حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة، إن عملية قضاء الحاجة تعد واحدة من أهم وأخص العمليات التي يقوم بها البشر في يومهم بشكل كبير، وفي ذات الوقت فإن هذه العملية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يراها شخص أو يشاهدك مجموعة من الناس وأنت تقوم بها، ترى ما السر في ذلك، وما هي الحكمة من بقاء هذه العملية في هذه السرية هذا ما سوف نتعرف إليه في المقال التالي فتابعونا.
حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة
حكم البعد عن أعين الناس عند قضاء الحاجة
بالنسبة لحكم البعد عن أعين الناس في حالة قضاء الحاجة فإنه
(واجب) وعليه فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسمح لشخص ما أو أشخاص رؤيتك أثناء قضاءك لحاجتك بأي حال من الأحوال، فهي في النهاية فطرة سليمة يولد عليها الإنسان ألا وهي الحياء والاحتجاب عن أعين الناس أثناء قضاء الحاجة يعد من الأمور الأساسية في التربية القويمة، فهي من العمليات الطبيعية التي تحدث لجميع البشر ومن أبرز آدابها على الإطلاق هو قضائها بعيدًا عن أعين الناس والتطهر بالماء عقبها من خلال الغسل بالماء النظيف باستعمال يدك اليسرى لحين التأكد من نظافة الأعضاء.
يستحب عند قضاء الحاجة
- من السنن المتبعة عند قضاء الحاجة أنه لا بد من ستر العورة بشكل كبير عن الناس ويرجع ذلك لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، (سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الجِنّ وعَوْرَاتِ بَني آدَمَ إِذا دَخَلَ أَحَدُهُم الخَلاءَ أَنْ يَقُولَ: بِاسْمِ الله» (رواه الترمذي).
- كما أنه لابد من الابتعاد عن إصابة النجاسة سواء بالقدم أو الثوب أو البدن وإذا ما حدث وأصيب الشخص بأيً منه فلابد من غسله وذلك ما ثبت لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا هَذَا فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ [ لا يستنزه من البول: لا يتجنبه ويتحرز منه]ٍ مِنَ الْبَوْلِ).
- كذلك فلابد من الاستنجاء أو الاسجمار للمسلك حيث كان رسولنا الكريم يقول في ذلك ما يلي (كان رسول اللهِ (صلى الله عليه وسلم ) يَدْخُلُ الخلاء، فأَحْمِلُ أنا وغُلامٌ نحْوي إِدَاوةً من مَاء وعَنَزَة [ عنزة: الحربة الصغيرة]ٍ فَيسْتَنْجِي بالمَاء).
استقبال القبلة عند قضاء الحاجة حكمه
بالنسبة لاستقبال القبلة عند قضاء الحاجة فحكم ذلك
(محرم)، كذلك استدبارها في حالة قضاء الحاجة في الصحراء والأفضل من ذلك كله هو ما قاله لنا رسولنا الكريم
(إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ، وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا بِبَوْلٍ وَلَا غَائِطٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا).
كما أن المسلم إذا كان سوف يبول في الماء فلا بد من أن لا يكون هذا الماء متحرك فلا يجوز بأي حال البو لفي ماء ثابت لا يجري مثل مياه حوض الاستحمام وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ [ الماء الدائم: الماء الثابت الذي لا يتحرك]، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ) (متفق عليه).
كما أن المسلم الصواب عندما يريد قضاء حاجته فهناك ضرورة كبيرة في أن يراعي عدم فعل ذلك في طرق الناس أو ظلالهم أو أماكن تجمعهم وذلك لقول رسولنا الكريم (اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ، قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ (صلى الله عليه وسلم ): الَّذِي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ).
مما سبق يتضح لنا سنة رسولنا الكريم في قضاء الحاجة بالشكل السليم وحكم قضائها باستقبال القبلة والذي سبق ووضحنا أنه محرم.
ماذا افعل لكي يقضي الله حاجتي؟
في الحقيقة فإنه هناك مجموعة من الـآداب التي من المهم أن يحرص المسلم على القيام بها أثناء قضاء الحاجة وهذه الآداب إذا قام بها العبد فإن ربه سيرضى عنه وسيكون بذلك قد أحيا سنة رسولنا الكريم واتبع ما حثنا عليه من تصرفات وأساليب مثالية للتعامل مع هذا الأمر بالشكل الذي أعتاد رسولنا الكريم التعامل معه من خلاله، ومن أبرز وأهم هذه الآداب على الإطلاق ما سوف نذكره لكم كي يحرص كل فرد على تنفيذ ذلك إذا نسى أو لم يكن يعرف وذلك من خلال ما يلي:
- ألا يمسك ذكره بيمينه حال البول.
- ألا يستنجي بيمينه.
- الجلوس عند قضاء الحاجة.
- ألا يرفع ثوبه إلا بعد الدنو من الأرض.
- الاستتار عن أعين الناس.
- الاهتمام والاعتناء بإزالة النجاسة.
- أن يوتر بثلاث مسحات أو أكثر.
- ألا يستجمر بروث أو عظم.
- ألا يتخلى في طريق الناس أو ظلهم.
- ألا يسلم على من يقضي حاجته ولا يرد السلام.
- ألا يبول في الماء الدائم ولا يتغوط في الماء الجاري.
- أن يرتاد لبوله موضعاً رخواً.
- ألا يبول في مستحمه.
- أن يذكر الله قبل أن يدخل الخلاء.
- اتقاء اتجاه الريح.
- أن يلبس حذاءه حتى لا تتنجس رجلاه.
- ألا يطيل في الخلاء.
- اجتناب ذكر الله أثناء قضاء الحاجة.
- ترك الكلام في الخلاء.
ما هو الدعاء المستجاب لقضاء الحاجة؟
ثبت عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه إذا ما أراد دخول الخلاء قال
(أعوذ بالله من الخبث والخبائث)، ويقصد بذلك التعوذ من الشر والعديد من الأفعال الخبيثة، وإذا كان الشخص في الصحراء وأراد قول ذلك قبل قضاء حاجته فعليه التعوذ يقال قبل دخول الخلاء لا بعده.
أما بعد الخروج من الخلاء أو عقب قضاء الحاجة فعلى المسلم أن يقول (غفرانك) وهكذا إذا فرغ من قضاء الحاجة، إذا كان في الصحراء من بول أو غائط يستحب له أن يقول والحكمة من هذا هي نعمة المولى عز وجل علينا بالطعام والشراب، وخروج الأذى منا بعد ذلك، أما العبد الذي يقصر في شكر المولى على نعمه فهو لا يستحقها.
ففي الحقيقة أخوتي في الله إن وجود الطعام نعمة تستحق الحمد وتناولها دون بأس أو ألم نعمة تستحق الشكر وزوال الأذى بعد حضور الطعام والشراب نعمة تستوجب الاستغفار من الخالق عز وجل والله سبحانه وتعالى يحب أن يشكره عباده على نعمته وأن يكثروا من استغفاره، كما قال لنا ربنا الكريم في كتابه الكريم (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [سورة البقرة: 152].