أول وصايا لقمان لابنه

Aya Sanadالمُدقق اللغوي: mohamed28 فبراير 2023آخر تحديث :

من منا لا يعرف وصايا لقمان الحكيم لابنه ونحن سوف نتعرف على تلك الوصايا وأهميتها والفوائد التي تعود على الشخص من أجل الاستفادة منها في تعاملاته وسلوكياته اليومية ونتناول تلك الوصايا بشيء من التفصيل.

أول وصايا لقمان لابنه
أول وصايا لقمان لابنه

 أول وصايا لقمان لابنه

أول وصية أوصى بها لقمان ابنه كانت توحيد الله عز وجل حيث قام لقيمان بتعديد بعض الوصايا لابنه لكي يحميه من فتن الدنيا وينير له الطريق الصحيح ويبعده عن السوء والضلال، ومن أهم وأول تلك النصائح هي حسن عبادة الله عز وجل وعدم الشرك به وهذا لأن الطريق الصحيح يبدأ بطاعة الله، وتجنب الأشياء التي تغضبه كما جاء في سورة لقمان ” يا بني لا تشرك  بالله إن الشرك بالله لظلم عظيم” فهو طلب منه عبادة الله وتقواه والسير على الطريق المستقيم.

وقفات مع وصايا لقمان

قصص لقمان الحكيم اشتهرت عبر العصور المختلفة وبالأخص المواعظ والوصايا التي كان يقولها لابنه وهو لقمان بن ياعور وكان من الرجال الصالحين في بلدته ويقال أنه ليس بني ولا رسول، ولكنه رجل نال من الحكمة والعلم الكثير والكثير حتى يقال بأنه عاصر سيدنا داوود وأخذ عنه العلم والحكمة وكان يلجأ إليه الجميع من أجل فض النزاعات والخلافات الناشبة بينهم، وينتمي لقمان إلى قرية نوبة بالحبشة في السودان ووصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان رجل قليل الكلام كثير التأمل ويحسن الظن بالآخرين وكان يحب الله فأحبه الله.

اختلف الناس في معرفة مهنته فمنهم من يقوم أنه عمل قاضياً لبني إسرائيل لفترة من الزمان ومنهم من يقول أنه كان راعياً أو نجاراً أو خياطاً، وعرف بين الناس بسبب عدله وحكمته وفطنته وتلك الوصايا التي قالها لابنه عملت على شهرته، ويقال أنه كان أسمر البشرة يمتلك شعر مجعد ولديه قدمين متشققتين.

  • أول وصاياه لابنه كانت توحيد الله واتباع الطريق المستقيم والابتعاد عن الشرك والظلم والفتن والمعاصي.
  • ثاني وصايا لقمان الحكيم لابنه كانت طاعة الوالدين بعد عبادة الله تبارك وتعالى وهذا لما لهم من فضل كبير على أبنائهم وأكد على أن تكون طاعتهم في رضا الله وليست فيما يغضب الله-عز وجل- ، وأوصاه بالامتثال لأوامر والديه وعدم العقوق لهم ولو كان أمر الوالدين لأبنائهم فيه معصية لله فيجب هنا تقديم طاعة الله على طاعة الوالدين ولكن مع ذلك يلتزموا بالبر بالوالدين والسؤال عنهم وعدم تركهم أو التخلي عنهم.
  • الوصية الثالثة التي أوصى بها لقمان ابنه كانت مراقبة الله-عز وجل- واستشعاره له في كل صغيرة وكبيرة في حياته، وأنه سبحانه وتعالى لا يغفل عن عباده ومطلع على جميع الأمور الحياتية التي يقوموا بها لذا كان لقمان حريص كل الحرص أن يحذر ابنه من أن يجعل الله-سبحانه وتعالى- أهون الناظرين إليه ويقع في المعصية.
  • في الوصية الرابعة حث لقمان ابنه على إقامة الصلاة في أوقاتها وألا يتركها أو يتهاون في أداء الفريضة لأن الصلاة هي عماد الدين  وأول ما يحاسب عليه المرء، وتعمل على تحصين المرء من الفتن والمعاصي وأوصاه بأن يخلص نيته لله وحده ويحرص على دينه.
  • تحمل الوصية الخامسة من وصايا لقمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلاح نفسه ينتج من السير بين الناس بالخير وعدم الطغيان والظلم، والأمر بالمعروف يعني الدعوة إليه ومعرفة كل الأمور التي تدعو له ومن المتعارف عليه أن يكون الداعي إلى المعروف من الأشخاص الصالحين لكي يستمع الناس له ويتبعوه، وكان يحمله مسؤولية كبيرة وهي الانخراط في المجتمع والتطلع على أفعال الناس والمشاركة في كثير من الأمور التي تخصهم وعدم السلبية تجاه المجتمع والمشاركة فيما يدور حوله من أمور، وهذه من أهم الأدوار التي يقوم بها الأشخاص المصلحين في مجتمعاتهم وحرص لقمان على إعطاء ابنه الوسيلة التي تساعده على هذا الشيء وهي الصبر على كل ما يواجهه من أمور.
  • تتضمن الوصية السادسة من وصايا لقمان الحكيم لابنه حسن الخلق والمعاملة الحسنة للناس كما في قول الحق جل في علاه” ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور” ، وأراد لقمان أن يعلم ابنه التواضع وقيمته وحسن التعامل مع الآخرين واستخدم كلمة يصعر لتدل على التعالي والكبر وجاءت من لفظ الصعار الذي يصيب الحيوانات وهنا تتجلى الحكمة في اختيار الألفاظ ودقة المعاني، ويرى العلماء أن هذا من أفضل الأساليب التي يتم استخدامها في تربية الأبناء ونشأتهم على الأخلاق الحميدة لأن التكبر من الصفات التي لا يقبلها أحد، ولا يحبها الجميع فهي صفة الله وحده ولا يصح أن يشاركه فيها أي مخلوق.
  • الوصية السابعة من لقمان لابنه هي النهي عن التكبر لأن تلك الصفة تجعل الناس ينفرون من التعامل معه لما فيها من ضرر كبير يعود على الفرد والمجتمع بوجه عام، وأوصاه بأن يكون سهل هين لين في التعامل مع الناس وأكد عليه بأكثر من أسلوب من أجل تجنب الأشياء المنهي عنها.
  • ثامن وصايا لقمان الحكيم لابنه هي الاعتدال في المشي والتأني والتي تعني اتباع الأمور التي تحث الناس على تقديم الاحترام له ومعاملته بطريقة حسنة، ولا يقصد لقمان المشي وحده ولكنه يتضمن الاعتدال في جميع الأمور الحياتية التي يمر بها.
  • في الوصية التاسعة أوصى لقمان ابنه بأن يخفض من صوته لأن هذا يعمل على تعزيز ثقته بنفسه وتقوية موقفه بشكل أكبر على عكس ما يعتقد الناس أن أصحاب الصوت العالي يتمتعون بثقة كبيرة في النفس، ولكنهم في الواقع يتخذون الصوت العالي مصدر في النقاش بدلاً من الحجج والبراهين، وشبه لقمان من يرفع صوته بالحمار لكي ينفره من هذا الفعل ويجعله قبيح في نظره.
  • تلك الوصايا التي قدمها لقمان لابنه تحمل في طياتها أمهات الحكم والمواعظ كبيرة وإرشادات لكي يتمكن الناس من التمتع بحياة مستقرة وهادئة وصحيحة على الدرب المستقيم.

الوصايا المتعلقة بأصول العقيدة

  • التوحيد: حث لقمان ابنه على عباده الله وحده لا شريك له وأخبره بأن الشرك هو ظلم عظيم لأنه وضع الشيء في غير موضعه ولأنه ساوى فيه بين المدبر لكل شيء وبين من لم يعلم أي شيء.
  • التذكير بالحساب وعلم الله الواسع: كما جاء في قول المولى-سبحانه و تعالى- ” ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمون” فالله لا ملجأ منه إلا الله وله يعود كل شيء وعنده علم الغيب، فالإنسان ينسى والله -عز وجل- لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

الوصايا المتعلقة بالأعمال الصالحة

  • البر بالوالدين: قام القرآن الكريم بتوضيح فضل الأم والأب على أبنائهم وما قاموا به من جهد عظيم وكبير لهم وضرورة البر والإحسان إليهم، وطلب الشكر للوالدين لأنه فيه شكر لله ولمن كان أبويه مشركين فيجب عليه الإحسان إليهما وعدم طاعتهما في الشرك.
  • إقامة الصلاة: والالتزام بأداء الصلاة هو أساس العقيدة السليمة فهي عماد الدين والحفاظ عليها هو أعظم القربات لله عز وجل.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهي وظيفة الرسل جميعاً عليهم السلام ومهمتهم في الأرض ومن الضروري أن يتم الاقتداء بهم للتقرب من الله سبحانه وتعالى ، وأهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تظهر في حفظ مصالح العباد وحقوقهم، وهي السبيل إلى حفظ الفضيلة وصون العقيدة وفلاح الأمة جميعها.
  • الصبر: في قول الله تيارك وتعالى ” واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور” وفيها توصية للابن بأن يتحمل ما ينزل به من مصائب وحوادث ويصبر على ما يمر به في حياته حتى ينال الأجر العظيم من المولى سبحانه وتعالى.

الوصايا المتعلقة بالعلاقة مع الناس

  • التنفير من الكبر وازدراء الناس: حيث نهاه عن احتقار الناس وعدم الميل عنهم بوجهه أو ان يظهر هيئة الذي يستخف بهم.
  • ترك الخيلاء والفخر: حيث نهى الله عز وجل عن عموم التكبر سواء كان في المشي أو غيره من الأمور ونهى عن الفرح الزائد الذي يظهر فيه الكبر وبيان من الله انه يبغض التكبر والخيلاء.
  • الوقار والتوسط: الاعتدال في المشي وجميع الأمور الحياتية عن طريق التوسط وعدم الإسراع أو الإبطاء.
  • أدب الحديث: حيث أمره بخفض الصوت أثناء التكلم لما فيه من وقار وتجنب إيذاء الناس  ووح أن علو الصوت يشبه صوت الحمار الذي كان معروف عنه القبح بين العرب في القدم.

فوائد وصايا لقمان

نستفاد من وصايا لقمان الحكيم لابنه الكثير من المواعظ والحكم ومنها ما يلي:

  • أن الله -عز وجل – فضل لقمان على كثير من خلقه وأعطاه الحكمة كما قال في كتابه العزيز ” ولقد آتينا لقمان الحكمة”.
  • من الضروري أن يدرك المرء أهمية شكر الله -سبحانه وتعالى- على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
  • أهمية اعتناء الوالد بولده وتفهمه له ومراعاته لكي يقدم له النصيحة ويأخذ بيده إلى الطريق الصحيح كما كان يفعل لقمان مع ابنه، وقيام نوح عليه السلام بتقديم النصح إلى ابنه وهدايته للحق ووصية يعقوب عليه السلام لأبنائه ودعوتهم لطريق الصواب والإسلام.
  • تحمل وصايا لقمان لابنه توضيح بخطر الشرك بالله وما فيه من ظلم كبير.
  • الحرص على بر الوالدين والاعتناء بهما وشكرهما وبالأخص الأم التي يجب توجيه المزيد من العناية والرعاية لها لما قامت به من جهد كبير في حمل الطفل ووضعه وفطامه وتربيته ورعايته حتى يصير رجلاً.

كيفية الاستفادة من وصايا لقمان الحكيم في سلوكنا اليومي

نتمكن من الاستفادة من وصايا لقمان في سلوكنا اليومي من خلال الكثير من الطرق حيث أن تلك الوصايا يبلغ عددها تسعة وتحمل الكثير من الحكمة والدروس والمواعظ والنصائح في طياتها، كما نتمكن من خلالها التعرف على الأسلوب الصحيح الواجب اتباعه لنقل الوصايا والنصائح للأبناء وهو أسلوب يجمع بين التذكير بوجوه الخير والتخويف والزجر من الشر، وهذه الطريقة سهلة هينة ولينة تهدف إلى التأثير على الجانب الآخر وهي واحدة من أساليب الوعظ الجيدة، وتساعد على تلقى النصيحة بصدر رحب والمحبة والرغبة في تنفيذها لرؤية أثرها الطيب في النفس وعلى حياة الشخص، وتطبيق تلك الوصايا بين الناس يعمل على نشر المودة والمحبة بينهم وتصليح العلاقات والبعد عن البغضاء والمعاصي والمشاحنات والفتن التي تنشب فيما بينهم بسبب الأسلوب الغير جيد في تعاملاتهم اليومية من الغطرسة والحرص على التواضع بين الناس.

تناول أهل العلم والمعرفة مفهوم الحكمة وتعددت تعريفاتهم لها بسبب تعدد اتجاهاتهم وقام البعض بالتركيز على جانب ما أكثر من غيره فمنهم من قال: أنها معرفة الحق من أجل تمييزه عن الباطل والعمل به ، وقال النووي: أنها العلم الذي يشتمل على معرفة الإنسان بالله بحيث يعطي نفاذ البصيرة ويتبعه تهذيب للنفس من أجل الوصول إلى الحق والعمل به واجتناب ما يخالفه.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

الاخبار العاجلة