من النادر أن نرى تفكك غرز الولادة الطبيعية ولك هناك بعض العوامل التي تعمل على تفكك الخيوط وجعل الجرح يبقى مفتوح ومنها حدوث عدوى أو ضغط على الغرز من النزيف أسفلها، وربما وجود عدوى في الجرح يعمل على تفكك خيوط الولادة الطبيعية وظهور ما يلي:
تستغرق عملية التئام خيوط الولادة وقت كبير قد يتراوح بين ستة أسابيع إلى ثلاثة أشهر، وهناك بعض العلامات التي تظهر لتفكك خيوط الولادة القيصرية والإثابة بالعدوى في منطقة الفتح ومنها الآتي:
الولادة القيصرية يتم فيها اتباع الكثير من الإجراءات الآمنة ولكنها عملية جراحية تحتاج إلى الكثير من العناية لمنع الإصابة بأي عدوى وهذا من خلال الطرق التالية:
نجد أن ارتداء الملابس الضيقة يعمل على تهيج الشق لذا لابد من استبدال تلك الملابس بملابس مريحة وفضفاضة مثل البيجامات أو القمصان الفضفاضة.
حيث أن الملابس الواسعة تسمح بمرور الهواء والوصول إلى الشق وهو ما يساعد بشكل كبير في تسريع عملية الشفاء.
عملية التنظيف قد تجعل المرأة تشعر ببعض الألم لقليل من الوقت أثناء التنظيف ولكن تلك الخطوة ضرورية للغاية للحفاظ على نظافة المنطقة.
من الممكن تنظيف الشق عن طريق السماح للماء والصابون بالانسياب أثناء الاستحمام، أو من خلال غسل الشق باستخدام قطعة من القماش ولكن الحذر من فرك الشق وتجفيفه بشكل جيد عند الانتهاء.
من الضروري أن لا يتم إهمال مواعيد الطبيب من أجل متابعة الحالة الصحية ومراقبة تقدم الشفاء في الأسابيع الأولى خاصةً بعد مغادرة المستشفى، ومن المهم عدم ترك أي موعد مع الطبيب للتعرف على وجود أي مضاعفات محتملة الحدوث.
قد تشعر الكثير من السيدات بعد الولادة برغبة كبيرة في التخلص من الوزن الزائد والرجوع إلى قوامها الرشيق مرة أخرى لذا تفكر في ممارسة التمارين الرياضية المختلفة، ولكن يجب عليها أن لا تبدأ في الأمر حتى يسمح لها الطبيب مختص بحالتها، حيث أن النشاط الزائد بعد فترة قصيرة من الولادة القيصرية قد يتسبب في تفكك خيوط الولادة وأيضاً يجب توخي الحذر عند رفع الأشياء الثقيلة أو الانحناء.
بعض المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية قد تعمل على تخفيف الآلام وخاصة ً بعد الولادة القيصرية، وربما يصف الطبيب الإيبوبروفين لما له من تأثير جيد في تلك الحالة.
تعتبر عملية إزالة خيوط الولادة من الخطوات السهلة جداً ولا تسبب أي ألم في المنطقة وقد لا تحتاج بالطبع إلى تخدير، ولكن يجب عدم محاولة إزالة تلك الغرز دون إشراف الطبيب لأن القيام بإزالتها قبل الأوان يعمل على انتكاس الجرح أو التأخر في شفائه والتئامه، ولأن الطبيب أثناء المتابعة معه للتخلص من الخيط يعمل على تقييم حالة الجرح قبل إزالة الخيط.