تجد الكثير من الأشخاص يتحاورون مع بعضهم البعض في مواضيع مثمرة ومهمة ولكنهم يفتقدون لآداب الحوار ينتهي بهم الحال إلى الاختلاف والعصبية وعدم الوصول إلى نتائج إيجابية مرجوة من الأمر، لذا نحن في الفقرات التالية سوف نناقش هذا الموضوع بشيء من التفصيل وأهمية الحوار وآدابه المختلفة وأنواع الحوار في حياتنا.
من الآداب الواجب مراعاتها في الحوار
من الآداب الواجب مراعاتها في الحوار
- من أهم الآداب الواجب مراعاتها خلال إجراء حوار هو الجلوس أثناء الكلام.
- من الضروري تحري الصدق في الحديث.
- يجب الابتعاد عن التعالي والفوقية.
- الحرص على اختيار الوقت المناسب لإجراء الحوار.
- ضرورة الاعتراف بالخطأ.
- القيام بالتحدث بكلام طيب ولا يؤذي الآخرين.
- التحلي بالصبر والهدوء وعدم التعصب لرأي معين أو التعنت لفكرة محددة.
- الحوار الهادف يحتاج إلى أن يكون أطرافه على دراية كاملة بمحور الحديث الذي يتم طرحه.
- أطراف الحوار يكون لديهم القدرة على إقناع الغير والعمل بمبدأ اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية والاعتراف بالخطأ في حالة الوقوع به.
- التأدب في الحوار واختيار الكلمات المناسبة له والتي لا تعمل على خلق نزاع بين الأطراف المعنية بالحديث.
- أن يكون الأطراف المتحاورة لديها القدرة على التعبير عن أفكارها وآرائها.
- تواجد المرونة في الاستماع وتقبل الآراء المخالفة وعدم الإصرار على الرأي الفردي.
- ضرورة أن يكون هادف ويسعى من أجل الوصول إلى الصواب.
- الابتعاد عن التعصب والغضب والعنصرية.
- الانتباه للغة الجسد ونبرة الصوت خلال الحوار.
ما هو مفهوم الحوار؟
تم تعريف الحوار بأنه أحد النشاطات أو العمليات العقلية واللفظية التي يقوم بها مجموعة من الأشخاص لتقديم أفكار يؤمنون بها أو أدلة وبراهين تكشف عن وجهات نظرهم بالفعل، وتعمل على تبرير إيمانهم بكل ديمقراطية لغايات الوصول إلى الحق والصواب أو العثور على حل جذري من أجل مشكلة محددة.
الحوار يقصد بها في الاصطلاح أنه الحديث المتبادل بين أكثر من طرفين وأقلهم شخصين في العدد ويدور حول أمر ما أو مسألة بعينها، وتقوم بالبحث عن هذا الموضوع مع الارتكاز على مفهوم النقاش البناء ويحدث من خلال تبادل أطراف الحديث بين المتحاورين بالمعلومات والخبرة، ويهدف إلى الوصول إلى أفكار جديدة أو تحسين وتطوير فكرة قديمة وتبادل لمختلف الآراء.
يمثل الحوار الأسلوب الراقي في التواصل بين الأفراد ويحمل الكثير من حسن الخلق والصفات الحسنة التي يجب أن يتحلى بها كل شخص ويتمتع بها، ويعمل على تعليم الأطراف المتحاورة الصبر وحسن الاستماع.
ما أهمية الحوار في حياتنا؟
- يقوم الحوار بدور هام في إيصال الأفكار بين الأشخاص وتبادلها بطريقة جيدة.
- يعمل الحوار على تنمية تفكير الفرد وتعزيز شخصيته.
- الحوار يجعل الشخص قادر على استنباط الأفكار واستحداثها.
- الالتزام والمداومة على الحوار يؤدي إلى تنشيط ذهن الإنسان وتقويته.
- يساهم الحوار بشكل كبير على تخليص الأشخاص من الأفكار الغير صحيحة التي يقتنعون بها ويعتمدون عليها في الكثير من الأمور، فهو يفتح لهم الطريق نحو آفاق جديدة.
- الحوار يدفع المرء إلى الوصول إلى الحقيقة في نهاية الأمر من خلال البحث والتفكير.
عناصر الحوار
- وجود هدف للحوار: من الضروري أن يتواجد هدف يتم بناء الحوار من أجله ويتم المحافظة على الهدف الخاص أثناء الحوار مما يساعد بالطبع في فهم موضوع المناقشة وتعزيزه.
- الاستعداد العقلي والنفسي: وهي من أهم الخصائص التي يجب أن يتحلى بها أطراف الحوار قبل البدء فيه، حيث نجد أنه لابد من تطبيق حوار مفيد ومثمر يعتمد بشكل كبير على تواجد شخص تم تهيئته من الناحية العقلية والنفسية، وهذا يكون لد دور كبير في تعزيز استعداده للحوار وتفعيل الاستماع للآخرين وتقبل الرأي والرأي الآخر من أجل تحقيق الهدف الخاص بالحوار.
- تجنب إصدار الأحكام: وهي واحدة من الأمور التي يجب الابتعاد عنها حيث أن إصدار الأحكام المسبقة في حالة وجود خطأ في أطراف الحوار قد يؤدي إلى تحويل النقاش إلى مادة للجدل لا فائدة منها.
- تركيز الحوار مع الطرف الآخر: يجب أن يكون انتباه المحاور معتمداً على محاورة الطرف الآخر من الحوار ويجعل الحوار هادف ومثمر.
- تحديد الظروف المكانية والزمانية: هي من الأمور المهمة التي تؤدي إلى إنتاج حوار ذو أهمية كبيرة ويتم تحديدهم تبعاً لظروف كافة أطراف الحوار حتى يحصل على الهدف المرجو منه.
أنواع الحوار
يأتي تحت بند الحوار الكثير من الأنواع التي تختلف تبعاً للغرض من الحوار والموقف الذي يتم فيه وعلاقته أيضاً بأهداف المتحاورين وطبيعتهم:
- الحوار الإقناعي: نستنبط من اسمه المعنى والمضمون حيث يكون هذا النوع من الحوار هدفه الرئيسي هو التوصل لحل ما وتوضيح وقائع الحوار بطريقة أفضل، وقد يتضمن اختلاف في وجهات النظر بالطبع وتضارب بين الآراء بين الأطراف المعنية بالحوار نفسها، ولكن يبقى في النهاية الهدف من الحوار متفق مع اسمه.
- الحوار الاستقصائي: في ذلك النوع من الحوار نجد أنه يشير في مضمونه إلى الاستقصاء بطريقة مباشرة وهو ما يدل على أن الحوار يحتاج إلى أدلة وشهادات وأدوات موثقة، من أجل تدعيم وتوثيق موضوع الحوار ويعتمد بشكل كبير على هدف رئيسي وهو إثبات فرضية محددة بعينها وهي التي يتم طرحها في الحوار وهو ما يتطلب اثبات الأدلة ومدى موثوقيتها قبل أي شيء.
- الحوار الاستكشافي: يتشكل ذلك النوع من الحوار بهيئة بحثية مختلفة تهدف إلى تفسير الموضوع وتوضيح وشرح الجوانب الخاصة به، وذلك كمن أجل الاستقرار على أطروحة أفضل أو طرح مقترح.
- الحوار التفاوضي: هو الحوار الذي يصل طرفيه أو الأشخاص المقيمين له إلى حل مناسب يرضي جميع الأطراف، ويكون تفاوضي من اسمه أي يكون الحل مشترك حتى يحصل كل طرف من أطراف الحوار على الشيء الذي يريده أو جزء مما يريده والتسليم لآراء الآخرين.
- الحوار البحثي: يسعى من أجل تجميع وتبادل المعلومات حيث يتم التركيز بشكل كبير على المعلومة المتبادلة أثناء الحوار.
- الحوار التأملي: هو أحد أنواع الحوار الذي يكون الهدف منه هو الوصول إلى أفضل خيار مناسب لجميع أطراف الحوار، ويصل إلى هذا بعد مرحلة من التفكير الهادئ والتأمل والتفضيل والتنسيق بين الخيارات التي يتم طرحها.
- الحوار الجدلي: يكون فيه الأطراف المعنية في النقاش تتعامل بشكل حاد في النقاش، ويتصف أيضاً بسيطرة النزعة الشخصية والتي تكون حاضرة في أثناء الحوار وتهدف إلى الوصول إلى أصل الخلاف وجذوره.