من شروط الزكاة، نعلم جيداً أن الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة وتحديداً الركن الثالث، ولأهمية هذا الأمر نتطرق في ذلك المقال بالحديث عن الزكاة وشروطها وأحكامها التي نصت عليها الشريعة الإسلامية، فيمكنكم متابعة القراءة معنا لمعرفة المزيد.
من شروط الزكاة
من شروط الزكاة
الزكاة هي الركن الثالث في الإسلام الذي شرعه الله وهي مبلغ من المال يتم تقديره وفقًا لضوابط معينة وإخراجه، ولكي تجب وتصح الزكاة لابد من توافر مجموعة من الشروط وهي:
- البلوغ: فلا تشترط الزكاة على غلام أو صبي ما لم يبلغ سن البلوغ.
- العقل: الزكاة لا تجب على من ذهب وفقد عقله.
- بلوغ النصاب: الزكاة من الذهب تُقدر بعشرين مثقال، ومن الغنم تبدأ بأربعين غنمه، وفي الإبل خمسة، أم البقر فثلاثين، وبالنسبة للثمار أو الزرع فتُقدر بخمسة أوسق.
- النية: يُشترط في الزكاة النية وذلك للتفريق بينها وبين الصدقة.
- الإسلام: لا تجب الزكاة إلا على المسلم البالغ.
- الحرية: فالزكاة لا تجب على العبد وإنما فقد على المرء الحر.
- الاستقلال في المِلك: سواء كان هذا الملك أصل أو حيازة، فلا زكاة عن مال عام مثل الزرع الذي ينبت في أرض لا يمتلكها المرء، بمعني أن يجب أن يكون المال ملك وله حرية التصرف فيه.
- نماء المال: أي الذهب، الفضة، التجارة، الزرع، والنقود الورقية.
- خلو المال من الدين: فالزكاة تسقط إذا كان على صاحب المال دين.
- الزيادة عن الحاجة الأساسية: يجب أن يكون مال الزكاة زيادة عن حاجته لسواء لمسكن أو مأكل أو مشرب.
- الحول: ويعني أن يمر على النصاب الذي يمتلكه المسلم عام هجري كامل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول".
ما هي أنواع الذكاة؟
للزكاة أنواع كثيرة يجب على المسلم إخراج، وهي:
زكاة بهيمة الأنعام:
زكاة بهمية الأنعام يجب أن تستوفي الشروط التالية:
- أن تبلغ الأنعام النصاب.
- أن تكون تربية الأنعام من أجل الاستفادة بلحومها وألبانها فلا تكون من أجل العمل سواء في الحرث أو ري الأرض أو نقل الأمتعة.
- يمر على الأنعام حول كامل أي عام هجري.
- يقول الرسول صلي الله عليه وسلم أن تكون الأنعام سائمة وتعني أن يكون غذائها من نبات الأرض.
زكاة الذهب والفضة:
زكاة الذهب والفضة أحد أنواع الزكاة بشرطي النصاب والحول والتمليك، وتُقدر ب 2.5% من وزن الذهب والفضة، وقد جاء ذكرها في قول الله تعالى في سورة التوبة: "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ"
زكاة التجارة:
زكاة التجارة هي المال الذي يجب إخراج عنه عروض ونشاط التجارة ومن المهم أن ينطبق عليه شرطي النصاب والحول، ويبلغ 595 جرام من الفضة و85 من الذهب.
زكاة الفطر:
وهي الزكاة التي يتم إخراجها قبل صلاة عيد الفطر وتجب على كل مسلم، وجاء ذكرها في قول الله تعالي في سورة البقرة "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"
زكاة ما يخرج من الأرض:
وهي زكاة الزرع والثمار ولكي يجب أن ينطبق عليها الشروط بأن تكون خارجة من صاحب الملك، وأن تكون بالغة للنصاب ومقدارها لا يقل عن خمسة أوسق أي ما يعادل (612) كيلو غرام تقريبًا.
وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا [ عَثَرِيًّا: ما يُشْرب من غير سَقْي إما بعروقه أو بواسطة المطر والسيول والأنهار] الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْح [ سُقِي بالنضح: أي بنَضْح الماء والتَّكَلُّف في استخراجه]ِ نِصْفُ الْعُشْرِ» (رواه البخاري).
أحكام الذكاة
تنص أحكام الذكاة في الشريعة الإسلامية على التالي:
- الزكاة ركن كن أركان الإسلام وحق على المسلم الراشد.
- الزكاة ليست متعلقة بالذمة وإنما بالمال.
- يجب مرور عام هجري على الزكاة قبل إخراجها وهو ما يُعرف بالحول.
- إخراج الزكاة للمستحقين والذين حددهم الله في سورة التوبة الآية 60.
- سداد الدين قبل إخراج الزكاة.
شروط وجوب الزكاة
تحدثنا سابقًا عن شروط الزكاة بشكل مفصل، ومن الجدير بالذكر التوضيح على من تجب الزكاة؟
فالزكاة واجبة على المسلم الذي تتوافر فيه الشروط السابقة وهي أنه يكون مسلم، عاقل، بالغ، لديه أصول تجاوزت حد النصاب، ومن تنطبق عليه هذه الشروط ويمنع خروج الزكاة أو ينكرها فقد اجتمع العلماء وأهل الدين على كفره والعياذ بالله.
وكان كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه خير الشاهدين على هذا الحكم، فقد ذكر أنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع البعض من المسلمين عن إخراج الزكاة، وكان قول أبو بكر عليهم:
"والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها”. قال عمر: “فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق"، رواه البخاري عن أبي هريرة.
المستحقون للزكاة
ذكر الله عز وجل المستحقون للزكاة في قوله تعالى في سورة التوبة "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"، ويمكن توضيح تلك الفئات فيما يلي:
- الفقراء الذي لا يمتلكون قوت يكفي معيشتهم لمدة نصف عام.
- المساكين وهم أقل حاجة من الفقراء، فهم يمتلكون قدر قليل من المال.
- العاملون عليها وهم الأشخاص المسؤولين عن جمع أموال الزكاة من الجهات المختصة.
- المؤلفة قلوبهم وهم الذين بحاجة لرقة قلبهم تجاه الإسلام.
- الرقاب والعبيد الذين يقعون كأسرى للكفار.
- الغارمون الذين تتراكم عليهم الديون ولا يقدرون على سدادها.
- الخارجون للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله والإسلام.
- ابن السبيل وهو من هجر بلده وخسر قوته وكان على سفر، فيجب إعطائه الزكاة حتى يعود لموطنه من جديد.
الحكمة من الزكاة
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد شرعها الله من أجل تطهير النفس والتجرد من الصفات الغير حميدة مثل البخل والشح، كما أنها وسيلة لمساعدة المحتاجين والفقراء، وهناك حكمة بالغة من الزكاة، فهي تساعد في تكوين مجتمع إسلامي قائم على التعاون والمسارعة في عمل الخير، وتعلم الجود والعطاء والإحسان للغير.