يصاب الكثير من الناس بحالة من الرعب والهلع في المواقف المختلفة والتي تختلف أعراضها من شخص إلى آخر، ونحن في الفقرات التالية سوف نتعرف على التجارب المختلفة التي مر بها الأشخاص وكيف تخلصوا منها.
التجربة الأولى
وفي هذه الفقرة سنقدم أحد تجارب نوبات الهلع التي وردتنا.
تقول أحد البنات أن تجربتي مع نوبة الهلع استمرت لأكثر من سنة، حيث كنت أعاني منها وكان السبب إصابتي بها هي وفاة والدي.
وكان ما يحصل لي هو البكاء بشكل هستيري، وكانت تستغرق هذه النوبة من ربع ساعة إلى أكثر.
وفي بعض الأوقات كان هناك مضاعفات مثل ضيق التنفس والبكاء، والتعرض لأعراض النوبة القلبية.
وكان أهلي يعتقدون أن تلك الأعراض سوف تنتهي مع مرور الوقت، وأنها ليست سوى علامات حزن شديدة، وليست حالة نفسية تحتاج إلى علاج، ثم ظهرت بعض الأعراض الجسدية التي كانت مرتبطة بالقلق والخوف العام، منها تساقط الشعر والقولون العصبي والتهاب الأعصاب.
وعند زيارتي للطبيب وجدت أن لدي مشكلة بالتنفس وبعض مشكلات التنميل في الأطراف لهذا قام الطبيب بوصف أدوية تحتوي على فيتامين b12 وبروفين، وبعض الأدوية مضادات الالتهاب ولكن الأدوية التي وصفها لي لم تساعدني أبداً.
لهذا اقترح لي أحد الأصدقاء أن أذهب إلى مرشد نفسي ليعطيني محاضرات خاصة بالتوعية النفسية، ثم ذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين الذي طلب مني بعض من الأمور منها عدم شرب القهوة كذلك عدم شرب المنبهات بشكل عام.
وكذلك طلب مني أن أمارس الهوايات، التي تجعلني سعيدة ومع مرور الوقت ومرور المحاضرات النفسية شفيت من نوبات الهلع التي كانت تصيبني.
التجربة الثانية
كنت أعاني من موضوع الهلع في الظلام، وكان هذا الأمر يضايقني كثيراً لهذا قلت بالذهاب إلى أحد الأصدقاء وأوضحت له هذه المشكلة.
لهذا أخبرني أن أذهب إلى أحد الأخصائيين النفسيين الذين يباشرون بالعلاج، ثم ذهبت إلى أحد الأخصائيين ومع مرور الجلسات تمكنت من الشفاء من تلك النوبات الصعبة.
التجربة الثالثة
كنت تعاني من نوبات الهلع وكنت أذهب للكثير من الأخصائيين النفسيين، ولكن في أحد الأيام بحثت عبر الإنترنت عن قصص وتجارب للمصابين في تلك المشكلة.
وفهمت أن تغيير الحياة الروتينية في اليوم تساعد على ذلك فمثلاً ممارسة الرياضة أو الكتابة أو القراءة من شأنها أن تخرج صاحبها من نوبات الهلع. كما أن تدريبات تقوية الأعصاب مفيدة لذلك، وكانت موهبتي الكتابة لهذا قمت بكتابة العديد من الروايات وقراءة الكثير من القصص وتدريجياً تمكنت من السيطرة على أعراضها حتى تمكنت من الشفاء نهائياً من نوبات الهلع.
تم تعريف الهلع أنه اضطراب أو حالة نفسية نتيجة عامل ما يصاب به الشخص، وهو عبارة عن شعور متزايد من الرعب والخوف الشديد والانزعاج ربما يستمر من المرء عدة دقائق ثم يبدأ في الهدوء والتلاشي.
يترافق مع نوبة الهلع بعض الأعراض الجسدية مثل وجود صعوبة في التنفس وزيادة التعرق وسرعة نبضات القلب.
الهلع يحدث نتيجة تكرار هذا الخوف وتشير الدراسات إلى أن الإنسان يتعرض لنوبة هلع خلال حياته من مرة إلى مرتين، بينما الأشخاص المصابين بالمرض يعانون من نوبات الهلع بما يعادل مرة كل شهر.
لم يتم تحديد المسببات الأساسية التي تؤدي إلى ظهور نوبة الهلع ولكن هناك بعض العوامل التي لها دور في المعاناة منها كما يأتي:
يحدث هذا النوع بطريق مفاجئ وبدون سابق إنذار أي لا يشترط وجود محفزات معينة وقد تحدث خلال وقت النوم.
تحدث عندما يتعرض الشخص لموقف أو شعور ما يحفز اقتراب الخطر منه أو يكون قد مر بنفس الموقف بالفعل قبل ذلك.
مثل الشخص الذي يخاف من الأماكن المغلقة مجرد وجوده في مصعد ويتوقف يحفز القلق لديه أو حتى التفكير فقط في الأمر يؤثر عليه، وهذا الأمر شائع جداً في الأشخاص الذين يعانون من رهاب الخلاء أو اضطراب القلق العام.
تكون تلك النوبات في بعض الحالات قبل التعرض للموقف من الأساس أو خلاله أو بعده، هناك أشخاص يخافون من ركوب الطائرة وربما يعانون من نوبة هلع قبل أو أثناء أو بعد الركوب.
يرتبط حدوث نوبات الهلع في بعض العائلات دون عن غيرها نتيجة بعض العوامل الوراثية وتغيرات في بعض الجينات الخاصة بهم.
يوجد تغيرات في كثير من الجينات التي تؤثر على المعرفة والسلوك لدى الشخص مما يجعله يدخل في نوبة هلع.
يعتقد البعض أن هناك علاقة بين نوبة الهلع والإصابة بحالات نفسية مثل الاكتئاب.
التكرار المستمر لمواقف وأزمات تعمل على زيادة الشعور بالقلق والتوتر تساعد على إثارة الخوف ودخول الشخص في نوبة من الهلع.
أن يتعرض الإنسان لموقف مشابه إلى موقف مؤلم مر به في الماضي يجعل الجسم يستجيب بالفعل لهذا الوضع وكأن الحدث يقع في الحال.
تختلف العوامل التي تحفز هذا الأمر بين رؤية صورة أو إجراء مكالمة صوتية أو مشاهدة أي شيء أخر يستدعي تلك الذكرى الأليمة.
يصاب الأفراد بنوبة من الهلع عند المرور بحدث مهم أو مرحلة انتقالية في حياتهم مثل فقدان أحد أفراد الأسرة، تغيير محل السكن، الغربة والانتقال للحياة في الخارج، الزواج، بدء عمل جديد وهكذا.
يصاب الشخص بنوبات الهلع عند المرور باضطراب نفسي مثل اضطراب القلق العام، رهاب الخلاء أو الأماكن المغلقة، اضطراب الوسواس القهري أو اضطراب ما بعد الصدمة.
قد يرجع السبب في الإصابة بنوبة هلع هو تعرض الشخص لحالة طبية مرضية مثل انخفاض في نسبة السكر، النشاط الزائد للغدة الدرقية، تدلي الصمام التاجي واستخدام المنشطات مثل الكافيين والكوكايين.
يتحدث الطبيب مع المريض عن تاريخه المرضي وتاريخ العائلة، ويحدد معه الأعراض التي ظهرت عليه بعد نوبة الهلع والمخاوف والمواقف التي يقوم بتجنبها.
يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات التي تشتمل على فحص الدم، فحص الغدة الدرقية وإجراء مخطط رسم للقلب.
يتم تحديد إصابة الشخص بنوبة هلع وفقاً لبعض المعايير والنقاط التي يتم حسابها بطريقة معينة.
لا يمكن التخلص النهائي من نوبات الهلع ولكن تلقي العلاجات والاستشارات النفسية المناسبة،بالطبع تعمل على تمكن الشخص من الاستمتاع بحياته بصورة طبيعية والسيطرة على الوضع.
يتم التخلص من نوبات الهلع من خلال اتباع العلاج النفسي والسلوكي والعلاج الدوائي اعتماداً على تاريخ المرض وشدة النوبات كما يلي:
الاستمرار على تناول المنبهات والأدوية المنشطة يزيد من احتمالية نوبة الهلع لذا يتجنبها الشخص من أجل الحفاظ على نفسه.
ضرورة الاستعانة ببعض التمارين الرياضية مثل اليوغا تعمل على تحسين الحالة المزاجية وتهدئة الأعصاب والتخفيف من الأعراض الجانبية.
تمارين الاسترخاء والتنفس العميق تقوم بشكل عام على تخفيف أعراض القلق والتوتر.
أن يقوم الشخص بالتعرف عن كثب على الأعراض التي ترافق القلق والتوتر ويتأكد أن مشاعره وإحساسه طبيعي ولن يصل به الأمر إلى حد الجنون.
يجب الحرص على النوم لعدد ساعات كافي وبطريقة مريحة للشخص، لأن قلة النوم تعمل على زيادة القلق والتوتر وتجعل الأعراض التي تصاحب نوبة الهلع أكثر سوءاً.
تختلف مدة الشفاء من نوبة الهلع من شخص إلى آخر ولكن في أغلب الأحيان يستغرق الشخص من 20 إلى 30 دقيقة لكي يعود إلى حالته الطبيعية.
تم ملاحظة تمكن الأشخاص من التعافي خلال عدة دقائق بينما البعض الآخر يستغرق بضع ساعات ويبدو عليهم الإرهاق والتعب بعد انتهاء نوبة الهلع.
القهوة يكون لها تأثير كبير في زيادة أعراض نوبة الهلع لاحتوائها على الكافيين.
الإفراط في شرب القهوة يعمل على زيادة نسبة الكورتيزول مما ينتج عنه تعب وإجهاد وهذا بالطبع يعمل على تفاقم القلق والتوتر لدى الشخص الذي يعاني من نوبة هلع.
عدم علاج نوبات الهلع المتكررة لدى الشخص ينتج عنها بعض المضاعفات التي تتسبب في عيش حالة دائمة من الخوف وإفساد حياته مثل: