سبب هجوم الدولة العثمانية على الدولة السعودية

Samar Tarekالمُدقق اللغوي: Mirna5 يناير 2023آخر تحديث :

سبب هجوم الدولة العثمانية على الدولة السعودية، هجمت الدولة العثمانية على السعودية فيما بين عامي 1816م حتى أواخر عام 1818م والتي تعد حرب استمرت لمدة ست سنوات وأحد عشر شهر وانتهت بسقوط الدولة السعودية الأولى وتدمير عاصمتها الدرعية على يد قوات محمد على باشا الوالي العثماني على مصر في وقتها ترى ما هي تداعيات هذه الحرب وما هي نتائجها هذا ما سنتعرف إليه بالتفصيل في المقال التالي فتابعونا.

سبب هجوم الدولة العثمانية على الدولة السعودية
سبب هجوم الدولة العثمانية على الدولة السعودية

لماذا أرادت الدولة العثمانية القضاء على الدولة السعودية الأولى؟

كان التوسع السعودي كبير جدًا في شبه الجزيرة العربية واحد من أبرز وأقوى التهديدات التي تم توجيهها للدولة العثمانية، بل أنه كان المهدد الرئيسي لها ولمكانتها في العالم العربي والإسلامي وخاصة تتطور هذا الأمر بشكل كبير بعد سيطرة السعوديين على الحرمين الشريفين، الأمر الذي تطلب من الدولة العثمانية في هذا الوقت استعادة مكانتها في العالم الإسلامي مرة أخرى والقضاء على القوى السعودية.

ولقد رغبت الدولة العثمانية في السيطرة على الدولة السعودية بعد التوسعات التي حدثت فيها وذلك من خلال بالإضافة إلى إحساس الدولة العثمانية بأن الدعوة السلفية والدولة السعودية تعد تحد ديني وسياسي كبير لها الأمر الذي دفعها بشد الرحال وتجميع قواها المختلفة في مصر وسوريا والعرق بهدف الوقوف أمام هذا التقدم الذي يحدث في بلاد الحرمين الشريفين.

معلومات عن الدولة العثمانية

الدولة العثمانية أو ما يطلق عليه بالخلافة العثمانية وهي عبارة عن دولة إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل وهذه الدولة تعد من أكبر الدول التي تم إنشائها في العالم الحديث كله على مختلف الأزمنة والتي استمرت في حكمها ما يقارب ال600 سنة من عام 1299م إلى عام 1923م.

أنشأت هذه الدولة في بداية الأمر كإمارة حدود تركمانية تخدم سلاجقة الروم وترد هجمات البيزنطانين عن ديار المسلمين، وبعد سقوط سلطنة السلاجقة استقلت معظم الإمارات التركمانية التابعة لها ومن بينهم الإمارة العثمانية والتي قدر لها المولى عز وجل أن يكون لها مجد كبير وتبتلع معظم الأمارات الأخرى وقد عبر العثمانيون إلى أوروبا الشرقية لأول مرة بعد سنة 1354م، وبعد سنوات لاحقة تمكن باقي العثمانيون من فتح باقي البلدان البلقانية وتحولت بمرور الوقت إماراتهم الصغيرة إلى أكبر دولة ممكنة.

بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وأكبر قواها على الإطلاق في خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي، حيث أن أراضيها امتدت حتى شملت جميع أنحاء قارات العالم القديم الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا، وقد خضعت لها كامل آسيا الصغرى، وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي آسيا، وشمالي أفريقيا لتنضم تحت ولائها بشكل كبير، وحتى أن الدول التي لم تكن تحت إمرتها كانت في ذات الوقت موالية لها ولا يمكن أن تجابهها بأي شكل ممكن من الأشكال.

نتائج الغزو العثماني على شبه الجزيرة العربية

نتج عن الغزو العثماني الذي قامت به الدولة العثمانية على شبه الجزيرة العربية وعلى الدولة السعودية الأولى على وجه الخصوص العديد من النتائج المهمة والأساسية والتي غيرت شكل الخريطة العالمية بدرجة كبيرة وكان لها العديد من الاعتبارات السياسية المميزة والمغايرة للكثير مما اعتاد عليه الكثيرين في ذلك الوقت السابق لها ومن أبرز هذه النتائج كان لنا ما يلي:

  • سقطت الدولة السعودية الأولى وكانت شر هزيمة لها.
  • تم ضم مملكتي نجد والحجاز وعسير والمخلاف والسليماني وأجزاء كثيرة إلى الدولة العثمانية مرة أخرى.
  • تم وقف التوسع السعودي في شبه الجزيرة العربية بدرجة كبيرة جدًا.
  • سيطرت الدولة العثمانية على الحرمين الشريفين مرة أخرى بعد أن كانت تحت سيطرة الدولة السعودية.
  • محاربة الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية، ومساندة بعض الزعماء المحليين ضد الملك عبد العزيز ما أخر إنشاء الدولة السعودية الموحدة المتعارف عليها ضفي عصرنا الحالي بالمملكة العربية السعودية.
  • تم تدمير الدرعية وما حولها من البلدات الأخرى التي كانت حامية للدولة السعودية ومساندة لها وأجزاء كثيرة من بلاد زهران وعسير.
  • تم تعذيب الإمام عبد الله بن سعود آخر أئمة الدولة السعودية الأولى وتم قتله في إسطنبول وعدم دفن جسمانه في موطنه.
  • أصبح التضييق على أهالي الأحساء وعسير هو المصير المنتظر لهم ولا سيما التجار منهم، وقد حاولوا مرارا وتكرار الرفع بشكواهم للسلطان العثماني إلا أنه لم يستجيب لهم كعقاب لمساندتهم الدولة السعودية في حربها.
  • تم العمل على التهجير القسري لأهالي المدينة المنورة، من أجل تجنيد أبنائهم لمساندة الدولة العثمانية، وحليفتها ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، حيث نقل بعض أهالي المدينة إلى الشام نقلا تعسفيا، ونهبت أغذية المدينة المنورة وخيراتها من أجل تموين عساكر الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.

ما هي الأسباب التي أدت إلى نهاية الدولة السعودية الأولى؟

فيما يلي سوف نورد لكم الأسباب التي أدت إلى وضع نهاية الدولة السعودية الأولى والمتسببة في سقوطها وعدم قيامها بسهولة فيما بعد ذلك والتي كانت كما يلي:

  • الحملات المنظمة التي قامت بها الدولة العثمانية للتأكد من عدم قيام الدولة السعودية بأي حال من الأحوال بعد هذه الحرب الشرسة.
  • تدمير الكثير من البلدان التي تندرج تحت الدولة السعودية الأولى وهو ما تم في 1818 على وجه التحديد ما تطلب الكثير إلى أن يتم بنائها مرة أخرى.
  • حصار إبراهيم باشا للدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى لفترة تقارب من ستة أشهر الأمر الذي جعل القوات السعودية تشعر بضعف عام وعدم مقدرة على المقاومة بسبب عدم الإمداد بالقوات والمؤن لفترة طويلة ما دفع العديد من الأهالي لمغادرة العاصمة.
  • طالب العديد من أهالي الدرعية الاتفاق والصلح مع إبراهيم علي باشا، والتوقف عن القتال ولكنه رفض هذا الصلح واستمر في القتال ضد الجيش السعودي.
  • طلب الإمام عبد الله بن سعود أن يتفاوض مع إبراهيم علي باشا وإنهاء هذا القتال مقابل تسليم نفسه، وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه وقتل الإمام عبد الله بن سعود على يد العثمانيين، مما أدى إلى سقوط الدولة السعودية الأولى وخروج إبراهيم علي باشا منها عام 1819 ميلادي.

مواقف الدولة العثمانية في شبه الجزيرة العربية

تولت الدولة العثمانية السيطرة على منطقة شمال شبه الجزيرة العربية، وعندما بدأت الدولة العثمانية بمد خط سكة حديد الحجاز، سعت إلى حماية هذا الخط من اعتداءات القبائل، لذا عقدت الاتفاقيات مع آل الرشيد لحماية خط سكة حديد الحجاز الأمر الذي نتج عنه العديد من المواقف التي سنوردها فيما يلي:

  • اهتمت الدولة العثمانية بحفظ طرق القوافل.
  • سعت إلى ربط منطقة الجوف بولاية الشام مباشرة بعد أن سيطرت عليها عام 1872م وذلك للحد من لفت أنظار النفوذ البريطاني لمنطقة شبه الجزيرة العربية.
  • قامت بمراقبة العديد من التحركات الخاصة بالقبائل بغية الاستفادة من القوات المحلية.
  • عززت الدولة العثمانية مكانة ابن رشيد وقلدته الأوسمة وأرسلت ممثلين لها لحائل مقر حكم ابن رشيد.
  • قامت الدولة العثمانية بإنشاء حامية عسكرية لها في تيماء.
  • سعت الدولة العثمانية إلى فرض سيطرتها المركزية على جميع نواحي شمال شبه الجزيرة العربية.
  • كانت السياسة التي تتبعها الدولة العثمانية مع شبه الجزيرة العربية.

أبرز العوامل التي أسهمت في ضعف الدولة العثمانية وسقوطها

هناك العديد من العوامل التي أسهمت في ضعف الدولة العثمانية وسقوطها ومن أبرز هذه العوامل نجد ما يلي:

  • ضعف الالتزام الديني بالدين الإسلامي مما كان عاملاً في ضعف الدولة وتفككها.
  • اندلاع الثورة التركيا والتي أطلق عليها ثورة الفتاة  والتي أعادت دستور 1876.
  • تشجيع الصوفية.
  • كثرة الحركات الانفصالية.
  • الحرب العالمية الأولى.
  • الافتقار المتزايد لقدرة وقوة السلاطين العثمانيين.
  • اعتمد الاقتصاد في الدولة على الحرف الزراعية.
  • عدم تماسك الإمبراطورية العثمانية بدرجة كافية.
  • أغلب السكان غير متعلمين.
  • طموح القوى الأوروبية في زوال الإمبراطورية العثمانية.
  • مواجهة منافسات مدمرة مع روسيا.
  • اختيار الدولة العثمانية للجانب الخطأ في الحرب العالمية الأولى.

من طرد الأتراك من السعودية

تخلصت إمارة نجد من السيطرة العثمانية عليها في سنة 1823م حيث قام الإمام تركي بن عبد الله بن الإمام محمد آل سعود وهو مؤسس الدولة السعودية الثانية بإجلاء الحاميات العثمانية وهزيمتها شر هزيمة في الخرج والدلم ومنفوحة والرياض والزلفي وعنيزة.

في النهاية لم يكن أمام الدولة العثمانية سوى الاستسلام وقد استمرت السيادة العثمانية على الحجاز حتى يوم 9 شعبان 1334هـ والموافق 10 يونيو 1916م حينها أعلن الحسين بن على شريف مكة ثورته واستقلاله عن الدولة العثمانية ونالت الدولة السعودية حريتها وأخيرًا وخرج أخر الجنود العثمانيين من أراضيها.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

الاخبار العاجلة