من خلفاء عصر الضعف والانحسار

اضيفت بواسطة : Habiba Gamal | نشرت بتاريخ : 21 فبراير 2023 | المُدقق اللغوي : Habiba Gamal | آخر تحديث : 21 فبراير 2023
من خلفاء عصر الضعف والانحسار، إنه العصر الذي لا يحب أي شخص الحديث عنه، العصر الذي سقطت فيه واحدة من أقوى وأهم الدول التي عرفها العالم القديم بجميع ثقافاته، وهو العصر الذي سقطت فيه ولم يعد لها أي وجود على الخريطة بأي حال من الأحوال، في المقال التالي سوف نتحدث بالتفصيل عن هذا العصر والتأثير الذي خلفه ضعف وخيبة العديد من الحكام الذين ساهموا في زوال الدولة العباسية في وقت من الأوقات فتابعونا كي تتعرفوا على العديد من المعلومات المهمة والشيقة بخصوص هذا الأمر.

ماذا يطلق على العصر العباسي الثاني؟ ماذا يطلق على العصر العباسي الثاني؟

من خلفاء عصر الضعف والانحسار

لكل دولة في العالم قوتها ومكانتها المحفوظة والتي لا مثيل لها على الإطلاق، وفي الحقيقة فإن الدولة العباسية كانت من الدولة التي كتب لها تاريخ من ذهب وملك كبير على العديد من الدول والبلدان في العالم أجمع ولقد شهد عام 132 هـ/750 م، ميلاد تأسيس الدولة العباسية والتي استمرت أكثر من خمسة قرون متواصلة بعد دعوتها لسحب السلطة من الدولة الأموية وتسلم الخلافة بعدها، وهو ما جعلها تستمر بشكل كبير إلى أن قضى عليها المغول عام 656 هـ/1258 مـ، وتعد هذه هي أطول مدة حكم عرفها نظام الخلافة الإسلامية ولكن ومع الأسف الشديد فقد انهارت في لمح البصر كأن  لم تحكن في يوم من الأيام.

وقد قام العديد من المؤرخين بتقسيم الدولة العباسية إلى ثلاثة عصور مختلفة وكان ذلك قبل أن تشهد الدولة العباية وانهيارها الذي أتى على يد هولاكو زعيم المغول والذي مارس في الدولة وقتها العديد من أعمال النهب والسرقة التي لم يكن لها أول من أخر والتي أدت إلى دمار كبير طال جميع الأماكن وكانت تلك النهاية التي لم يكن منها أية قوامة ومن أبرز التقسيمات التي كام بها المؤرخون كان فصل العصور التي قامت فيها الدولة العباسية إلى ثلاثة عصور يتمثلون في العصر العباسي الأول - العصر العباسي الثاني - العصر العباسي الثالث، ومن المهم جدًا أن نؤكد على أن هذا العصر أي العصر العباسي الثاني كان من أبهى وأزهى العصور على الدولة العباسية ومصدر تقدمها وفخرها على مر السنين.

وعلى الرغم من كل الكبر والنجاح الذي وصلت له الدولة العباسية في يوم من الأيام إلا أنها انهارت بشكل كبير ولم يكن المغول إلا مجرد سبب لا أكثر ولا أقل، ولكن السبب الحقيقي في وصولها إلى هذه المرحلة المؤسفة من الدمار كان الخلفاء والذين لم ينساهم التاريخ إلى يومنا الحالي بل واطلق على عصرهم الذي تولوا فيه الحكم أسم عصر الضعف والانحسار نظرًا للوضع المذري الذي وصلت إليه الدولة في هذا الوقت والدمار الذي طال جميع المجالات والأماكن الواقعة تحت سيادتها وفيما يلي سوف نقدم لكم أسماء خلفاء عصر الضعف والانحسار في الدولة العباسية والمسؤولين بشكل كبير عن انهيارها وهم كما يلي:

  • المتوكل بالله بن المعتصم.
  • محمد المنتصر بن جعفر “المنتصر بالله”.
  • أبو العباس أحمد بن محمد المعتصم “المستعين بالله”.
  • أبو عبد الله محمد بن جعفر المتوكل “المعتز بالله”.
  • محمد بن هارون “المهتدي بالله”.
  • أحمد بن جعفر المتوكل “المعتمد على الله”.
  • أحمد بن طلحة الموفق بن جعفر المتوكل “المعتضد بالله”.
  • علي بن أحمد المعتضد “المكتفي بالله”.
  • جعفر بن أحمد المعتضد “المقتدر بالله”.
  • محمد بن أحمد المعتضد “القاهر بالله”.
  • محمد بن جعفر المقتدر “الراضي بالله”.
  • ابراهيم بن جعفر المقتدر “المتقي لله”.
  • عبد الله بن على المكتفي “المستكفي بالله”.
  • الفضل بن جعفر المقتدر “المطيع لله”.
  • عبد الكريم بن الفضل المطيع “المطيع لله”.
  • أحمد بن إسحاق بن الخليفة المقتدر “القادر بالله”.
  • عبد الله بن أحمد القادر “القائم بأمر لله”.
  • عبد الله بن محمد بن عبد الله القائم بأمر الله “المقتدي بأمر لله”.
  • أبو العباس أحمد بن عبد الله المقتدي بالله “المستظهر بالله”.
  • الفضل بن أحمد المستظهر “المسترشد بالله”.
  • منصور بن الفضل المسترشد “الراشد بالله”.
  • أبو عبد الله محمد بن أحمد المستظهر بالله “المقتفي لأمر لله”.
  • يوسف بن محمد المقتفي لأمر لله “المستنجد بالله”.
  • الحسن أبو محمد بن يوسف المستنجد بالله “المستضيء بأمر لله”.
  • أحمد أبو العباس بن الحسن المستضيء بأمر لله “الناصر لدين لله”.
  • أبو النصر محمد بن أحمد الناصر لدين لله “الظاهر بأمر الله”.
  • منصور أبو جعفر بن الظاهر بأمر لله “المستنصر بالله”.
  • عبد الله أبو أحمد بن منصور المستنصر بأمر لله “المستعصم بالله”.

ماذا يطلق على العصر العباسي الثاني؟

يطلق على العصر العباسي الثاني (عصر نفوذ الأتراك) ويرجع ذلك إلى بروز العنصر التركي بشكل كبير والذي استأثر بشكل كبير بالمناصب الكبرى في الدولة العباسية وقتها الأمر الذي سيطر بشكل كبير على الإدارة والجيش وكان له تأثير كبير لا أول له من أخر على الدولة، وفي الحقيقة أن هذا الأمر كان له عظيم الأثر على دمار الدولة العباسية ويرجع ذلك إلى فرض السيطرة الذي مارسه الأتراك على الدولة وجميع أمورها والمناصب العليا فيها دون أدنى وجه حق أو استحقاق بأي حال من الأحوال.

كذلك فقد بدأ هذا العصر بخلافة المتوكل في سنة 232هـ/ 847م، وانتهى في 334هـ/ 946م، وكان ذلك في خلافة المستكفي بالله عبد الله بن المكتفي بن المعتضد وأطلق على هذا العصر نفوذ الأتراك بسبب بروز العنصر التركي في المجتمع الدولي بشكل كبير واستئثاره بالمناصب الكرى في الدولة العباسية بالإضافة إلى سيطرته الكبرى على الإدارة والجيش، وقد تمت الاستعانة بالأتراك وقتها المجلوبين من تركستان وبلاد ما وراء النهر والذي استعان بهم المأمون والمعتصم في العصر العباسي الأول، وكان هو العصر الذي برز فيه بوادر الضعف للدولة العباسية بأسرها وأستمر الضعف لسنوات وسنوات ونتج عن ذلك في النهاية انهيار الدولة بأسرها وسهل في التمكن منها والقضاء عليها.

حيث أن الخلافة العباسية تعد هي ثالث خلافة في التاريخ الإسلامي، وذلك بعد الخلافة الراشدة حيث أن الخلافة الأموية والتي ظهرت بشكل موسع عقب الانقلاب على بني أمية وإزاحتهم عن الحكم، والتي كان لها التأثير الكبير على العباسيين وفرض نفوذهم في البلاد بعد ذلك، حيث أنهم تمكنوا من نقل العاصمة الخاصة بهم من دمشق إلى الكوفة ثم إلى الأنبار وبعد وبعد ذلك تمكنوا من تشييد مدينة بغداد وذلك حتى تصبح فيما بعد عاصمة دولتهم التي استمرت لمدة خمسة قرون متواصلة وأصبحت بغداد هي عاصمة الأدب والعلوم في العالم كله ومنارة المسلمين الأولى حتى وصلت الدولة إلى مرحلة من الكبر وترامي الأطراف التي كان من الصعب عليهم السيطرة عليها بأي حال من الأحوال بسبب كبر حجمها والدول التي فرضت السيطرة عليها بشكل كامل.

وعلى الرغم من أن الأسرة العباسية امتلكت حيز كبير من السلطة والتقدم الذي لا مثيل له كما تميزت هذه الفترة بالتقدم العلمي والثقافي الكبير، وكذلك الإصلاح السياسي والديني الهام، إلا أنها كانت البداية التي شهدت العديد من الأمور المؤسفة والأحداث الخانقة للعديد من أفراد ومختلف فئات المجتمع وعلى الرغم من الأحداث البارزة والرئيسية لهذا عصر العباسي الثاني من حيث إدخال الورق، وتطوير العلوم البصرية، ورعاية العلماء الإسلاميين الرئيسيين إلا أن نهاية هذا العصر كانت بداية تمكن وتغلغل العديد من الأتراك إلى الحكم بشكل كبير الأمر الذي كان من شأنه التعجيل بنهاية الدولة بدرجة كبيرة.

متى ضعفت الدولة العباسية؟

لقد تأسست الدولة العباسية على يد رجال من سلالة العباس ابن عبد المطلب وهو أصغر أعمام رسول الله محمد بن عبد الله، واعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس وكانوا وقتها ناقمين على الأمويين حيث تم استبعادهم من المناصب المهمة والأساسية في البلاد بالإضافة إلى اختصاص العرب فقط دونًا عن غيرهم واستئثارهم بتلك المناصب، وقتها استمال العباسيون الشيعة وذلك بهدف المساعدة في زعزعة الدولة الأموية ونجحوا بالفعل في ذلك بكل سهولة ويسر وقامت الدولة العباسية.

وفي الحقيقة فقد اختلف العديد من المؤرخين في الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انهيار الدولة العباسية والتي تسببت بشكل كبير في ضعفها وانهيارها ولذلك لأنه ومع الأسف الشديد بدلًا من أن يكون السبب الأساسي في انهيار الدولة العباسية هو هجوم المغول عليها، إلا أن العديد من المؤرخين يؤكدون على أن السبب الرئيسي في انهيار الدولة العباسية كان أبناء الشعب ذاتهم وحكام البلاد بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى التي سنذكرها لكم بالتفصيل فيما يلي، وهو ما نذكره لكم فيما يلي، أبرز الأسباب التي أدت إلى ضعف الدولة العباسية بشكل كبير وأدت إلى انهيارها وهي ما يلي:

  • بروز حركات شعوبية ودينية مختلفة في هذا العصر، فقد أدت النزعة الشعوبية إلى تفضيل الشعوب غير العربية على العرب.
  • تكون فرق دينية متعددة عارضت الحكم العباسي، وكان محور الخلاف بين هذه الفرق وبين الحكام العباسيين هو الخلافة أو إمامة المسلمين، وكان لكل جماعة منهم مبادئها الخاصة ونظامها الخاص.
  • انقسام الشعب الواحد إلى فرق وطوائف وأحزاب مختلفة في الوقت ذاته ما جعل هناك سهولة كبيرة انهيار الدولة وتدخل العديد من الفئات الأخرى في الحكم.
  • توسع الخلاف السياسي بين بين كافة مواطني الدولة العباسية وبطريقة لا مثيل لها ما نتج عنه الكثير من الضعف والانحسار.
  • أصبحت جميع المجتمعات العباسية بمثابة ميادين تتصارع فيها العديد من الآراء وتتناقض في جميع الأمور.
  • تصدع الوحدة العقائدية التي هي أساس الوحدة السياسية ما ساهم في ضعف وانهيار الدولة بدرجة لا مثيل لها.
  • ناهيك عن اتساع رقعة الدولة العباسية بدرجة كبيرة وكبر المسافات المترامية بين أجزاء الدولة ما عمل على جعل فرض السيطرة عليها بالأمر الصعب، ناهيك عن صعوبة المواصلات وقتها الامر الذي ولاة تلك المناطق يتجاوزون في سلطاتهم إلى كبير ويستقلون بولاياتهم عن الدولة الأساسية.
  • كثرة الحركات الانفصالية عن الدولة العباسية مثل حركة الأدارسة وحركة الأغالبة والحركة الفاطمية في مصر بالطبع.
  • قدوم هولاكو خان والذي قام بنهب وحرق المدينة، وقتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة وأبناؤه، وقد انتقل من بقي على قيد الحياة من بني العباس إلى القاهرة بعد تدمير بغداد حيث أقاموا الخلافة مجددًا في سنة 1261م.
  • بعد غزو هولاكو خان أصبح الخليفة مجرد رمز لوحدة الدولة الإسلامية الدينية، ولكن في الواقع كان سلاطين المماليك هو الحكام الفعليين في البلاد.
  • ظلت الخلافة العباسية قائمة حتى سنة 1519م، عندما اجتاحت الجيوش العثمانية بلاد الشام ومصر، وفتحت مدنها وقلاعها، فتنازل آخر الخلفاء عن لقبه لسلطان آل عثمان، سليم الأول، فأصبح العثمانيون خلفاء المسلمين، ونقلوا مركز العاصمة من القاهرة إلى القسطنطينية.
نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صلة

أبرز ما يميز الشبكة العنكبوتية
من مراحل التمر
من صفات البشرة العادية لا تظهر عليها الإفرازات الدهنية
وجود الشخصيات والأحداث من العناصر الفنية للقصة
أحد مميزات الكتابة أنها
أي مما يأتي يساعد على حفظ التربة