لا تنهض المجتمعات إلا بسواعد أبنائها وأن يكون الإنسان له دور فعال في المكان الذي يتواجد فيه، وهذا ما سوف نتطرق إليه في المقال التالي عن كيفية المساهمة في المجتمع والطرق المتبعة لكي تكون فعال في الأسرة والبيت والأماكن العاملة والمدرسة وغيرها.
كيف تكون فعالاً
كيف تكون فعالاً؟
لا يتمكن الإنسان من العيش في المجتمع دون القيام ببعض الأشياء المفيدة والمهمة والتي يكون لها تأثير على الناس مما يرفع من مكانته بينهم.
يتم ذلك من خلال قيامه ببعض المهام اليومية أو الصفات والتي تتمثل في:
- الحكمة في تقييم الخيارات التي تتخذها
يقوم الفرد باتخاذ قراره في أمر ما والقرار هو مجموعة البدائل التي تتواجد أمام الشخص ويختار البديل الصحيح بالنسبة له منها.
يجب عليه أن يمنح فرصة للمحيطين به للتعبير عن آرائهم واختيار ما له علاقة بالموضوع وانتقائه بعناية وحكمة.
- التحلي بالمصداقية بالطرق التي تتحدث بها
القيام بشرح القرارات التي تم أخذها بصدق بناءً على الحقائق وليس المشاعر العاطفية، كما أنه يجب دراسة القرارات مسبقاً للتمكن من إجابة الأسئلة التي تدور حولها.
تجنب التقليل من فعالية القرارات التي تم أخذها من أجل إرضاء الآخرين لأن هذا لا يجعلك تتخذ القرار الصحيح ولا تتمكن من التعامل معه بطريقة صحيحة.
عندما تكون شخص فعال يتحلى بالصدق، فإن الأخرين سوف يسعون من أجل آرائك وأفكارك.
تظهر فعاليتك في أن تصبح شخص مميز وجيد في استكشاف النتائج المحتملة ومعرفة الأخطاء والقدرة على إصلاحها.
إظهار البصيرة لكي تتصف بالفعالية تحتاج إلى الاتصال المستمر مع الآخرين ومنحهم الفرصة الكافية لعرض مقترحاتهم وآرائهم.
لا جدال حول المشاكل والعواقب التي سوف نتعرض لها لأنها آتية لا محالة، ولكن يجب أن نتعامل معها بكل فاعلية وبطريقة نزيهة بعيداً عن الاستسلام والانهيار.
ضرورة التركيز على الحلول في المركز الأول ثم التأثر والعواطف تليها في المركز الأخير، وهذا يجعلك تتمكن من السيطرة على هذه المشاكل وتتعامل معها بطريقة صحيحة.
لكي تصبح شخص فعال فمن المؤكد أنك سوف تقع في الكثير من الأخطاء، لذا يجب عليك أولاً أن تعترف بخطأك وتعرف كيف تتداركه وتتعامل معه.
لا يجب أن تكون دفاعياً عن الخطأ بل تكون مسؤولاً لكي تعثر على حل مثالي له.
كيف تكونين فعالة في مجتمعك؟
- من خلال أخذ استراحة من وقت إلى آخر والتأمل في المجتمع من حولنا ومحاولة القيام بشيء مفيد.
- القيام بعادة جديدة مثل الصيام يوم في الأسبوع أو الشهر.
- الحرص على فعل أشياء تفيد الجسم وممارسة رياضة أو هواية معينة من أجل الحفاظ على لياقتك البدنية.
- تجربة شيء جديد مثل الركض أو السباحة لمدة نصف ساعة يومياً لها الكثير من الفوائد التي تعود عليك وتعمل على تحسين حالتك النفسية، وشحنك بالطاقة والأمل وهذا ينعكس على حياتك بالإيجاب بشكل عام.
كيف أكون فعالة في الأماكن العامة؟
- من المهم أن تستمتعي بالأمر الذي تقومين به لأن هذا يجعل من السهل جداً الاستمرار عليه.
- تتمكني من أن تكوني شخص فعال في المجتمع من خلال التفاعل الجيد مع أفراد الأسرة.
- القدرة على حسن استثمار الوقت.
- التمكن من اتخاذ القرارات السليمة.
- أن يكون حضورك مميز بما تمتلكيه من صفات وإرادة وكيان مستقل.
- تحمل المسؤولية داخل الأسرة والقيام بواجبك كأم يجعل منك أم واعية وعضو فعال في البيت أولاً والمجتمع ثانياً.
كيف أكون فعالة مع أسرتي؟
- عن طريق مشاركة الأسرة في جميع جوانب الحياة والمشاركة معهم في الحديث وتبادل الآراء والترتيب والتنظيم.
- الاشتراك في التفكير معهم والوصول إلى حلول ممكنة لأن هذا يعطي روح إيجابية لجميع الأفراد.
- معرفة اهتماماتهم والانتباه لها وتعطيهم اهتمامك لأدق تفاصيل حياتهم مما يجعلك عنصر فعال معهم.
- أن تتقبلي النقد بثقة عالية ورضا تام ومحاولة البحث عن حلول لتصحيح الأخطاء التي تقومي بها.
- تتصفي بالتفاؤل والبهجة والتفكير بطريقة إيجابية.
- الثقة التامة والكبيرة بكل ما تتميزين به من صفات وقدرات شخصية وشكلية.
- التركيز على الأفضل من كل شيء ترينه وتسمعينه وتشعرين به، حيث أن التركيز في الأمور الجيدة يعمل على تعزيزها وتطويرها حتى وإن كانت بسيطة.
- الابتعاد عن الأمور السلبية مهما كانت وعدم الالتفات لها.
- الحرص على الصداقات الإيجابية والمحفزة والناجحة وذات الأخلاق العالية حيث تنعكس على شخصيتك داخل الأسرة وعلى المحيطين بك.
كيف تكون فعّالاً في عملك؟
- القيام بتحضير قائمة مهام من أجل تحديد الأعمال التي يجب القيام بها طبقاً لأولوياتها في الليلة التي تسبق إنجاز العمل.
- أن تقوم بتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة لكي يكون من السهل إنجازها والحصول على فعالية أفضل.
- حسن استغلال الوقت في العمل وعدم هدره على الأمور التي لا فائدة منها، والانتباه من قضاء الكثير من الوقت في غرف الاستراحة أو الدردشة مع أحدهم على أحد وسائل التواصل الإجتماعي.
- خلق روتين يومي مميز مثل أن تبدأ يومك باحتساء القهوة وممارسة بعض من التمارين الرياضية.
- تخصيص وقت محدد من أجل قراءة الرسائل الواردة عبر البريد الإلكتروني لتجنب ضياع المزيد من الوقت.
- التخلص من التسويف وتجنب تأجيل المهام المطلوبة منك اليوم إلى الغد حتى وإن كانت بسيطة.
كيف تكون فعالاً في مدرستك؟
حسن التخطيط للدراسة يقودك إلى التفوق والنجاح بشكل كبير، حيث أنه لا يمكن أن تتم الدراسة بطريقة عشوائية.
لابد من وضع خطة دراسية محددة والالتزام بها بحيث تعمل على تنظيم الوقت ووضع الأهداف المرغوب بها والطرق المناسبة من أجل تحقيقها.
- التحضير المسبق للدرس: عن طريق قراءة الدرس حيث تتكون لديك فكرة عامة مسبقة عنه، القيام بتحديد النقاط الصعبة التي واجهتك وتلخيص الأفكار الرئيسية.
- حضور الحصة الصفية: يقوم فيها المعلم بشرح الدرس بأسلوبه وطريقته مما يعمل على زيادة فهمك للدرس وتتوضح لك النقاط التي لم تتمكن من استيعابها، وبهذا يتكون لديك 70% من نسبة الفهم.
- مراجعة الدرس: الحرص على مراجعة الدرس في المنزل بحيث تثبت المعلومات لديك خاصة ً في آيات القرآن الكريم والقصائد الشعرية، وبهذا تكتمل نسبة الفهم للدرس 100%.
- التأكد من فهمك للدرس: ويتم هذا من خلال حل التمارين والأسئلة المختلفة والقيام بالواجب المنزلي.
يختلف مستوى التركيز بين طالب إلى آخر حيث أن هناك عدد كبير من الطلاب الذين يتعرضون لتشتيت الانتباه وقلة التركيز، وهذا يمنعهم من استيعاب المادة الدراسة بشكل كامل ويعمل على تخفيض معدلهم الدراسي.
يجب الابتعاد عن كل الوسائل التي تعمل على تقليل الانتباه وتجنب الجلوس بجانب الرفقاء الذين يعملون على تشتيت تركيزك.
- اختيار مكان مناسب للدراسة
الحرص على اختيار مكان مناسب للدراسة بعيدا ً عن الإزعاج والمشتتات المختلفة مثل المكتبة أو أحد المقاهي الهادئة.
يجب التنويع في الأماكن حتى لا تصاب بالفتور والملل، وضرورة الابتعاد عن أماكن الراحة والاسترخاء مثل غرف النوم.
إذا كانت الدراسة تعتمد على الحاسوب والهاتف بشكل كبير، فيجب الخروج من جميع حسابات وسائل التواصل الإجتماعي منعاً للتشتت وإضاعة الوقت.
- معرفة أسلوب التعلم الأنسب لك
تختلف الأساليب التي يتم اتباعها أثناء التعليم باختلاف الأشخاص والمواد الدراسية نفسها، ولا يمكن الحكم عليها بجيدة أو سيئة فهي متفاوتة من شخصية لأخرى ومن هذه الأساليب:
- التعلم البصري: يتم فيه تعليم الأشخاص بالاعتماد على الصور ومقاطع الفيديو والخطوط البيانية، ويتذكرون فيه الأشياء التي تمت رؤيتها أكثر من أي شيء آخر.
- التعلم السمعي: يحب أصحاب هذا الأسلوب التعلم من خلال الاستماع والتحدث إلى أنفسهم بصوت مسموع.
- التعلم الحركي: يتم فيه دمج عملية التعلم بشكل من أشكال الحركة مثل القيام بالتجارب المختلفة أو التعلم من خلال المشي أو الرحلات الميدانية.
من أكثر الطرق الفعالة والتي تم إثبات نتائجها هي تمثيل دور المعلم مع زملائك في الصف أو ربما حتى بمفردك.
وتتم عن طريق تخيل وجود مجموعة من التلاميذ أمامك وتبدأ في شرح الدرس لهم بصوت عالي ومسموع، وهذا بالطبع يساعدك على الانتباه والتركيز على الأجزاء الصعبة والغير مفهومة لك.
تتجه إلى النقاش والمحاورة وطرح الأسئلة مما يساعد في ثبات المعلومة وسهولة استرجاعها مرة أخرى.
تعود ممارسة الرياضة بالكثير من النفع على الإنسان سواء نفسياً أو جسدياً لذا يجب الحرص على ممارسة القليل من التمارين قبل بدء الدراسة بشكل يومي، وهذا بجانبه يعمل على زيادة النشاط والتركيز وتصبح أكثر انتعاشاً لأنه يعمل على زيادة نسبة الأكسجين إلى المخ.
يساعد النوم الجسم على الراحة التي يحتاجها بعد يوم مرهق وطويل، كما أنه يعمل على تحفيز وتنشيط العقل لكي يستوعب أكبر قدر من المعلومات التي تم دراستها.
احرص على تحديد وقت معين للنوم والالتزام به يساعدك على التعود والاستيقاظ مبكراً نشيط.
نصائح لتكون فعالاً في المجتمع
- يتم هذا من خلال تكوين علاقات طيبة مع الجميع ومشاركتهم في أوقاتهم السعيدة والحزينة.
- الابتعاد عن الأنانية وحب الذات والتركيز على المصلحة العامة والفائدة التي تعود على المجتمع بأكمله.
- الحرص على الاهتمام بالنفس وثقافتها وبنائها في كافة النواحي مما يساعد في تطوير المجتمع وبنائه.
- لقاء الناس بابتسامة ووجه بشوش لإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم.
- ضرورة الحفاظ على ممتلكات ومرافق المجتمع ووسائل النقل العامة وحسن استخدامها.
- المشاركة في نشر العادات والسلوكيات الجيدة وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة والعادات السيئة وعدم إلحاق الضرر بالناس.
من السلوكيات التي تجعل الفرد فعالا في المجتمع؟
يعد من أفضل الوسائل التي تجعلك يكون لك دور فعال في المجتمع وحسن استغلال للوقت بطريقة جيدة، ويتم ذلك من خلال العمل في مؤسسة محلية أو جذب المزيد من لناس من أجل التطوع أو مشاركة الأطفال في بعض الأنشطة التطوعية.
القيام بتشجيع الصناعة المحلية من خلال التسوق داخلياً وهذا بالطبع يعود بالنفع على المجتمع، ويساعدك في التعرف على السكان المحليين والاندماج معهم، الاهتمام بمساعدة الناس والحفاظ على تداول الأموال في المجتمع نفسه.
يساعد التبرع على تنمية المجتمع والارتقاء بأفراده ويتم من خلال التبرع بالملابس والأدوات التي لا تستخدمها إلى الجمعيات المتواجدة في منطقتك السكنية، التبرع بالكتب لمكتبات وأيضاً التبرع بالطعام للمحتاجين.
- المشاركة في المجموعات المهنية
تتيح المشاركة أن يقوم الفرد بالانخراط والاندماج مع المحيطين به وتبادل الأفكار والآراء المختلفة، وتساعد على تطوير المعلومات والبقاء على اطلاع دائم بمجالات الحياة المختلفة وإنشاء علاقات مجتمعية لها تأثير إيجابي.
- الأشخاص المؤثرون في المجتمع
يجب التعامل باحترام وتفهم مع الأشخاص المؤثرين ودعم أفكارهم لما لها من تأثير كبير في المجتمع وقدرتهم على تغيير وجهة نظر العديد من الناس، وقد يكون الشخص المؤثر يمتلك منصب ما أو لا ولكن المشترك أنهم يحظون بمحبة الناس واحترامهم.