بالطبع هناك منا من يستخدم التفكير المنطقي في حياته في كثير من المواقف ولكن هل ندرك معناه وأهميته، في الفقرات التالية سوف نتعرف على خصائص التفكير المنطقي وأنواعه ومتى يتم استخدامه في المواقف المختلفة في حياتنا.
التفكير المنطقي وأهميته
التفكير المنطقي واهميته
يطلق مصطلح التفكير المنطقي على عملية تحليل المواقف التي يمر بها المرء أو المشاكل التي يواجهها من أجل التوصل إلى أفضل حل لها، ومحاولة التوصل إلى الأسباب التي أدت إلى ظهور المشاكل اعتماداً على الأدلة المتوفرة، بالإضافة إلى أنه يتفق مع التفكير النقدي في دراسة المشكلة بطريقة حيادية باستخدام المعطيات التي تظهر في الحقائق المتاحة أو التأثيرات العاطفية.
لا شك أن التفكير المنطقي له أهمية كبيرة في المجالات المهنية التي يمر بها المرء حيث أنها تؤدي إلى زوال العبء الكبير الذي يقع على عاتق صاحب العمل حينما يكون الموظف قادر على إبداء الأفكار التي تلائمه واتخاذ القرارات المناسبة له تبعاً للمعطيات المتوفرة أمامه حتى يخرج من الأزمة.
لا نستطيع أن نهمل الدور المهم الذي يقوم به التفكير المنطقي في حياة الفرد الشخصية لأنه يساعد على تقليل الأخطاء والخسائر التي يقوم بها الشخص، بالإضافة إلى تحسين شخصيته ونضجها الكبير حيث أن التفكير في الحقائق الصعبة بجانب الابتعاد عن الخضوع لتأثير المشاعر أو الغرور على اتخاذ القرارات، وسوف نقوم بعرض أهمية التفكير المنطقي من خلال بعض النقاط التالية:
- يساعد بشكل كبير على تقليل الوقت الضائع عن طريق معرفة المعلومات التي لها صلة وثيقة بالمشكلة.
- إمكانية ربط الأحداث والأسباب والبيانات بأسلوب ناجحة وطريقة صحيحة ويكون لها نتائج فعالة.
- التقليل من فرص ارتكاب الأخطاء أو زيادة حجم الخسائر التي يتعرض لها الشخص.
- تعزيز الدور الملموس الذي يقوم به الموظف في العمل بجانب زيادة إنتاجه ونجاحه.
أنواع التفكير المنطقي
بعد الدراسة والبحث وُجد أن التفكير المنطقي ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي كالآتي:
الاستدلال الاستنباطي
يعرف باسم الاستدلال الاستنتاجي حيث يعتمد على الاستنتاج عن طريق استخدام الحقائق والبيانات المتوفرة أمامه في مشكلة ما، حيث أنه من الممكن استخدامه من أجل إثبات صحة الحقائق بشكل عام فينتقل من القاعدة العامة إلى التطبيق المحدد، فلو كانت الحقائق الأصلية صحيحة فبالطبع سيكون الاستنتاج صحيح.
الاستدلال الاستقرائي
يبدأ هذا النوع من الاستدلال بملاحظات دقيقة ومحددة حتى ينتهي باستنتاج عام ويكون مبني بالفعل على أدلة ولكن الاستنتاجات التي تتم ليست بالضرورة أن تكون جميعها منطقية، ولكن في الأسلوب الاستقرائي يتم القيام بالكثير من البحوث العلمية وتجميع الأدلة وتشكيل نظريات لشرح ما يتم اكتشافه بالطبع.
الاستدلال التقديري
هو واحد من أنواع التفكير الذي يعتمد على تجربة الحظ فيبدأ بمجموعة غير مكتملة من الملاحظات وينتهي بتفسير قريب من المجموعة، وله أهمية كبيرة في صنع القرار اليومي في ضوء تواجد مجموعة من المعلومات غير متكاملة.
متى نستخدم التفكير المنطقي؟
يتم استخدام التفكير المنطقي في الكثير من الأمور في حياتنا ويظهر في مقابلات العمل ومواجهة المشاكل التي يتعرض لها المرء وهو أحد الطرق الفعالة من أجل نجاح المنظمات، فيقوم بإيجاد استنتاجات منطقية بالفعل لكل الأمور التي تجري من حوله من خلال النقاط التالية:
- تقوم المنظمات المختلفة على استخدام أبحاث السوق لتقيس رد فعل المستهلكين تجاه منتج معين قبل وضع الخطة الإعلانية له.
- قبل أن تتم عملية تعيين مسئولي المبيعات في المؤسسات المتنوعة يتم القيام بعمل تقييم عام لهذه الفئة على وجه التحديد لدورها الكبير وتأثيرها القوي على زيادة نسبة مبيعات المؤسسة.
- القيام بتحليل مراجعات التي تتلقاها عن طريق العملاء وهذا للتحسين من جودة الأشياء التي يتم تقديمها، والتعرف على الاحتياجات التي يرغب بها العمل من أجل توفيرها في الفترة القادمة.
- قد يتم القيام بعمل الشعارات المؤثرة بالاعتماد على الاحتياجات التي يرغب بها الجمهور في هذا التوقيت، حيث يتم عمل شعارات تجذب فئة كبيرة من العملاء في فترة قصيرة.
- في مقابلات العمل لا يتم طرح الأسئلة التي تعتمد على اتباع التفكير المنطقي بشكل مباشر، ولكن ما يحدث هو طرح سؤال عام تقوم إجابته بالكشف عن مقياس اتباع أسس المنطق لدى الشخص الذي تقدم للحصول على الوظيفة.
- يتم اعتماد استراتيجيات منطقية عوضاً عن الاعتماد على المشاعر والعواطف الشخصية حيث أن الموظفين بالمؤسسات المختلفة، تعتمد بشكل كامل على الاستراتيجيات المنطقية الثابتة بدلاً من الاعتماد على العواطف والمشاعر التي لا تؤدي إلى النتائج المرجوة.
- مختلف المؤسسات تعتمد على التفكير المنطقي في عملية فحص السير الذاتية للأشخاص المتقدمين إليها عن طريق التعرف على المهارات المتنوعة التي يمتلكها الشخص المتقدم للعمل والقيام بمقارنتها مع احتياجات الشركة.
خطوات التفكير المنطقي
تتم عملية التفكير المنطقي في عدة خطوات تظهر على النحو التالي:
- التجريد: في هذه الخطوة يحدث استقصاء لأي شيء أو موضوع أو شخص بحيث يصبح الموضوع منفصل وجاهز للتحليل والتفكير.
- التعميم: يتم فيه تحديد أو تكوين فكرة عامة أو مفهوم وهذا ليحدث تحديد اتجاه الصفات المشتركة للأشياء، والمواضيع والأشياء والقيام بالجمع بينها والعمل على توحيدها في كرة واحدة.
- الحكم: تلك الخطوة يتم فيها المقارنة بين شيئين أو موضوعين أو شخصين وهذا من أجل اكتشاف التشابه والاختلاف بينهما.
- المنطق: تعتمد هذه الخطوة على المقارنة بين موضوعين أو شيئين أو شخصين من أجل توضيح العلاقة التي تربطهم بشخص أو موضوع معين.
مهارات التفكير المنطقي
تعرف مهارات التفكير المنطقي بأنها القدرة على التركيز على المهمة المقدمة للشخص من خلال اتباع سلسلة التفكير التي تعتمد على تحليل المعلومات وربطها ببعضها البعض حتى يتم التوصل إلى نتائج منطقية، ويحتاج التفكير المنطقي إلى مهارات متنوعة ليتم استخدامها في نقاط مختلفة أثناء حل المشاكل وتضم ما يأتي:
حل المشاكل
يهدف التفكير المنطقي إلى حل المشكلة بالطبع فنجد أن حل المشكلة يتكون من ثلاثة أجزاء هم: تحديد الأسباب التي أدت إلى المشكلة، حلول العصف الذهني والوصول إلى الحل المناسب الذي يتم تطبيقه، وتلك المهارة تحتاج إلى التحليل والإبداع فيقوم فيها الشخص بتحليل المشاكل والتوصل إلى حلول ممكنة وإبداعية.
التفكير النقدي
الكثير من الناس يعتبرون أن التفكير النقدي هو التفكير المنطقي ولكن التفكير النقدي له دور مهم في بداية عملية حل المشكلات، فيقوم المفكرون بتحللي المشاكل من أجل الوصول إلى الحقائق والأدلة فلا تتحيز لشيء وتكون موضوعية وتعتمد على التركيز والدقة.
الإبداع
لا شك أن الإبداع هو ما يجعل المفكر المنطقي يفكر خارج الصندوق ويتوصل إلى حلول مبتكرة للغاية، فهو لا يعتمد على متابعة الحقائق فقط بل بطريقة تجميعها واكتشافها بالطرق المتوقعة.
الاستدلال
يعرف الاستدلال بأنه القدرة على تقييم الأشياء بطريقة عقلانية ومنطقية للغاية فيأتي التفكير النقدي في العادة من المراحل اللاحقة من عملية التفكير المنطقي، فتجد أنك إذا كنت في اختيار بين طرق كثيرة من أجل التقدم للأمام فتستخدم المنطق لكي تقارن الحلول تبعاً لمزاياها وعيوبها.
خصائص التفكير المنطقي
- من أهم الخصائص التي يتميز بها التفكير المنطقي بأنه عبارة عن عملية تفكير متسلسلة.
- لا شك أن المرء لا يولد وهو يمتلك مهارات التفكير المنطقي ولكنه يكتسبها من خلال الممارسة والإتقان.
- التفكير المنطقي يعتمد على الاهتمام بالتفاصيل.
- بالطبع لا يوجد مجال للمشاعر والجوانب العاطفية في التفكير المنطقي.
- من الضروري أن يبتعد الشخص عن الأفكار السلبية التي تؤثر عليه.
- لو قام الشخص بالتدرب على التفكير المنطقي فإنه يصبح أكثر ذكاءً ومن الممكن أن يعمل على تحسينه عن طريق الممارسة المستمرة له.
- لا يمكننا أن ننكر الدور المهم الذي يقوم به التفكير المنطقي في المساعدة على اتخاذ قرارات صائبة وإعطاء نتائج مثمرة وتقليل التعقيدات.
- قد نتمكن من تحسين التفكير المنطقي عن طريق لعب الألغاز المختلفة والتحديات العقلية وحل الكلمات المتقاطعة وألعاب الكلمات والرياضيات.