عذاب قوم صالح

اضيفت بواسطة : Habiba Gamal | نشرت بتاريخ : 19 يناير 2023 | المُدقق اللغوي : Habiba Gamal | آخر تحديث : 19 يناير 2023
عذاب قوم صالح، أرسل الخالق عز وجل في جميع عباده أنبياء يوالونهم بتعاليم الدين وينهوهم عن ارتكاب الفواحش والآثام في حق نفسهم وفي حقوق المحيطين بهم، بعض هؤلاء التزم بتعاليم الأديان وأوامر المرسلين والبعض الأخر لم يمتثل لهذه الأوامر والنواهي، ومن أبرز هذه الأقوام وهم موضوع حديثنا اليوم، هم قوم صالح، ترى ماذا حدث لهم وكيف كان عذابهم وماذا ارتكبوا كي تكون تلك هي نهايتهم، كل هذا وأكثر سوف نتعرف إليه بالتفصيل في المقال التالي فتابعونا.

عذاب قوم صالح عذاب قوم صالح

عذاب قوم صالح

عذب الله قوم صالح وأهلكهم بأنواع مختلفة من العذاب جراءً لما أقترفوه من آثام صعبة لا يمكن غفرانها وكانت نهايتهم صعبة ومؤسفة للغاية وذلك من خلال الصيحة والرجفة وذلك حتى أصبحوا جاثمين حيث قال تعالى في عذابهم (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) فقد أرسل الله لقوم ثمود نبيه صالح وبالمناسبة فإنه كان منهم لم يكن غريب عنهم.

ونبي الله صالح هو صالح بن عبد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وقد دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والابتعاد عن عبادة الأصنام فآمن به القليل منهم وكذب كلامه ودعوته الكثير منهم بل وقتلوا معجزته الناقة التي جعلها الله عز وجل حجة عليهم فأصابهم عذاب المولى عز وجل وهلاكه.

وقد بين لنا الخالق عز وجل في كتابه الكريم فيما يخص العذاب الذي تعرض له قوم صالح جراء أفعالهم السيئة في حق نبيهم ومعجزاته ورفضهم لكلام وأوامر المولى عز وجل وتمثل ذلك فيما يلي من آيات القرآن الكريم: (فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها) سورة الشمس الأية 14.

ما سبب هلاك قوم صالح؟

إن قوم صالح كانوا مشركين يعبدون الأصنام، فأرسل المولى عز وجل نبيه صالح وذلك كي يدعوهم إلى عبادته وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام فآمن من أمن منهم وكفر من كفر منهم وكان الكافر منهم مغرور إلى أبعد الحدود وتتملكه الغطرسة إلى أبعد الحدود ولقد كان تعامل الكفار من قوم صالح من الأمور التي تدل على جحودهم على ما أنعم به الخالق عز وجل من نعم لا أول لها من أخر هذا غير اتهام نبي الله صالح بالسحر.

وعلى الرغم من ذلك صبر نبي الله صالح عليهم وأعطاهم الوقت الكافي وما بين الترغيب والترهيب واصل التذكير بدعوته وبنعم الخالق عز وجل عليه وذكرهم بما حدث لقوم عاد، ولكنهم وبدل أن يؤمنوا ويتعظوا، طلبوا من نبي الله صالح أن يريهم دليل على صدق نبوته ورسالته فدعا النبي ربه كي يخرج لهم ناقة من الحجر وقد كان في هذه المعجزة رسالة وامتحان لهم وفشلوا فيه فشلًا ذريع.

فتآمر القوم على قتل الناقة في بداية الأمر وبعد ذلك تآمروا على التخلص من نبي الله صالح عليه السلام، والسبب في ذلك أنه نهاهم عن قتلها وأمر أن يتركوها وشأنها ولا يمسوها بسوء فقتلوها فعذبهم الخالق عز وجل شر عذاب ونجى نبيه صالح ومن آمن معه ودمدم عليهم بلدتهم وأبادهم بشكل فظيع جزاءًا لهم على فعلتهم تلك.

أين وقع عذاب قوم صالح

وقع عذاب قوم صالح في مدائنهم التي تعود إلى عهد المملكة النبطية والتي تحتوي على أكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط بعد مدينة البتراء في الأردن وترجع تسمية مدائن صالح إلى نبي الله صالح وعرفت في القرآن الكريم بالحجر وذلك لأنها جاء وصفها في منطقة منحوتة من الجبال والصخور.

وفي الوقت الحالي فإن موقع مدائن صالح كما أكد عليه العديد من العلماء يقع على بعد 22 كم من محافظة العلا والتي تحتل موقع استراتيجي على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر وتعود هذه المدائن إلى عصر ما قبل الإسلام أي إلى عهد المملكة النبطية وهي على بعد 500 كم من عاصمة الأنباط وهي مدن منحوتة في الجبال والصخور.

وحسب الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي في واد واسع وعند جل القهر وعلى بعد 130 كلم شمال شرق منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية، وكان يسمى بـ "الحجر" لكن تم تغير الاسم ليصبح مدائن صالح نسبة إلى قوم ثمود، الذين سكنوا المدينة منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، ثم ارتدوا بعد إسلامهم عن دعوة النبي صالح لهم، وجاء من بعدهم أحد الشعوب العربية الواقعة في الجنوب ويطلق عليهم بنو لحيان، ثم بنو أنباط الذين أسقطوا اللحيانيين، واتخذوا مدائن صالح بيوتا لإقامتهم ومعابد لممارسة شعائرهم وقبورا لدفن موتاهم، وهم قبيلة كانت تقيم في شمال شبه الجزيرة العربية.

آيات عذاب قوام صالح في القرآن الكريم

هناك العديد من الآيات التي ذكر فيها قوم صالح في القرآن الكريم والتي تتمثل في العذاب الذي تعرضوا له بعد مال أرتكبوه من ذنوب لا أول لها من أخر، بالإضافة إلى الذنب الأخير الذي قاموا به ألا وهو قتل الناقة التي أمر الله بعدم قتلها بالإضافة إلى تفكيرهم في قتل نبي الله صالح نفسه الأمر الذي جعل عذابهم كبير وظهر ذلك في الآيات التي بينت العذاب الذي تعرضوا له بالتفصيل والتي سوف نعرضها عليكم فيما يلي:
  • أولًا أيات الرجفة، وهي أول مراحل العذاب التي تعرض لها قوم صالح وتتمثل في (فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَعَتَوا عَن أَمرِ رَبِّهِم وَقالوا يا صالِحُ ائتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ المُرسَلينَ* فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحوا في دارِهِم جاثِمينَ* فَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالَةَ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم وَلـكِن لا تُحِبّونَ النّاصِحينَ) سورة الأعراف الأية 77- 79.
  • ثانيًا أيات الصيحة، وهي ثاني مراحل العذاب التي تعرضوا لها وهم قلقين مما سوف يحل بهم من عذاب (فَعَقَروها فَقالَ تَمَتَّعوا في دارِكُم ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذوبٍ*فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ*وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ*كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ) سورة هود، الآية 65-68.
  • ثالثًا أيات العذاب العظيم، في هذه المرحلة من العذاب تسود وجوه القوم ويوقنون أنه لا مفر مما سوف يحدث لهم (وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ*فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ*فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ) سورة الشعراء الآية 156-158.
  • رابعًا آيات العذاب الشديد، في هذه الآيات تنزل عذابات الخالق عز وجل على من خططوا لقتل نبي الله صالح وهي كما يلي (كَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ*قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّـهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ*وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ*فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ*فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) سورة النمل الآية 48-52.
  • خامسًا آيات الصاعقة، في هذه الآيات تنزل أول الصواعق على قوم ثمود من السماء ويفزعون لها بدرجة كبيرة، لدرجة يضرب بها المثل في الرعب ويتضح ذلك من خلال (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) سورة فصلت الآية 13.
  • سادسًا آيات صاعقة العذاب الهون، ويطلق على هذه الصاعقة اسم المبيد المهلك والمذل المهين أي أنها لم تهلكهم فقط بل وأذلتهم وخزلتهم حيث أن الهون هنا هو الهوان (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) سورة فصلت الآية 17.
  • سابعًا أيات الطاغية، وهي الصيحة العظيمة الفظيعة التي انصدعت منها قلوبهم وزهقت أرواحهم فيها فأصبحوا موتى لا يرى إلا مساكنهم وجثثهم (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ*فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) سورة الحاقة الآية 4-5.
  • ثامنًا آيات العذاب، والتي دمر فيها رب العالمين هؤلاء القوم عن بكرة أبيهم وجعل عذابهم لا أول له من أخر بأي حال من الأحوال وأبحوا عبرة بين الخلائق (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا*إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا*فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا*فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا*وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) سورة الشمس الآية 11-15.

الدروس المستفادة من قصة عذاب قوم صالح

إن قصص الأنبياء وأقوامهم تتميز بالكثير من الدروس المستفادة، ومن الممكن الحصول على العديد من العبر والدروس المستفادة منها، وقد ذكرت قصة عذاب قوم سيدنا صالح في القرآن الكريم بشكل مفصل للتأكيد على مقدرة الإنسان في الاختيار وما إذا كان سوف يختار الأفضل والأصح أم سوف يختار الأسوأ وما فيه الشر له ولن يعود عليه بأي فائدة في المستقبل وفيما يلي أبرز الدروس المستفادة من قصة عذاب قوم صالح وهي كما يلي:
  • أخذ العبرة من حادثة عذاب قوم صالح.
  • تذكر كل من مصير المؤمنين ومصير الكافرين.
  • التمسك بطريق الخير ولو قل السالكين.
  • الابتعاد عن طريق الشر ولو كثر الهالكين.
  • الصبر على أذى الكافرين.

كيف خلق الله ناقة صالح؟

كان قوم صالح جبارين أشداء وأقوياء رزقهم الله من كل شيء وينحتون بيوتهم في الصخر ويتفاخرون بما يمكنهم صناعته من أمور مختلفة الأمر الذي جعلهم يطلبون من نبي الله صالح كي يصدقوه ويأمنوا به معجزة تثبت لهم أنه على حق ولا يخدعهم فكانت الناقة.

بعد أن طلب القوم من نبي الله صالح معجزة تثبت نبوته شق الحجر وخرجت منه ناقة جميلة لا مثيل لها كانت تشرب من آبار الماء الموجودة في المكان في يوم لوحدها وذلك دون أن تقترب الحيوانات الأخرى من المياه في هذا اليوم وكانت تدر لبن يكفي لشرب جميع الناس في هذا اليوم الذي تشرب فيه.

ولكن الناس كانوا يتضايقون من ذلك ثم أن هدفهم من طلب هذه المعجزة لم يكن رغبتهم في أن يؤمنوا به ويتأكدوا من أنه لا يخدعهم بل كان هدفهم الوحيد هو إعجاز سيدنا صالح وطلب المستحيل منه، وعليه فإن وجود الناقة كان ضرر لهم وأمر لا يهمهم على الإطلاق، بل يضعف موقفهم ويؤكد على كذبهم وبهتانهم، وهو ما دعا بشكل كبير أن يجعلهم يفكروا في قتلها والتخلص منها ومن ثم التخلص من نبي الله صالح بعد ذلك.

لماذا نهى الرسول عن زيارة مدائن صالح؟

نهانا رسولنا الكريم عن زيارة مدائن صالح وغيرها من الأماكن الأخرى التي عذبت أقوامها فيها بشكل كبير وذلك لأنه كان يخشى علينا كثيرًا من ذلك وأكد أنه من دخلها لا يبقى فيها طويلًا ولا يسكن أو يأكل أو يشرب وفقط تكون الزيارة غرضها الوحيد هو العظة والعبرة التي لا بأس فيها على الإطلاق وتعد بغض السياحة، كما أنه يفضل أن يكون الزائرين باكين على ما حدث وما يمكن أن يحدث ومستمعين لتحذيرات رسولنا الكريم التي يحذرنا فيها من أن يصيبنا ما أصابهم من بأس.

كما أكد العديد من الشيوخ وعلماء الدراسات أنه لا ضرر من زيارة تلك الأماكن ولكن ليس لغرض التفسح والتجوال، بل للعظة ولهول ما حدث لهم من انتقام لا أول له من أخر، ولا يجب أن نطيل الجلوس بأي حال من الأحوال ولا يتم تناول أي نوع من أنواع الأطعمة أو المشروبات فيها ومن هذه المناطق التي لا يحبذ أن يزورها الناس أو لابد من اتباع الضوابط الشرعية في زيارتها نج بد لدينا ما يلي مدائن صالح - ديار قوم عاد - بحيرة طبرية والتي عذب فيها قوم لوط - الأخدود.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صلة

أبرز ما يميز الشبكة العنكبوتية
من مراحل التمر
من صفات البشرة العادية لا تظهر عليها الإفرازات الدهنية
وجود الشخصيات والأحداث من العناصر الفنية للقصة
أحد مميزات الكتابة أنها
أي مما يأتي يساعد على حفظ التربة