سرطان الرحم هو نوع من أنواع السرطان التي تصيب النساء، ويعتبر سرطان عنق الرحم واحدًا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم وقد يتساءل البعض عما إذا كانت الفتيات العذراء يمكن أن تصاب بهذا النوع من السرطان أم لا وهو ما سوف نتعرض له في هذا المقال سنتناول الأعراض المرتبطة بهذا المرض وكيفية التعرف عليه والعلاقة بينه وبين الورم الليفي.
على الرغم من أن سرطان عنق الرحم عادة ما يكون مرتبطًا بالفتيات اللائي لديهن تاريخ جنسي، إلا أن البنات العذراء لسن محصنات ضد الإصابة به حيث أن العامل الرئيسي المسبب لسرطان عنق الرحم هو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، ويمكن أن ينتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي وأيضًا عن طريق الاتصال الجلدي بين المناطق التناسلية ولذلك، يعتبر الفتيات العذراوات معرضات للإصابة بهذا النوع من السرطان.
هناك عدة علامات وأعراض يمكن أن تشير إلى وجود سرطان عنق الرحم، وفي بعض الحالات قد لا تظهر هذه الأعراض حتى يصل المرض إلى مراحل متقدمة من بين هذه الأعراض:
الورم الليفي هو نوع آخر من الأورام التي قد تصيب الرحم، وهو نمو غير سرطاني يتكون من النسيج العضلي للرحم تعتبر الأورام الليفية شائعة جدًا بين النساء وقد تصيب العذراء أيضًا فلا يوجد سبب معروف لتطور الأورام الليفية، ولكن يعتقد أن الهرمونات الأنثوية، مثل الاستروجين والبروجسترون، لها دور في تطورها بدرجة كبيرة.
وكما بينا أن الورم الليفي هو نمو غير سرطاني يتكون بشكل كبير في جدار الرحم ويمكن أن يصيب النساء في سن الإنجاب وعلى الرغم من أن الورم الليفي ليس مرتبطًا بسرطان الرحم، إلا أنه يمكن أن يتسبب في بعض المضاعفات والأعراض المزعجة كما يمكن أن يصيب الورم الليفي الفتيات العذراء والنساء اللائي لديهن تاريخ جنسي على حد سواء يمكن أن يصيب الورم الليفي النساء في جميع مراحل الحياة ولا يعتمد على الحالة الجنسية للمرأة.
في المراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم، قد لا تظهر أي أعراض واضحة لذلك، من الأهمية بمكان إجراء فحص العنقود (Pap smear) بشكل منتظم للكشف المبكر عن تغيرات خلوية غير طبيعية قد تشير إلى وجود سرطان عنق الرحم حيث يعتبر فحص العنقود أحد أفضل الطرق للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم ومنع تطوره إلى مراحل متقدمة وتتمثل تلك الأعراض فيما يلي:
إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والكشف المبكر عن المرض والبدء في إجراءات علاجه في أقرب وقت ممكن.
هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، في كافة المراحل العمرية التي تمر بها المرأة منذُ سن البلوغ والتي نذكر منها ما يلي:
وعليه فيعتبر الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم مهم جدًا لزيادة فرص الشفاء من المرض وتجنب تطوره حيث يمكن للفحص الدوري والتطعيم ضد فيروس HPV أن يلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من سرطان عنق الرحم والحد من انتشاره وعليه فمن الأفضل دائمًا استشارة الطبيب حول أي مخاوف أو أعراض قد تكون مرتبطة بسرطان عنق الرحم.
لابد من أن نعرف بأنه هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها للوقاية من سرطان عنق الرحم وتقليل خطر الإصابة به بالنسبة للعديد من النساء في كافة المراحل المختلفة وفيما يلي نذكر لكم أبرز الأنواع والأمور التي من الممكن أن تمر بها:
التطعيم ضد فيروس HPV: يُعتبر التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري واحدًا من أفضل الطرق للوقاية من سرطان عنق الرحم. يُفضل تلقي التطعيم للفتيات والشباب في سن مبكرة قبل بدء النشاط الجنسي.
إجراء فحص باب اسمير: يُعتبر فحص باب اسمير من الفحوصات الهامة التي تساعد في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم وتحديد المراحل المبكرة من المرض يُفضل إجراء الفحص بشكل دوري وفقًا لتوجيهات الطبيب.
التوقف عن التدخين: يُعتبر التوقف عن التدخين واحدًا من أفضل الطرق للوقاية من مختلف أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان عنق الرحم.
تجنب العلاقات الجنسية المتعددة: تزيد العلاقات الجنسية المتعددة من خطر الإصابة بفيروس HPV وبالتالي سرطان عنق الرحم وعليه فيفضل الحد من عدد الشركاء الجنسيين واستخدام الواقي الذكري للوقاية من انتقال الفيروسات المنقولة جنسيًا.
الحفاظ على صحة المناعة: يساعد الحفاظ على صحة المناعة واتباع نمط حياة صحي في تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم حيث يمكن تحسين المناعة من خلال التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام والتعامل مع الضغوط النفسية والحصول على قسط كاف من النوم.
وفي الختام، سرطان عنق الرحم هو نوع من أنواع السرطان التي يمكن أن تصيب النساء بغض النظر عن حالتهن الجنسية. يجب الانتباه لأعراض المرض المحتملة والتوجه للطبيب في حال ظهور أي منها. يمكن للكشف المبكر واتباع إجراءات الوقاية أن يساعد في الحد من انتشار هذا المرض وزيادة فرص الشفاء.
في حالة تشخيص سرطان عنق الرحم، يعتمد العلاج على عدة عوامل مثل مرحلة المرض، الصحة العامة للمريضة، وتفضيلاتها الشخصية قد تشمل خيارات العلاج ما يلي:
جراحة: حيث أنه قد تتضمن إزالة أو استئصال الورم السرطاني وجزء من الأنسجة المحيطة به فالجراحة قد تتنوع من إزالة عنق الرحم فقط إلى إزالة الرحم بأكمله والمبيض وأجزاء من الأنسجة المحيطة بها.
العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي الأشعة العالية الطاقة لقتل خلايا السرطان فقد يتم استخدام الإشعاع من الخارج (علاج الإشعاع الخارجي) أو من الداخل (علاج الإشعاع الداخلي) أو كجزء من العلاج المشترك مع الجراحة.
العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي مواد كيميائية لقتل خلايا السرطان قد يتم استخدام العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليل حجم الورم أو بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية قد تكون متبقية.
العلاج المناعي: يهدف العلاج المناعي إلى تعزيز القدرة الطبيعية لجهاز المناعة لمكافحة السرطان يمكن استخدام العلاج المناعي لعلاج سرطان عنق الرحم في مراحل متقدمة من المرض.
حيث أنه يتم تحديد أفضل خيارات العلاج بالنظر إلى العوامل الفردية لكل مريضة واحتياجاتها الطبية والنفسية وعليه فأنه من الهام جدا التواصل مع الطبيب وفريق الرعاية الصحية لضمانة فهم الخيارات المتاحة واتخاذ قرارات مستنيرة حول خطة العلاج.
تشخيص سرطان عنق الرحم قد يكون محط توتر وقلق كبير بالنسبة للمرأة وأسرتها والعيش مع سرطان عنق الرحم يتطلب التكيف مع التغيرات في الجسم والعلاقات الاجتماعية والنفسية بدرجة كبيرة وفيما يلي إليك بعض النصائح التي قد تساعد في التعامل مع التشخيص والعلاج:
إن سرطان عنق الرحم هو مرض خطير يمكن أن يصيب النساء بغض النظر عن حالتهن الجنسية وعليه فإنه من المهم التعرف على الأعراض والعوامل المساهمة في الإصابة بهذا النوع من السرطان من الأمور التي تساعد بشكل كبير في الكشف المبكر والحفاظ على صحة المرأة والوقاية من سرطان عنق الرحم كما سبق وذكرنا تشمل التطعيم ضد فيروس HPV، وإجراء فحص باب اسمير بانتظام، والتوقف عن التدخين والحفاظ على نظام مناعي قوي بالإضافة إلى ذلك، يعتمد علاج سرطان عنق الرحم على عدة عوامل، بما في ذلك مرحلة المرض والصحة العامة للمريضة.
كما أن العيش مع سرطان عنق الرحم يتطلب تكيفًا مع التغيرات البدنية والعقلية، ويمكن للدعم النفسي والاجتماعي أن يساعد في التعامل مع التحديات المرتبطة بهذا المرض، وعليه فأنه يجب على النساء الانتباه لأعراض سرطان عنق الرحم والتوجه إلى الطبيب عند ظهور أي منها كما يمكن للكشف المبكر واتباع إجراءات الوقاية أن يساعد في الحد من انتشار هذا المرض وزيادة فرص الشفاء وتذكري دائمًا أن العناية بصحتك والوقاية هي السبيل الأمثل للحفاظ على حياة سليمة وآمنة.