أن تعبد الله كأنك تراه
وفي تفسير هذا الحديث جمع لجوامع الكلم حيث ضم كل معاني الخشوع والمراقبة وأحوال المسلم الظاهرة والباطنة، والطائع الذي يعبد الله وعلى أتم اليقين أن الله عز وجل ينظر إليه ويشاهد مقامه بين يديه ومن أضاع هذا المقام فقد ضاع منه أعلى مقام العبودية وأساس العلاقة بينه وبين خالقه.
هذا الحديث الشريف يضم قاعدة مهمة من قواعد المسلمين التي يجب عليهم الالتزام بها لأن المرء لو قام بعبادة ما وهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى ينظر إليه، فسوف يقوم بالطبع بكل ما فيه من خشوع وخضوع في الظاهر والعلن ولن يترك وجه حسن من أوجه القيام بها إلا وأتى به.
إذا قام العبد إلى ربه وهو متيقن من أن الله يقف بين يديه وينظر إليه لن يترك شيئاً مما قدر عليه من إحسان العمل ولا يلتفت إلى ما سواه، وهذا يتلخص في عبادة العبد لربه مع عدم رؤيته له وينبغي عليه أن يعمل بمقتضاه إذا لا يخفى أن من يرى من يعمل له العمل يعمل له أحسن ما يمكن أن يأتي به.
على المرء أن يعبد الله كأنه يشاهده حتى يجتهد في العمل ويخلص فيه ويقوم به على أفضل وجه، فلو ان الشخص المؤمن علم في قرارة نفسه وتيقن من أن الله ينظر إليه وأمامه يشاهده فإنه سوف يتقن في عمله ويجتهد ويخلص فيه ويحرص كل الحرص على أن يقوم بإتمامه وإكماله على أكمل وجه.
والفرد يقف بين أمرين: الأول أن يعبد الله كأنه يرى الله وهذه أرفع وأعلى الدرجات وأسماها، والثاني أن يعمل وهو مؤمن أن الله يراه ويعلم أنه يراه حيث أن عملك في مرأى ومسمع من الله عز وجل فتقوم بالاجتهاد في أداء عملك على الوجه الأفضل لأن الله يشاهدك، وفيها استحضار أن الله يشاهدك ويعلم مكانك كما قال عز وجل في كتابه العزيز في سورة طه " إنني معكما أسمع وأرى"
الإحسان في الاصطلاح: تم تعريف الإحسان بأن المرء يعبد ربه جل في علاه عبادة خالصة مع الاستشعار بوجود الله أمامه ومراقبته له سبحانه وتعالى فيشعر بأنه يرى الحق عز وجل ينظر له ويطلع عليه وعلى أعماله، وهو ما يدفع المسلم بالفعل إلى دوام طاعة الله والتقرب إلى الله وتجنب الوقوع في المعاصي، وقال جمع من العلماء أن الإحسان يقصد به الطاعات والعبادات والأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تبارك وتعالى مثل النوافل التي لم يفرضها الله على عباده.
قال تعالى في كتابه العزيز " والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب"
ونرى هذا في الرجل الذي يتعلق قلبه بالمساجد ويعبد الله بشوق ومحبة كبيرة ويأنس في القرب من الله ومناجاته ولذا يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
ولكي يسير الشخص المؤمن في طريق الإحسان عليه أن يعرف الله حق المعرفة ويستشعر مراقبة الله له في كل أحواله ويكون على علم ويقين بأن الله يراقبه ومطلع عليه وينظر إليه وأن الله رقيب شهيد على كل شيء، فلا يغيب عنه مثقال ذرة من خردل في السموات والأرض إلا وهو يعلمها.
يسمو الشخص إلى درجة الإحسان من خلال تعظيم الله كأنه يراه ويلتزم بأوامره ويجتنب نواهيه ويبتعد عن كل ما يغضبه من آثام ومعاصي ويتأكد من أن الله مطلع على جميع أعماله وتصرفاته وحركاته وسكناته.
قال الإمام ابن رجب أن للإحسان مقامين وهما كما سوف نقوم بتوضيحهم كالتالي:
مقام الإخلاص: وهو اجتهاد المؤمن في استحضار رؤية الله عز وجل له واطلاعه على جميع أموره وقربه منه، فالشخص المؤمن لو استحضر قرب الله منه ومراقبته له في جميع أعماله فسوف يكون مخلص لله سبحانه وتعالى لأن استحضار رؤية الله له تمنعه من الالتفات إلى أي أمر آخر أو شيء غير مرضاة الله وهذا هو مقام الإخلاص.
مقام الشهادة: وهو عمل المؤمن على مقتضى رؤيته ومشاهدته لله بقلبه ويتم تحقيق مشاهدة المؤمن لله بالمشاهدة القلبية من خلال تعمير قلبه بالإيمان وتتنور بصيرته بالعرفان، فلو تحققت تلك الرؤية القلبية فقد حصل المؤمن ووصل بهذا الأمر إلى مقام الإحسان وحقيقته.
مرحبًا بكم في عالمي، حيث الكلمات ترشدكم إلى فهم أعماق أحلامكم. أنا Mohamed Sheref، المتخصص في تفسير الأحلام وكتابة المقالات المعلوماتية التي تضيء الجوانب المخفية وراء رموز وقصص أحلامنا. بخلفية أكاديمية في علم النفس وعلم الاجتماع، أعمق في الأبعاد النفسية والثقافية التي تشكل عوالم أحلامنا. أسعى من خلال كتاباتي لتقديم تحليلات دقيقة ومفهومة، تساعد القراء على ربط تجاربهم الحلمية بواقع حياتهم. من خلال مقالاتي، ستجدون دليلًا شاملًا لفهم الرسائل الخفية في الأحلام وكيفية تطبيق هذه الفهوم في تعزيز النمو الشخصي والوعي الذاتي. انضموا إلي في هذه الرحلة الاستكشافية لعالم الأحلام، حيث كل حلم هو بوابة لاكتشاف الذات.