ما هي نوبات الهلع وكيفية التعامل مع نوبات الهلع

ما هي نوبات الهلع، نوبات الهلع هي حالات مفاجئة من الخوف والقلق والتوتر يشعر بها الشخص وتلحق به بعض الأعراض الجسدية كالتعرّق والصداع والغثيان كما أنها حالة تؤثر على جودة حياة الإنسان وتمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، فما هي أسباب نوبات الهلع؟ وكيفية التغلب عليها؟ سنستكشف هذا الموضوع في هذه المقالة.

تعريف نوبات الهلع

اضطراب الهلع: يعرف اضطراب الهلع بأنه حالة من الخوف الشديد والرهبة التي تحدث فجأة وبلا سبب معروف، مما يؤدي إلى حدوث نوبات الهلع وتتميز هذه النوبات بحدوث أعراض جسدية وعاطفية، مثل الصداع والتعرق الشديد وصعوبة التنفس وعدم القدرة على التحكم في الاضطراب النفسي ويمكن لنوبات الهلع أن تحدث في أي وقت، سواءً أثناء النوم أو خلال النهار، وتتشابه أعراضها مع أعراض النوبة القلبية، مما يُسبب الخوف والقلق لدى المصابين ويُعد الهلع من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، وتتطلب تلك الحالة إجراء بحث عن المساعدة الطبية والتدريب النفسي كّبداية للشفاء التام منها.

أسباب نوبات الهلع

تعتبر أسباب نوبات الهلع متعددة، ولكن لم يتم تحديد سبب واضح لحدوثها ويمكن أن تكون الأسباب تتعلق بالعوامل النفسية والتجربة الحياتية، مثل التعرض للضغوط النفسية الشديدة، فقدان الشخص القريب، الانفصال، الحوادث الخطيرة والتعرض للاعتداءات الجسدية أو الجنسية.

وهناك أيضًا عوامل فيزيولوجية تؤثر على تكرار حدوث نوبات الهلع، مثل التوتر المستمر والذي يؤثر على إفراز الهرمونات في الجسم، ويؤدي إلى شعور الشخص بالخوف وعدم الراحة النفسية وبطبيعة الحال، تختلف أسباب نوبات الهلع من شخص لآخر، ومن المهم التحدث مع مقدمي الرعاية الصحية لتشخيص وعلاج هذه الحالة.

أعراض نوبات الهلع

تتميز نوبات الهلع بظهور أعراض جسمية مفاجئة وشديدة عند المرضى. فقد يشعرون بألم في الصدر أو الإحساس بالاختناق، كما يمكن أن يصاحب ذلك سرعة ضربات القلب والقشعريرة وصعوبة التنفس وتجدر الإشارة إلى أن نوبات الهلع تعدّ اضطرابًا نفسيًا يندر علاجه، ويمكن أن يكون سبب بعض الاضطرابات النفسية الأخرى لذلك، ينبغي التعامل مع هذه النوبات بجدية وتحت إشراف الطبيب المعالج، ويمكن اللجوء إلى العلاجات المختلفة المتاحة، بالإضافة إلى التدريب النفسي وتفادي العوامل المسببة لها.

الاضطرابات النفسية المرتبطة بنوبات الهلع

تعد نوبات الهلع جزءًا من اضطرابات القلق، وينطوي الاضطراب الهلعي على نوبات الهلع كأحد أعراضه الرئيسية ويعاني الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الهلعي أيضًا من اضطرابات نفسية مرتبطة بهذه الحالة، مثل الاكتئاب واضطراب القلق الرهابي.

وبمجرد تشخيص الشخص بنوبات الهلع، فإنه من المهم البحث عن العلاج المناسب للتعامل مع هذه الحالة ومنع حدوث الأعراض المرتبطة بها ويمكن استشارة الطبيب النفسي لتحديد العلاج المثالي للحالة النفسية، ويمكن استخدام العلاج النفسي والأدوية المعتمدة لعلاج الاضطرابات النفسية وتخفيف الأعراض المرتبطة بنوبات الهلع.

كيفية التعامل مع نوبات الهلع

تعد نوبات الهلع مصدر قلق كبير للأشخاص الذين يعانون منها، وقد يكون التعامل معها بمفردك صعبًا. لذا يوصي الأطباء بـ “التنفس العميق” والحفاظ على الهدوء كأحد أساليب التعامل معها ويمكن الاستفادة من تقنيات التأمل أيضًا في التغلب على النوبات، ومحاولة استخدام العقل لتحليل الخوف والأفكار السلبية المرتبطة بها.

كما ينصح بممارسة الرياضة اليومية وتحسين نوعية النوم، وتجنب تناول المنبهات والكحول والنيكوتين، والبحث عن المساعدة الطبية إذا كانت النوبات تؤثر على الحياة اليومية بشدة وهذه الإرشادات والأساليب يمكنها أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع على التعامل معها والتحكم بها بشكل أكثر فعالية.

العلاجات المتاحة لنوبات الهلع

تهتم هذه المقالة بالحديث عن العلاجات المتاحة لنوبات الهلع التي تعاني منها العديد من الأشخاص وهناك عدة خيارات علاجية متاحة للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، من بينها العلاج النفسي والعلاج الدوائي ويعتبر العلاج النفسي مهما في علاج نوبات الهلع، حيث يقوم العلاج بمساعدة المريض في التخلص من الأنماط السلبية في التفكير والتعلم كيفية التعامل مع الأفكار السلبية التي قد تؤدي إلى نوبات الهلع.

وبجانب العلاج النفسي، تستخدم أيضا مضادات الاكتئاب ومضادات القلق لمساعدة المريض في التحكم في نوبات الهلع وإدارتها بصورة فعالة وغالبا ما يتحدد العلاج الأمثل للشخص عن طريق الاتفاق مع فريق الرعاية الصحية، والعمل مع أخصائي النفسية والمعالج لتحديد الأفضل للمريض.

الأدوية المستخدمة في علاج نوبات الهلع

يُعدّ الاختيار الدقيق للأدوية جزءًا هامًا في علاج نوبات الهلع. وعلى الرغم من تعدد الأدوية المستخدمة، هناك بعض الأدوية المهمة التي تأخذها الفئة الطبية بعين الاعتبار أثناء العلاج، مثل SSRIs. ويعمل هذا النوع من الأدوية على رفع مستوى السيروتونين في الجسم، حيث يعمل السيروتونين كمهدئ طبيعي للمخ، ولتخفيف الأعراض وتضييق نطاق الهجوم الواسع الذي يعتري المصاب بنوبة الهلع، يستخدم الأطباء أيضاً بعض الكالسيوم المعدني الناعم، الذي يعالج بفاعلية هذه الأعراض.

لمواجهة نوبات الهلع، يمكن استخدام العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المتكامل والتصوّر العصبي المتسلسل، وتأتي هذه العلاجات في إطار برامج التدخل النفسي والذي يهدف إلى تحفيز الشخص على التفكير بشكل إيجابي، وبالتالي التعلم بشكل متكرر لتجنب الانفعالات الشديدة والأعراض المصاحبة لنوبات الهلع وبشكل عام، في جميع الحالات يشجع الأطباء الأفراد المصابين بنوبات الهلع على مراجعة أخصائي النفس السريري، حيث يتم تحديد الأدوية بناءً على الأعراض وشدتها، وتأثيرات الدواء على الفرد واستجابته للعلاج.

أساليب التدريب النفسي للتغلب على نوبات الهلع

تعد أساليب التدريب النفسي من العلاجات الفعالة لتخفيف حدة نوبات الهلع وتجنب تكرارها وتشمل هذه الأساليب عدة تقنيات، مثل التدريب على التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء المختلفة مثل اليوغا والتأمل كما تشمل تقنيات التفكير الإيجابي التي تركز على تغيير الأفكار السلبية إلى إيجابية.

بالإضافة إلى تقنيات التخيل الإيجابي التي تمكن الشخص من تخيل نفسه في موقف مريح وهادئ وذلك لتقليل مستوى التوتر والقلق كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع التدريب على هذه الأساليب بانتظام والقيام بها في حالة حدوث الأعراض، حيث يتم التفكير في حالة الهدوء والاسترخاء وعدم التركيز على الأعراض السلبية.

تجنب العوامل المسببة لنوبات الهلع

تنبت نوبات الهلع من عدة عوامل، وفي بعض الأحيان يمكن للتغيير في نمط الحياة أن يخفض من احتمال حدوثها وينصح بتجنب العوامل المسببة لنوبات الهلع، ومن بينها تجنب استخدام المنشطات مثل الكافيين والتدخين وبعض الأدوية النفسية التي قد تزيد من خطر حدوث نوبات الهلع.

كما ينصح بالحفاظ على حياة صحية من خلال التغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب التوتر والإجهاد الزائد وهذه الإجراءات البسيطة يمكن أن تساعد على الحد من حدوث نوبات الهلع وتعزيز الصحة النفسية والعافية العامة.

أهمية البحث عن المساعدة الطبية في حالات نوبات الهلع

تعد نوبات الهلع حالة صعبة تؤثر على حياة الشخص بشكل كبير، وتتطلب علاجًا مناسبًا ومن المهم جدًا أن يبحث المصاب بنوبات الهلع عن المساعدة الطبية اللازمة للتعرف على الأسباب الكامنة والبدء في العلاج فعندما يتم تشخيص حالة الهلع وتوفير العلاج المناسب، يتم تحسين نوعية الحياة ويتم السيطرة على الأعراض والتقليل من تكرار النوبات.

ومن المهم أيضًا الاستفادة من الإرشاد والدعم النفسي من الخبراء، مثل الاستشاريين النفسيين والمعالجين النفسيين، الذين سيساعدون في تحسين مستوى الثقة بالنفس وتغيير أنماط التفكير السلبي المرتبطة بالهلع وبالتالي، فإن البحث عن المساعدة الطبية أمر حيوي وأساسي للتعافي الكامل والتقليل من آثار نوبات الهلع.

هل نوبات الهلع مرض نفسي؟

يعتبر اضطراب الهلع مرضًا نفسيًا يتسم بنوبات مكررة من الخوف الشديد والقلق، ويحدث هذا الاضطراب بسبب تفاعل الجهاز العصبي بشكل مفرط مع التحديات اليومية التي يواجهها الإنسان وبالتالي فإن نوبات الهلع تعتبر تفاعلًا مبالغًا فيه وغير ملائم للمواقف التي يواجهها الشخص، مما يسبب له الكثير من الإزعاج والتعب.

ورغم أنه يمكن لأي شخص أن يصاب بهذا الاضطراب، إلا أن العلاج المناسب يساعد على تخفيف الأعراض وتحسين الحالة النفسية بشكل كبير لذلك، من المهم في حالات نوبات الهلع البحث عن المساعدة الطبية للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج اللازم.

كيف يتم التخلص من نوبات الهلع؟

بعد تشخيص حالة الهلع، يشعر المرضى بالحاجة للعثور على طرق للتعامل مع نوبات الهلع. هناك عدة طرق فعالة لعلاج هذا المرض، بما في ذلك تناول الأدوية واستخدام تقنيات التدريب النفسي ويمكن للمرضى البحث عن الاستراتيجيات المختلفة لمساعدتهم على التعامل مع نوبات الهلع، مثل تنمية تقنيات التنفس العميق وتدريب الاسترخاء العضلي.

ينصح بشدة بالحصول على العلاج النفسي المتخصص والتحدث مع مقدم الرعاية الصحية للتعرف على أفضل خيارات العلاج المناسبة لحالاتهم الفردية بالمثابرة والالتزام بخطة العلاج الموصوفة من قبل مقدم الرعاية الصحية، يستطيع المريض التخلص من النوبات المتكررة وتحسين نوعية حياته.

الشفاء التام من نوبات الهلع

بالرغم من أن نوبات الهلع تسبب العديد من المشاكل النفسية والجسدية للأشخاص المصابين، إلا أنه من الممكن الخلاص التام من هذه الحالة ويتطلب ذلك الحصول على علاج مناسب يشمل مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق، بالإضافة إلى العلاج النفسي المناسب وتدريبات التعرض.

كما يجب على المرضى تجنب العوامل المسببة لنوبات الهلع والتغييرات الحياتية الكبيرة مثل الاجهاد النفسي وتناول الكميات الزائدة من الكافيين وغيرها من العوامل التي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية ويجب أن يكون لدى المريض شخص طبيب مختص يتابع حالته بانتظام ويحدد أفضل الطرق للمساعدة على التماثل للشفاء التام من نوبات الهلع ونوبات الهلع لا تؤدي إلى مرض مزمن وبمعالجتها بالطريقة الصحيحة يمكن التخلص منها نهائياً والاستمتاع بالحياة بدون تلك الأعراض المزعجة.

أعراض نوبات الهلع عند النوم

تتمثل أعراض نوبات الهلع عند النوم في الشعور المفاجئ بالخوف الشديد والضيق، الصراخ أو الصياح العالي، وزيادة سرعة نبضات القلب وتستمر هذه النوبات لمدة تتراوح بين 10 دقائق وساعتين، ويمكن أن تتسبب في الإحساس بعدم السيطرة على الجسد.

وغالبًا ما تحدث نوبات الهلع عند النوم في الأوقات الأولى من النوم، وتتأثر بعوامل مثل الإجهاد والقلق والتوتر، أو يمكن أن ترتبط ببعض الأمراض النفسية ولتجنب الاضطرار إلى الاستيقاظ بشكل مفاجئ ومؤلم، يمكن تجنب العوامل المسببة لنوبات الهلع واستشارة الطبيب للحصول على المساعدة اللازمة في حال الحاجة.

الكاتب : Samar Tarek