عورة الرجل في الصلاة من السرة إلى الركبة

اضيفت بواسطة : Mohamed Sheref | نشرت بتاريخ : 21 يناير 2023 | المُدقق اللغوي : Mohamed Sheref | آخر تحديث : 21 يناير 2023
علمنا الإسلام حدود العورة في الرجل والمرأة وهذا ما يجب أن نزرعه في أولادنا وبناتنا منذ الصغر ونعرفهم على الدين القويم وما يحمله من قيم ومبادئ لنا، ونحن في الفقرات التالية سوف نستعرض عورة الرجل في الصلاة وحكم كشفها والمذاهب المختلفة في هذا الأمر ومن المحدد لهم رؤية عورة الرجل.

عورة الرجل في الصلاة من السرة إلى الركبة عورة الرجل في الصلاة من السرة إلى الركبة

عورة الرجل في الصلاة من السرة إلى الركبة

العورة في اللغة تعني النقص أو الخلل، بينما في الشرع يقصد بها ما يحرم النظر إليه أو كشفه من البدن ووجوب تغطيته.

اتفق جميع الفقهاء على وجوب ستر العورة في الصلاة لأنها شرط لصحتها أي أن الصلاة لا تتم بدونها حيث قال رسول الله صلى الله عيه وسلم " إذا صلى أحدكم فليأتزر، وليرتد".

يأتزر بمعنى يلبس إزار وهو الثوب الذي يغطي الجزء الأسفل من الجسم، بينما ليرتد يقصد بها يلبس رداء وهو ما يغطي الجزء الأعلى من البدن، واتفق أغلب الفقهاء على أن عورة الرجل في الصلاة من السرة إلى الركبة.

آراء الفقهاء الأربعة في تحديد عورة الرجل في الصلاة

  • الحنفية: ذهب الحنفية إلى أن عورة الرجل في الصلاة هي ما تقع بين السرة إلى الركبتين، والركبة عورة واجب سترها بينما السرة ليست بعورة.
  • المالكية: رأى المالكية أن العورة تنقسم إلى قسمين وهما العورة المغلظة ( أي السوءتان وهما القبل والدبر)  والعورة المخففة ( وهي كل ما سوى ذلك وكان ما بين السرة والركبة) وقالوا أن حد العورة في الصلاة هي العورة المغلظة.
  •  الشافعية والحنابلة: يرى الشافعية والحنابلة أن حد العورة في الصلاة هو ما بين السرة والركبة فكل ما بينهما يعتبر عورة، بينما السرة والركبة ليستا بعورة ولكن يلزم سترهم لتحقيق الواجب وهو الستر الكامل لما بينهما.
استناداً لما سبق دعنا نتعرف على شروط صحة الصلاة الخمسة وهي:
  • النية
المقصود بالنية في الشرع هي العزم والقصد على فعل أمر ما تقرباً وإرضاءً لله عز وجل وامتثالاً لأوامره واجتناباً لنواهيه.

محل النية هو القلب فلا يوجد داعي للتلفظ بها عن فعل العبادة.

  • دخول الوقت
وقت الصلاة يبدا من الأذان ويستمر إلى أذان الصلاة التالية، ومن غفل عن إحدى الصلوات أو كان نائماً حتى خرج وقتها وبدأ وقت الصلاة التي تليها، فعليه قضاء تلك الصلاة الفائتة.
  • استقبال القبلة
قبلة المسلمين هي الكعبة المشرفة، فعلى جميع المصلين في كافة أنحاء الأرض التوجه إلى الكعبة الشريفة في أداء الفرائض والنوافل.
  • ستر العورة
وهي تعني كل ما يجب تغطيته ويستحي المرء من ظهوره لأن كشف العورة يعتبر من الفواحش.

ستر العورة من الفضائل والأخلاق الرفيعة التي يجب على المرء أن يلتزم بها في الصلاة وغيرها.

عورة الرجل هي ستر ما بين السرة والركبتين بينما المرأة كل جسدها عورة ويجب ستره ما عدا الوجه والكفين وأجاز الإمام أبو حنيفة إظهار القدمين.

  • اجتناب النجاسة
يجب على المُصلي أن يتجنب النجاسة في البدن والثوب والبقعة التي يقف عليها من أجل الصلاة.

من الأشياء التي تسبب النجاسة: الميتة، الدم، الخمر، البول والغائط ويجب على المصلي أن يقوم بإزالة النجاسة قبل البدء في الصلاة.

الشخص الذي يعلم بالنجاسة بعد الانتهاء من الصلاة فصلاته صحيحة، بينما من علم بها أثناء الصلاة فيجب إزالتها على الفور وإلا بطلت صلاته.

حكم ظهور العورة في الصلاة

اتفق جمهور الفقهاء أن انكشاف العورة عمداً يكون مبطل للصلاة مطلقاً بينما اختلفوا في حكم ظهور العورة في الصلاة بدون قصد وبينا أقوالهم كما يأتي:

  • الحنفية
ذهب الحنفية إلى أن الصلاة تكون باطلة إذا انكشف ربع عضو من أعضاء العورة التي يجب سترها بدون قصد من المصلي في حالة استمرار مدة هذا الانكشاف بمقدار أداء ركن كامل من أركان الصلاة.

إذا كان الانكشاف أقل من الربع ولم تطل مدة انكشافه فلا تبطل الصلاة.

  • المالكية
اتجه المالكية إلى بطلان الصلاة بانكشاف العورة المغلظة مطلقاً سواء قصرت المدة أو طالت حيث يجب على المصلي إعادة الصلاة، بينما العورة المخففة فلا تبطل الصلاة بانكشافها ويستحب أن يقوم المصلي بإعادة الصلاة.
  • الشافعية
قال الشافعية أن انكشاف العورة يعمل على بطلان في حال كان المصلي قادراً على سترها ولم يسترها.

إذا تم كشف العورة بفعل الريح فقام بسترها مباشرة فلا تبطل صلاته بينما تبطل صلاته إذا تم كشفها بسبب آخر غير الريح كبهيمة أو طفل غير مميز.

  • الحنابلة
ذهب الحنابلة إلى أن كشف اليسير من العورة بدون قصد لا يبطل الصلاة ولو طالت مدة انكشافه ويقصد باليسير أنه الذي لا يفحش النظر إليه عرفاً.

ظهور جزء كبير من العورة فلا تبطل بظهوره مدة قصيرة وتبطل لو طالت مدة انكشافه عرفاً.

ستر العاتقينِ للرجل في الصلاة

اختلف الفقهاء في وجوب ستر العاتق في الصلاة وهو ما بين الكتف والعنق حيث ذهب الجمهور إلى عدم الوجوب بينما الحنابلة رأوا أنه واجب ولا تصح صلاة الفرض خاصةً بدونه.

ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن أن يصلي الرجل في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء.

أقر الحنابلة هذه الظاهرة وعملوا بها فأوجبوا ستر أحد العاتقين في صلاة الفريضة.

وذهب الجمهور إلى استحباب ستر العاتقين في صلاة الفريضة، وأن الصلاة مع عدم سترهما أو أحدهما صحيحة سواء كانت فرض أو نافلة.

واستدل الجمهور بما روى البخاري ومسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : سَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، فَقَالَ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَجِئْتُ لَيْلَةً لِبَعْضِ أَمْرِي فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي وَعَلَيَّ ثَوْبٌ وَاحِدٌ ، فَاشْتَمَلْتُ بِهِ ، وَصَلَّيْتُ إِلَى جَانِبِهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : مَا السُّرَى يَا جَابِرُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِحَاجَتِي ، فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ : مَا هَذَا الِاشْتِمَالُ الَّذِي رَأَيْتُ ؟ قُلْتُ : كَانَ ثَوْبٌ ، يَعْنِي ضَاقَ . قَالَ : ( فَإِنْ كَانَ وَاسِعًا فَالْتَحِفْ بِهِ ، وَإِنْ كَانَ ضَيِّقًا فَاتَّزِرْ بِهِ )

هل تعتبر الركبة من العورة؟

الركبة هي الفاصلة بين العورة وغير العورة حيث أن ما فوق الركبة عورة، والركبة وما تحتها ليست من العورة في حق الرجل.

المرأة كلها عورة إلا وجهها وكفيها في الصلاة وإذا كان عندها أجنبي قامت بستر وجهها أيضاً.

ذهب جمهور العلماء وهو الراجح أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة وليست السرة والركبة من العورة، ويشترط ألا يكون اللباس شفافاً بحيث تبدو بشرة العورة من تحته دون تأمل الناظر ويكره أيضاً أن يكون ضيقاً بحيث يصف حجم أعضاء العورة.

من يرى عورة الرجل؟

عن أبي سعيد رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يَنظر الرَّجُل إلى عَوْرَة الرجل، ولا المرأة ُإلى عَوْرَة المرأة ولا يُفْضِي الرَّجُلُ إلى الرَّجُل في ثوب واحد، ولا تُفْضِي المرأةُ إلى المرأةِ في الثوب الواحد"

وتفسير هذا الحديث الشريف أن الرجل لا يصح له أن ينظر إلى عورة رجل آخر ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة.

يجب على الرجل إذا رأى عورة أخيه حين يقوم بقضاء حاجته على سبيل المثال، فيجب عليه أن يكف بصره ولا ينظر له لأن في ذلك امتهاناً لأخيه وإثارة للفتنة، لأن الشيطان قد يصور له العورة في صورة ليست كما هي عليه ويحدث بهذا فتنة للناظر والمنظور.

على الرجل أن يحفظ عورته إلا من زوجته أو ما ملكت يمينه وعليه أن يلبس الثياب الساترة.

ما حكم كشف فخذ الرجل؟

اختلف أهل العلم في فخذ الرجل كونه داخل في حد العورة أم لا وهناك قولين:

القول الأول: وهو مذهب جمهور أهل العلم أن الفخذ عورة

القول الثاني: وهي رواية في مذهب أحمد واختارها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن الفخذ ليس بعورة.

وبما أن المسألة محل خلاف فالاحتياط للدين والخلق والمروءة أن يستر المسلم فخذه لا سيما في هذا الزمان الذي انتشرت فيه الفتن.

بعض القائلين أن الفخذ ليس بعورة يستثنون مسألتين وهما:

الأولى: في حالة الصلاة أي لا يجوز كشف الفخذ أثناء الصلاة لأن في ذلك مخالفة للأمر بأخذ الزينة عند كل صلاة.

الثانية: حال الافتتان كأن يكون الكاشف لفخذه محل فتنة كما في الشباب.

هل يجوز ان يرى الاب عورة ابنه البالغ؟

لا يجوز ذلك لأن الطفل فوق العاشرة يعامل معاملة الرجل وحكم كشف عورته أمام أحد له حكم الرجل ولكن لو كان دون السابعة فلا حرج في ذلك.
نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صلة

أبرز ما يميز الشبكة العنكبوتية
من مراحل التمر
من صفات البشرة العادية لا تظهر عليها الإفرازات الدهنية
وجود الشخصيات والأحداث من العناصر الفنية للقصة
أحد مميزات الكتابة أنها
أي مما يأتي يساعد على حفظ التربة