هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاث أيام، يتمنى العديد من المسلمين أن يتجهوا إلى زيارة بيت الله الحرام في أقرب وقت ممكن، ومن المهم أن نعرف جميع الشروط والحالات المختلفة بخصوص رؤية الإحرام من مكة وخاصة لغير المقيمين بالإضافة إلى العديد من المعلومات المميزة والمفيدة التي سوف نمدكم بها بالتفصيل في المقال التالي، أملين أن نجيب عن جميع تساؤلاتكم بالتفصيل في هذا المقال وفي مقالات وموضوعات أخرى فتابعونا كي يصلكم كل جديد.
هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاث أيام
هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاث أيام
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل أمريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما. والإحرام يتعلق بنية المسلم بحيث يجوز للمسلم الإحرام من مكة وذلك إذا كان قد نوى العمرة بعد وصوله إليها، أما إن كان المعتمر قد نوى العمرة قبل السفر من بلده الأصلي ولا يجوز له الإحرام منها، ويحرم من الميقات الخاص بالناحية التي أتى منها، وعليه فإنه إذا قصد المسلم مكة بعمل أو غيره وأقام فيها أو لم يقم ثم اعتمر، فإن كان قد نوى العمرة قبل وصوله إلى مكة ويكون سفره إلى مكة من أجل العمل أو الزيارة والعمرة فعليه أن يحرم من الميقات وبعد ذلك من الممكن أن يكمل عمله في مكة ثم في النهاية يعتمر، وأما من قصد مكة دون نية للعمرة ثم بعد ذلك نوى أن يعتمر، فإنه لا يحرم من الميقات بل يحرم من مكان ما في مكة، وقد قال رسولنا الكريم في ذلك لرجلًا قدم له وسأله من أين تأمرنا أن نهل يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم (وَقَّتَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، فَهُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِ أهْلِهِنَّ لِمَن كانَ يُرِيدُ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فمَن كانَ دُونَهُنَّ، فَمُهَلُّهُ مِن أهْلِهِ، وكَذاكَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْها).
الإحرام
إن الحج هو أحد أركان الإسلام الخمس التي ذكرها لنا رسولنا الكريم (بُنِي الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، وصومِ رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا)، والحج مفروض على جميع المسلمين القادرين من رجال ونساء بالغين يمتلكون مقدرة جسمانية وصحية ومادية. والأحرام في الإسلام يعتمد بشكل كبير على النية في الدخول للنسك مقروناً بعمل من أعمال الحج كالتلبية أوالتجرد، ويخطئ كثير من الناس حيث يعتقدون أن الإحرام هو التجرد من المخيط والمحيط وهذا غير صحيح بل السنة أن يلبس الرجل إزار في وسطه ورداء على كتفيه في حين أن المرأة تلبس ملابسها العادية وتكشف وجهها وكفيها ومن السنة في الإحرام أيضًا التطيب للرجال وللنساء.
وقواعد الإحرام والتطهر له واحدة بالنسبة للرجال والنساء باستثناء بعض الأمور فمثلًا لو كانت المرأة حائض أو نفسة فلابد من أن تستحم أو على الأقل تتوضأ، كما أن التهليل وترديد التلبية أمر ضروري وهي جملة (لَبّيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، حيث أن الفارق ما بين الرجل والمرأة في التلبية هي أن الرجل يرفع صوته في التلبية على عكس المرأة التي تسمع نفسها فقط، والإحرام يجب أن يكون عند الميقات وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجاوزوا الميقات إلا بإحرام.
مواقيت الإحرام
- حدد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس مواقيت مختلفة للإحرام عندها ونهانا عن غيرها وفيما يلي نذكر لكم مواقيت الإحرام تلك وهي كما يلي:
الميقات الأول ذو الحليفة : وهو موضع في الجنوب الغربي للمدينة، بينه وبين مسجد المدينة ثمانيةَ عشر كيلومترًا، وهذا مكِيقات أهل المدينة وكل من يمر به. الميقات الثاني ذات عرق : وهو موضِع في الشمال الشرقي لمكة، على بعد أربعة وتسعين كيلومترًا منها، وهذا مِيقات أهل العراق وكل من يمر به. الميقات الثالث الجحفة : وهي قرية في الشمال الغربي لمكة على بعد سبعة وثمانين ومائة كيلومتر منها، وكانت على ساحل البحر الأحمر الشرقي، ولكنها اندثرت الآن وذهبت معالمها، وهي ميقات لأهل مصر والشام ومن يمر عليها، والناس يحرمون الآن من مدينة رابغ في شمالها احتياطًا. الميقات الرابع قرن المنازل : وهو جبل شرقي مكة على بعد أربعة وتسعين كيلو مترًا منها، وهو ميقات أهل نجد ومن سلك طريقهم. الميقات الخامس يلملم : وهو جبل جنوب مكة، على بعد أربعة وتسعين كيلو مترًا منها، وهو لأهل اليمن ومن يسلك طريقهم وقد حدد النبي هذه المواقيت فيلزم التقيد بها ويجوز أن يحرم الرجل والمرأة قبل بلوغ الميقات.
ما هي خطوات الإحرام؟
لابد أن نعرف بأن الإحرام له ثلاث أركان لا يتم سوى من خلال أدائهم جميعًا وهم ( الإحرام – الطواف – السعي)، بالنسبة للإحرام فقد بينا فيما سبق ما هو وما الأماكن أو المواقيت التي يتم من خلالها فيما سبق وهي ( ذا الحليفة – الجحفة – قرن المنازل - يلملم – ذات عرق ) بعد ذلك فلابد من أن ينوي المسلم الدخول في النسك بقلبه وترديد عبارة (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) حتى يصل إلى الكعبة المشرفة ويقبل الحجر الأسود.
يسارع المسلم إلى بيت الله الحرام ويبدأ في الطواف لمدة سبعة أشواط مع استلام الحجر الأسود وتقبيله عند محاذاته أو الإشارة إليه وبعد انتهاء الطواف يصلي ركعتين خلف المقام ويقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة الكافرون في الركعة الأولى والإخلاص في الركعة الثانية، وبعد ذلك يقوم المسلم بالسعي بين الصفا والمروة ويخرج قائلا (إن الصفا والمروة من شعائر الله) ثم يدعو ويكرر الذكر ثلاث مرات وبعد ذلك يمشي إلى المروة ويفعل عنده ما فعل عند الصفا، ويفعل ذلك سبع مرات، ذهابه شوط ورجوعه شوط.
عندما يتم المحرم أشواطه ويستكمل سعيه يقوم الرجل بحلق رأسه أم المرأة فتجمع شعرها وتقص منه قدر أنملة ومن سنن العمرة التي تكتب في ميزان حسنات المسلم نجد لدينا ما يلي:
- الغسل
- التطيب (قبل الإحرام)
- لبس إزار ورداء أبيضين
- التلبية والذكر عند الإحرام
- الإحرام بعد ركعتي فريضة أو سنة وضوء ونحوه.
- الرمل في الأشواط الثلاث الأولى للذكر، أي الإسراع
- في المشي مع تقارب الخطى.
- استلام الركن اليماني.
- تقبيل الحجر الأسود أو الإشارة واستلامه باليد اليمنى.
- الدعاء على الصفا والمروة.
هل يجوز الإحرام من مكة لغير أهلها
القاعدة العامة في الإحرام هي أن يحرم الشخص من أقرب ميقات له أثناء مروره عليه، إذا كل من هم ليسوا من أهل مكة ومر بها ويريد أداء الفريضة فإنه من الممكن أن يحرم منها وذلك لكونها تعتبر داخل الميقات، وحكمهم هو حكم ممن هم دون المواقيت، يحرمون من حيث أنشأوا النية.
ولابد أن نعلم أنه لا بأس بدخول مكة دون إحرام فهذا جائز، إذ قد يضطر المرء إلى زيارة عاجلة، أو يتجه من بلدان الخليج إلى جدة مباشرة، فيحرم من جدة، ومثله لا يوجه له أسئلة مثل لماذا لا تحرم من الميقات؟ أو لماذا لم تدخل مكة بالإحرام، فهو في الأصل لم يذهب لحج ولا لعمرة.
وعليه فإن من خرج من بيته ناوياً أداء الحج أو العمرة فعليه أن يحرم من ميقاته، فإذا دخل مكة المكرمة دون أن يحرم من الميقات، وجب عليه أن يرجع إليه ليحرم منه، ثم يدخل مكة المكرمة مرة أخرى لأداء المناسك الخاصة بالحج أو العمرة، ويلزمه الخروج إلى الحل للإحرام بالعمرة وهو منطقة التنعيم.
هل يجوز لأهل مكة الإحرام من بيوتهم
يتساءل العديد من الأشخاص حول الإحرام لأهل مكة ترى من أين يمكن أن يكون خاصة أنهم في أرض الحرم ولم يترك لنا رسولنا الكريم أي تساؤل أو أمر ولم يفتى فيه إذا فإن أهل مكة من الجائز لهم أن يحرموا من بيوتهم والدليل على ذلك ما ورد علة رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- أمر الصحابة -رضي الله عنهم- بالإحرام للحج من مكة، وقال في ذلك بما ورد في الصحيح عنه (ومَن كانَ دُونَ ذلكَ، فَمِنْ حَيْثُ أنْشَأَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِن مَكَّةَ).
وعليه فإن ميقات أهل مكة هو بيوتهم أو المسجد الحرام ذاته إن شاؤوا إلا العمرة فإن عليهم أن يخرجوا إلى الحل ويحرموا منه وهو ما تساءلت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها وأمرها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ليجمعوا بين الحل والرم ومن الحل التنعيم وعرفه للناس في وقتها وهو ما نسير عليه إلى وقتنا الحالي.
من أين احرم وأنا في مكه؟
يزور العديد من الأشخاص مكة بهدف التجارة والزيارة للأقارب والأحباب والسياحة والعديد من الأغراض الأخرى وأثناء ذلك من الممكن أن يدخل وقت الأحرام فعليه أن يحرم من مكة ذاتها وهو من غير أهلها وهذا في أمر الحج بينما في العمرة فإنه يخرج إلى الحل هذا إذا أراد عمرة وهو في مكة فعليه أن يخرج إلى الحل ويحرم من الحل وذلك كما تقدم من حديث السيدة عائشة ضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمرها إذا أرادت العمرة أن تخرج إلى الحل وقتها خرجت رضوان الله عليها وكان معها أخوها عبد الرحمن وأحرمت من التنعيم، كان خارج الحرم وقتها ومن يومها والناس يطلقون عليه مسجد السيدة عائشة رضى الله عنها.
من أين يحرم من أراد عمرة ثانية
عندما يذهب المرأ إلى بيت الله الحرام فإنه يشعر بالألفة الكبيرة ويأبى الرحيل لأنه في المكان الأقرب لقلوب المسلمين ومصدر راحة الشخص وسعادة قلبه بدرجة كبيرة، وفي بعض الأحيان على الرغم من قيامهم بأداء مناسك العمرة والانتهاء منها إلا أنه يرغب بشكل كبير في أن يكرر العمرة مرة أخرى وهو ما يدفع الكثيرين للتساؤل حول مدى إمكانية حدوث ذلك.
في الحقيقة لا يوجد أي مانع شرعي من أن يقوم المسلم بأداء العمرة للمرة الثانية، كذلك فلا مانع أن يتم ذلك في ذات السفرة بل أن هذا الأمر مستحب لمن استطاع ومن الممكن أن يدخل في ذلك المتمتع قبل أن يحرم بالحج، والإحرام بالعمرة الثانية يكون بالخروج في كل مرة إلى أدنى الحل (التنعيم أو ما سبق وأوردناه مسجد السيدة عائشة رضوان الله عليها) فيتم الإحرام منه في العمرة ولا يشترط بعد ذلك الرجوع إلى الميقات أو إلى أبيار علي ولكن ذلك بشرط أن يتم تكرر العمرة للمفرد والقارن إنما يكون بعد فراغهما من جميع مناسك الحج.
هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة
يتساءل العديد من المعتمرين والحجاج إلى بيت الله الحرام حول ما إذا كان من الجائز الإحرام من الفندق الذي ينزلون فيه خلال وقت أداء العبادة أم لا، وفي الحقيقة فإن مسألة الإحرام وأداء الفريضة بأكملها من الأمور المميزة ذات القدسية الشديدة كما أنها تتميز بالكثير من الشروط المهمة والأساسية التي من شأنها التأكيد على أهميتها والالتزام بها بشكل كبير.
ومن أهم الأمور التي يتساءل عنها المعتمرين والحجاج هو هل يجوز الاغتسال في الفندق قبل الميقات أم لا والإجابة على هذا السؤال تتمثل في نعم الغسل واجب مستحب والغسل في الفندق كافي والحمد لله، كما أنه مستحب في الحج والعمرة قبل الإحرام وإذا تيسر ذلك وليس بلازم على الجميع القيام به.
هل يجوز المبيت في مكة قبل العمرة
إذا تحدثنا عن الحلال والحرام فإننا هنا لابد من أن نعرف أمر مهم جدًا ألا وهو أن ديننا هو دين يسر وليس دين عسر، وهذا يؤكد على وجود الكثير من الأمور التي يبيحها ديننا الإسلام من أجل أن يخفف عن الناس الكثير من المتاعب والأمور المرهقة التي تحدث معهم وعليه فإنه وفيما يخص المبيت في مكة قبل العمرة، فإن هذا الأمر يتعلق بشقين أساسيين الشق الأول ما ورد في السنة والشق الثاني ما أجازه ديننا الحنيف.
أما بخصوص ما ورد في السنة فإن المحرم عندما يقدم إلى مكة حاجًا أو معتمرًا فعليه أن يبدأ أولًا في الذهاب إلى الطواف ومن ثم من الممكن أن يذهب إلى أي مكان أخر، فعن السيدة عائشة رضوان الله عليها (أن أول شيء بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم إلى مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت)، كما قال النووي رحمه الله (حَدِيثُ عَائِشَةَ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ، قَالَ أَصْحَابُنَا : فَإِذَا فَرَغَ مِنْ أَوَّلِ دُخُولِهِ مَكَّةَ أَنْ لَا يُعَرِّجَ عَلَى اسْتِئْجَارِ مَنْزِلٍ وَحَطِّ قُمَاشٍ وَتَغْيِيرِ ثِيَابِهِ وَلَا شَيْءَ آخَرَ غَيْرَ الطَّوَافِ , بَلْ يَقِفُ بَعْضُ الرُّفْقَةِ عِنْدَ مَتَاعِهِمْ وَرَوَاحِلِهِمْ حَتَّى يَطُوفُوا ، ثُمَّ يَرْجِعُوا إلَى رَوَاحِلِهِمْ وَمَتَاعِهِمْ وَاسْتِئْجَارِ الْمَنْزِلِ)، هذا فيما يخص اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أي أنه من الأفضل عندما يصل المسلم إلى بيت الله الحرام أن يبادر إلى أداء المناسك وبيدأ بالعمرة قبل أن يذهب إلى بيته ويبدأ بالعمرة لأنها هي المقصودة.
أما الشق الأخر وهو ما يجوز القيام به، أنه إذا ما كان الإنسان متعب ومرهق من سفر طويل فلا حرج عليه أن يذهب ويستريح وينام في بيته ومن ثم يذهب لأداء مناسك الإحرام وتعد عمرته تامة ولا نقص فيها على الإطلاق.
حكم تجاوز الميقات في الحج والعمرة
لابد أن نعلم جيدًا أنه لا يجوز للمسلم إذا أراد الحج أو العمرة أن يتجاوز الميقات الذي يمر به إلا بإحرام، وإذا ما حدث وتجاوزه دون إحرام فيلزم عليه أن يعود له ويحرم منه، فإن تركه وأحرم من مكان أخر بالقرب منه وكانت نيته الحج أو العمرة فيكون عليه دم أي أن عليه أن يقوم بالذبح في مكة والتوزيع على الفقراء وذلك لكونه ترك واجبًا وهو الإحرام من الميقات الشرعي.
في حين أنه إذا كان المرور بالميقات ولم يرد حج أو عمرة وإنما أراد حاجة أخرى بمكة كزيارة الأقارب أو الأصدقاء أو إنجاز أعمال خاصة به فيجوز له المرور دون إحرام وتجاوز الميقات ولكن إذا أراد بعد ذلك الحج أو العمرة فيجب عليه أن يحرم من المكان الذي تجددت فيه النية والحجة في ذلك ما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (وقت النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن، ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمهله من أهله حتى أهل مكة يهلون من مكة).
الحكمة من مشروعية الإحرام
إن مشروعية الإحرام تتضح وتتجلى في إظاهر تذلل العبد لربه وذلك من خلال إظاهر الشعث وترك الرفث ومنع أسباب الزينة المختلفة والإحرام واحد من مبادئ النسك والعبادة فهو بالنسبة للحج والعمرة مثل تكبيرة الإحرام للصلاة ويحرم بعدها ما كان مباحًا قبلها، فكذلك المحرم يترك بعد الإحرام ما كان مباحًا من قبله.
ويعد الإحرام من المواقيت فيه الكثير من الشرف للبيت وفضله، حيث أن البيت الحرام أمن وقوة محددة في مواقيته المعروفة والمثبتة لكل مسلم ينوي الحج، فلا يدخل من أراد النسكل إلى الحرم إلا إذا كان على وصف معين ونية معينة وذلك تعظيمًا لله وتكريمًا وتشريفًا لبيته وحرمه.
هل يجوز الذهاب إلى مكه دون محرم؟
القاعدة العامة في الإسلام كانت منذُ القدم هي الذهاب إلى مكة مع محرم، وذلك لأن القاعدة العامة في السفر والذهاب إلى مكة على وجه التحديد تتركز في سفر المرأة برفقة رجل لأنه لا يعلم أحد ظروف السفر وما يمكن أن يطرأ على المسافرة من أمور تحتاج فيها إلى وجود رجل برفقتها، الأمر الذي من شأنه إجبارها على وجود رجل يحميها ويتولى شؤونها خلال السفر يطلق عليه المحرم، أو أن تسافر برفقة عصبة كبيرة من النساء وهذا الشخص أو هذه العصبة وجوده أو وجودهم ضروري لأن ظروف السفر وقتها كانت صعبة وفيها الكثير من المشكلات.
ولكن في العصر الحديث لم تعد الأمور مثل ما كانت عليه بأي حال من الأحوال، فقد أصبح الأمر منظم بشكل أكبر بالإضافة إلى سهولة السفر والتنقل، كما أنها أصبحت بشكل كبير من الممكن لها أن تذهب إلى الحج دون محرم ولكن مع عصبة من النساء تتمثل أعمارهم ما بين 18 إلى 65 عام.