بعض الناس يلجؤون إلى الصوت العالي من أجل إقناع الأطراف الأخرى في الحوار وفي اعتقادهم أنهم يمتلكون مهارة جيدة في الحوار، وهذا بالطبع أسلوب خاطئ لأنه توجد الكثير من المهارات الأخرى التي تساعد على الشخص على أن يقوم بإقناع الآخرين، والتوصل للغة مناسبة للحوار فيما بينهم وهذا ما سوف نعرفه بالتفصيل في المقال التالي.
رفع الصوت أثناء الحوار يقنع الآخرين
رفع الصوت اثناء الحوار يقنع الاخرين
هناك فئة من الأشخاص تستخدم الصوت العالي كواحدة من الطرق المتبعة من أجل إقناع الآخرين وهذا بالطبع أسلوب غير صائب لا يتم استخدامه لإقامة حوار هادف، ومن المهم أن يتم استخدام المهارات الأخرى للحوار حتى تصل إلى الهدف المرغوب منه.
يعرف الإقناع بأنه المهارة التي تعبر عن العملية العقلية التي يتمكن فيها طرف ما من التأثير على الطرف على الآخر، وتقوم تلك المهارة على مجموعة من الأدلة والإثباتات الواضحة والمقنعة وهي واحدة من مهارات التواصل الفعال وفنون الحوار، وتهدف إلى تغيير السلوك والآراء تجاه بعض المواقف باستخدام أدوات مختلفة تساعد على هذا الأمر.
ما أهمية مهارة الإقناع في حياتنا؟
- مهارة الإقناع هي واحدة من لغات العصر الحديث التي تساعد الأشخاص على الوصول إلى أهدافهم وتحقيقها في أقل فترة ممكنة وتحصل من خلالها على الكثير من الأرباح.
- هذه المهارة تساعد الشخص على أن يستخدم مهاراته وإمكانياته ويحسن استغلال مواهبه بقدر كبير.
- تساعد تلك المهارة بشكل كبير العاملين في مجال البيع والشراء من أجل الوصول إلى أرباحهم وجني الكثير من المال وهو ما يزيد من فرص نجاحهم.
- تساهم في تسهيل التعامل بين الأفراد على جميع المستويات سواء العائلي أو المهني والتوصل إلى وجهة نظر موحدة بينهم.
- الجميع يكون في حاجة إلى هذه المهارة في البيت والعمل وبين الأصدقاء لتحقيق التعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات.
كيف تتم عملية الاقناع؟
يوجد الكثير من الوسائل التي يتم استخدامها في عملية الإقناع وهذه بعض المقترحات حول كيفية تنفيذها ومنها ما يلي:
- شخصية الفرد المتحدث هي واحدة من أهم استراتيجيات الإقناع لأن جاذبية الشخصية لها دور كبير في تقييم وجهة نظره، لأن الشخص يكون في حاجة إلى بناء ثقة بينه وبين الآخرين.
- يجب على الشخص المتحدث أن يكون لديه قناعة تامة بالفكرة التي يرغب في توصيلها أو نشرها وأن يكون شخص إيمانه عميق بالمبادئ والأهداف التي يسعى لها، لأن التخبط يعمل على صعف فكرته وسطحيتها وهو ما يجعل الأطراف المستقبلة غير مقتنعة.
- يجب الابتعاد عن التعميم والشمول والمحافظة على المعاني الواضحة وتوصيل الفكرة في كلمات محددة تهدف إلى تفسيرها وإظهارها كهدف أساسي للحوار.
- تجنب الجدال ونقل الفكرة بالود والإحسان وعليه أن يقيم الحجة بكسب التعاطف والتيسير بدلاً من بناء عداوة.
- أن يكون الطرف الآخر مقتنع تمام الاقتناع بالنتيجة النهائية التي وصلت إليه وبصورة واضحة ومفهومة كما أنه يكون في حاجة إلى التعرف على المبررات والأسباب المختلفة، لذا على المتحدث أن يتناول جميع هذه النقاط ويكون مسؤول عن إدارة وتحليل الحوار بطريقة منطقية.
- من الضروري أن يقوم الشخص المتحاور باختيار ألفاظه وكلماته بدقة وحرص ويعتمد على صيغة التشويق والإثارة ويبتعد عن الضغط والتخويف أو فرض الرأي والسلطة.
- أن يحافظ الشخص المحاور على الاتصال الجيد للمستمعين له وربط أطراف الحديث ببعضها البعض من البداية للنهاية حتى لا يتشتت المستمع وهو ما يجعل عملية استقبال المعلومات سهلة.
- ليس الشيء المهم أن يسعى الشخص المحاور إلى إثبات أنه على صواب على قدر أن يتوصل إلى نتيجة حقيقة ومنطقية تخلو من الانتصارات الشخصية.
ما هو الفرق بين التأثير والاقناع؟
لا شك أن الـاثير والإقناع لهم علاقة ببعضهم البعض وبينهم ارتباط قوي فلو كان الشخص يتأثر من شخص ما فهذا يجعله منه شخص أكثر إقناعاً، وهناك بعض الأشخاص ينظرون إلى الأمرين على أهمن مختلفان والبعض الآخر يرون أنهم مفاهيم متعارضة حيث يأتي التأثير من صفة تمتلكها ولا يحدث الإقناع بسبب فعل تقوم به، والتأثير يكون طويل الأمد ولكن الإقناع قصير المدى.
حيث أن التأثير يكون طويل المدى لأننا اخترنا المسار الذي نسلكه ولكن لو قام شخص ما بإقناعنا فهذا يجعل من المدى قصير، ولذا نحن في حاجة إلى الأدوات التي من الممكن أن نستخدمها من أجل تسريع معدل تأثيرنا على الآخرين وفي حاجة أيضاً إلى الوسائل التي تجعل مدة إقناعنا تدوم لفترة أطول.