تعاني بعض النساء من مشكلة مع النزيف وربما يقوم الطبيب بتشخيصها بأن لديها بطانة رحم مهاجرة والكثير من السيدات ليس لديها معلومات كافية عن تلك المشكلة، وفي الفقرات التالية سوف نتعرف عن قرب عن هذا الموضوع مع سرد الأسباب المختلفة له التي تؤدي إليه والأعراض التي تشتمل عليه.
التجربة الأولى: بعد الزواج انتظرت طويلاً الحمل، ولكن كان من دون فائدة، وقد تعرض إلى الإجهاض منذ عامين، ومن الجدير بالذكر أثناء فترة البلوغ كنت أعاني من آلام الدورة الشهرية مثل أي فتاة، ولكن لم أكن أعلم أن الأمر شديد الخطورة، وبعد مرور فترة زمنية تزوجت، وزاد الألم للدورة الشهرية؛ حيث إنه غير محتمل، كنت أعاني من تقلصات شديدة في الرحم، وذهبت لعدد كبير من الأطباء إلى أن علمت أنها بطانة الرحم المهاجرة.
التجربة الثانية: روت إحدى الفتيات التي تبلغ من العمر 22 عاماً أنها قررت زيارة طبيب النساء بعد أن طرأت عليها بعض الأعراض مع الدورة الشهرية الأولى منذ 8 سنوات، حيث أن الألم كان غير محتمل، وكان أحد يقوم بتمزيق بطني، حاولت التعامل مع الألم وأتحمله قمت بتناول المسكنات حتى أستطيع لصمود، اتجهت إلى طبيب النساء والألم يتمكن مني، وقلت للطبيبة كل ما أشعر به من ألم ووصفت الأعراض بدقة، توقع الطبيب من وجود تكييس على المبيض وكمأنني أنه ينتهي مع الأدوية، وطلب من الممرضة أن تحضر الأشعة المقطعية للتأكد من الأمر واكتشف أن بطانة الرحم لدي سميكة عن الطبيعية وهي ما تعرف بالبطانة المهاجرة.
تَم الحديث عنّ وِجود مَجموعة من الحالات الخاصة لِـ سيدات لديهن مَشاكل مُتعلقة بِـ بطانة الرحم المهاجرة، بِحيثُ أنّهم يعانون من هذا المرض الذي يَعمل علىّ التَسبب في ألم حاد بِمنطقة أسفل البطن. وقد سردت واحدة من النساء على أنها كانت تعاني من ألم شديد وقت الدورة الشهرية، في البداية كَانت تَعتقد بأنّ هذا الألم بِسببها ولكنّ كُل شهر يكون الألم أقوى بِكثير من المرة الماضية. إلى أن بدأت الحبوب تَظهر على وجهها لذلك لجأت إلى الطبيب واعطاها الدواء المُناسب، مع المُداومة على قراءة سورة البقرة بنية الشفاء، والحمد لله تعافيت من المرض.
قد تكون الأسباب الأساسية لحدوث بطانة الرحم المهاجرة غير مؤكدة ولكن توجد بعض الأسباب التي ثبت أن لها علاقة بهذا الأمر ومنها ما يأتي:
هناك بعض الأسباب التي تعمل على زيادة خطر الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة ومن بينها ما يأتي:
قبل التعرف على أنواع بطانة الرحم المهاجرة سوف نتناول بشيء من التفصيل تعريفها كما يلي:
تعرف باسم الانتباذ البطاني الرحمي أو البطانة المهاجرة أو بطانة الرحم المهاجرة وهي حالة مرضية يتم فيها العثور على نسيج متشابه مع بطانة الرحم في بعض الأماكن الأخرى في الجسم، ويكون خارج الرحم وفي منطقة الحوض بشكل خاص مثل أن نجده في المبيضين أو قناة فالوب أو المثانة والأمعاء والمستقيم والمهبل.
نجد أنه في بعض الحالات النادرة تتواجد تلك الأنسجة على الحجاب الحاجز وربما الرئتين أو في منطقة السرة أو الندوب والجروح القديمة التي تود على جدار البطن.
يطلق على أنسجة بطانة الرحم التي تتواجد خارج الرحم اسم غرسة بطانة الرحم وتعمل التغيرات الهرمونية خلال أيام الدورة الشهرية على حدوث تأثير على نسيج بطانة الرحم المنغرسة خارج الرحم، حيث أن هذا النسيج يتفاعل مع تلك الهرمونات كأنسجة بطانة الرحم الطبيعية، وبالتالي نرى أنها تنمو وتزداد في النمو والسُمك مع ارتفاع نسبة الهرمونات الجنسية ومع انخفاض الهرمونات نجد أن هذه الانسجة تنكسر وتعمل على حدوث النزيف.
هذا الأمر يعمل بالطبع عل حصر النسيج المتحلل في المنطقة ويتسبب في حدوث التهاب وألم والتصاقات جدارية في المنطقة التي يوجد فيها، ولو كانت تلك الأنسجة في المبيضين سوف تعمل على تكوين ما يسمى بأكياس الشوكولاتة وتم تسميتها بذلك الاسم نتيجة لمظهرها الخارجي ولأنها تحتوي على سائل بني يشبه الشوكولاتة.
بطانة الرحم المهاجرة تعتبر مشكلة صحية ومنتشرة على نطاق واسع بين الكثير من السيدات وفي العادة تصاب بها النساء التي تتراوح أعمارهن ما بين 15 إلى 44 عام وهو سن الخصوبة، وتلك واحدة من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الحمل أثناء هذه الفترة أو ربما يصل الأمر إلى الإصابة بالعقم وهو واحد من أهم المشاكل التي توضح مدى خطورة بطانة الرحم المهاجرة وبالأخص إذا لم يتم علاجها في المراحل المبكرة وإهمالها.
وجود تاريخ مرضي في العائلة لإصابة أحد سيداتها ببطانة الرحم المهاجرة يعد مؤشر مهم ومفيد في تشخيص الإصابة لدى المرأة التي تعاني من أحد أعراض بطانة الرحم المهاجرة، ويكون أيضاً أكثر انتشاراً بين النساء اللاتي تتعرض لفترة حيص كبيرة وتدوم أكثر من سبعة أيام وتؤثر فيما يقرب من 2 إلى 10% من النساء.
بعد الكثير من الأبحاث والدراسات وجد أنه هناك 3 أنواع من بطانة الرحم المهاجرة والتي سوف نتعرف عليها بشيء من التفصيل في الفقرات التالية:
يعتبر أنه أكثر الأنواع انتشاراً حيث تكون المصابة لديها بعض الآفات على الصفاق وهي عبارة عن الطبقة الرقيقة التي تقوم بتبطين تجويف الحوض.
تعبر عن الأكياس الداكنة التي تكون مملوءة بالسوائل حيث تتشكل في عمق المبيض ولا تستجيب للأنواع المختلفة من العلاجات وقد تقوم بإلحاق الضرر بالأنسجة الصحيحة والغير مصابة.
على الأغلب ينمو هذا النوع من بطانة الرحم المهاجرة تحت منطقة الصفاق وقد يضم في بعض الأحيان الأعضاء القريبة من الرحم ومنها الأمعاء والمثانة.
وجد أن بعض النساء بما يقرب من 1 إلى 5% اللاتي تعانين من الانتباذ الرحمي يكون من هذا النوع.
يتمكن الطبيب المعالج من تشخيص حالة بطانة الرحم المهاجرة والتعرف على نوعها عن طريق ما يأتي:
قد تجد اختلاف في أعراض بطانة الرحم المهاجرة بين مريضة وأخرى فبعض النساء تظهر عليها أعراض خفيفة بينما البعض الآخر يعاني من أعراض متوسطة إلى شديدة وسوف نذكرها كما يلي:
بعد ظهور تلك الأعراض وأخذ التاريخ المرضي من المريضة سوف يقوم الطبيب بتشخيص الحالة من خلال إحدى الطرق:
حالة بطانة الرحم المهاجرة تمر بأربعة مراحل وكل واحدة منهم تختلف عن الأخرى وهذا يعتمد على كان ظهور غرس بطانة الرحم، وحجم وعدد غرسات بطانة الرحم وأيضاً عمق التصاق غرسات بطانة الرحم وتلك الدرجات هي كما سوف يأتي:
ويطلق عليها المرحلة الدنيا من الانتباذ البطني الرحمي ويكون فيها آفات أو جروح صغيرة وغرسة بطانة الرحم السطحية على المبيض عند المرأة وأيضاً يتواجد التهاب في تجويف الحوض أو من حوله.
تعرف المرحلة الثانية بأنها المرحلة الخفيفة من بطانة الرحم المهاجرة نجد فيها آفات خفيفة وغرسة بطانة الرحم السطحية على المبيض وبطانة الحوض لدى المرأة.
نجد أن المرحلة الثالثة هي المرحلة المعتدلة من الانتباذ البطني الرحمي فيكون فيها غرسات بطانة الرحم العميقة على المبيض وبطانة الحوض عند المرأة.
تعرف المرحلة الرابعة بأنها المرحلة الشديدة من بطانة الرحم المهاجرة حيث تتواجد فيها غرسات بطانة الرحم العميقة والتي تنتشر في المبيضين وبطانة الحوض، وقد تصل إلى قناة فالوب والأمعاء وتكون الإصابة بالعقم شائعة في تلك المرحلة.
نجد في تلك المرحلة إصابة 3 نساء من أصل 4 نساء أصبن بداء انتباذ بطانة الرحم لديهن المرحلة الأولى والثانية.
تحدث بطانة الرحم المهاجرة في أكثر من موضع مختلف ومن بينها ما يأتي:
يتم علاج بطانة الرحم المهاجرة تبعاً لشدة المرض وهو واحد من الأمراض المزمنة ويكون العلاج فيها عامل يساعد على تخفيف الأعراض ومنع تقدم المرض وحصول المضاعفات، وأيضاً بعد القيام باستئصال المنطقة المصابة بالجراحة التحفظية يوجد احتمال يصل إلى 40% أن يعود هذا المرض وفي الغالب يقوم الأطباء بوصف الكثير من الوصفات الطبية لمنع تكرار حدوث الأعراض المرضية.
مرض بطانة الرحم المهاجرة يظهر خطره في الغالب عندما تزداد المضاعفات التي تصاحب انتشار خلايا بطانة الرحم المهاجرة والتي تم تركها بدون علاج ومنها: أن يحدث انسداد في قاني فالوب نتيجة نمو الخلايا المهاجرة في المبيضين، تكون أكياس على المبيض نتيجة احتباس السوائل في داخلها، حدوث تورمات والتهابات، تكون نسيج ندبي والتصاقات وينتج عنها ربط أعضاء الحوض ببعضها البعض، مواجهة مشاكل في الأمعاء والمثانة والمعانة من صعوبة في الحمل وقلة الخصوبة.
قامت الكثير من الدراسات والأبحاث التي تشير إلى ارتباط مرض بطانة الرحم لمهاجرة مع الإصابة بأمراض أخرى ومدى خطوتها مثل ما يأتي:
تعتبر الإصابة بمشاكل في الخصوبة وصعوبة الحمل والعقم من المضاعفات الخطيرة لبطانة الرحم المهاجرة، وعلى الرغم من هذا فإن الكثير من السيدات التي تعاني من بطانة الرحم المهاجرة تكون قادرة على الحمل دون مواجهة أي صعوبة أو مشكلة، وبالأخص لو كانت الحالة خفيفة أو بسيطة أي في خلال ثلاث سنوات ودون تلقي أي دواء معين.
ربما تساعد جراحة إزالة نسيج الانتباذ البطاني الرحمي في تحسين فرصة حدوث الحمل، ولكن أيضاً لا يوجد أي ضمان على زيادة قدرة المرأة على الحمل بعد تلقي العلاج وخاصةً لأن الجراحة قد تسبب بعض المضاعفات مثل النزيف، الالتهابات أو تلف الأعضاء المصابة.
تم ملاحظة أن النساء التي تعاني من بطانة الرحم المهاجرة تشتكي من الألم الشديد أثناء ممارسة العلاقة الحميمية فيما يعرف باسم عسر الجماع، وخلال الجماع من الممكن أن يحدث تمدد وسحب لهذا النمو الغير طبيعي المتواجد في بطانة الرحم وخاصة ً لو كانت تنمو خلف المهبل أو أسفل الرحم.
قد تكون هناك علاقة بين بطانة الرحم المهاجرة والجماع المؤلم بسبب حدوث جفاف في منطقة المهبل، وهذا ينتج عن بعض العلاجات المستخدمة في مشكلة بطانة الرحم المهاجرة والتخفيف من أعراضها مثل العلاجات الهرمونية أو القيام باستئصال الرحم.
إذا تم إهمال بطانة الرحم المهاجرة ربما يكون لها أثر سيء على المريضة فيما بعد لذا من الضروري السيطرة على أعراض المرض ومنع حدوث المضاعفات المتوقعة ويعتمد العلاج على ما يأتي:
مسكنات الآلام قد يكون لها تأثير قوي في الحالات الخفيفة مثل الإيبوبروفين ولكن في بعض الحالات الشديدة قد تكون غير فعالة ونلجأ حينها إلى حلول أكثر فعالية.
نجد أن العلاج بالهرمونات التكميلية يكون لها أثر جيد في تقليل الألم الخاصة ببطانة الرحم حيث أن ارتفاع وانخفاض الهرمونات أثناء الدورة الشهرية يعمل على زيادة سُمك بطانة الرحم ثم موتها ونزيفها.
الدواء بالهرمونات يعمل على بطء نمو أنسجة الرحم والتقليل من الأعراض التي تصاحب النزيف ومن أمثلة تلك الأدوية: موانع الحمل الهرمونية، العلاج بالبروجيسترون، مثبطات الأروماتاز، منبهات ومثبطات الهرمون المطلقة لموجهة الغدد التناسلية Gonadotropin-releasing hormone agonists and antagonists.
تعمل أدوية تنظيم الحمل على منع حدوث الحمل عن طريق إيقاف النمو الشهري لأنسجة بطانة الرحم، وهذا بالفعل يعمل يؤدي إلى التقليل من الوصول إلى مرحلة بطانة الرم المهاجرة.
يلجأ إلى هذا الخيار النساء اللاتي تعانين من آلام شديدة لا تستجيب لأي نوع من أنواع المسكنات أو العلاجات الهرمونية وترغبن في الحمل، وتقوم فيه باستخدام تنظير البطن من أجل إزالة أنسجة بطانة الرحم.
استئصال الرحم بشكل كامل هو الحل الأخير الذي نضطر للقيام به لدى السيدات التي لا ترغبن في الحمل ولم تلاحظ تحسن في حالتهن باستخدام الطرق الأخرى من العلاج.
خلال استئصال الرحم الكلي يعمل الطبيب المختص على إزالة الرحم وعنق الرحم والمبيضين بشكل كامل لأن تلك الأعضاء هي التي تقوم بإفراز هرمون الاستروجين الذي يؤدي إلى نمو بطانة الرحم.
لو تم التأخير في علاج بطانة الرحم المهاجرة من الممكن أن تتطور الأعراض ويحصل للحالة مضاعفات منها ما يلي:
واحدة من المضاعفات الأساسية التي تحدث للمريضة بعد الإصابة ببطانة الرحم هي حدوث ضعف في عملية الخصوبة، ويقوم الانتباذ البطاني الرحمي بالعمل على سد قناة فالوب وبالتالي لن يتمكن الحيوان المنوي من الوصول إلى البويضة وتخصيبها، وربما قد تؤثر على تخصيب الخصوبة بطريقة ليست مباشرة حيث يقوم الانتباذ البطاني الرحمي بحدوث تلف في الحيوانات لمنوية أو البويضة.
تم ملاحظة أن الإصابة بسرطان المبيض يكون بمعدل مرتفع في السيدات التي لديهن إصابة ببطانة الرحم المهاجرة.