أبرز العوامل التي أسهمت في ضعف الدولة العثمانية

اضيفت بواسطة : Mohamed Sheref | نشرت بتاريخ : 28 فبراير 2023 | المُدقق اللغوي : Mohamed Sheref | آخر تحديث : 28 فبراير 2023
الإمبراطورية العثمانية كانت واحدة من أهم القوى الاقتصادية والعسكرية وكانت تتمتع بسلطة كبيرة ونفوذ قوي وممتد، ولكنها تعرضت للكثير من العوامل الداخلية والخارجية التي عملت على ضعفها وسقوطها وهذا ما سوف نسلط الضوء عليه ونتناول تلك العوامل بشيء من التفصيل ونتائج هذا الضعف وتلك الهزيمة الكبيرة.

أبرز العوامل التي أسهمت في ضعف الدولة العثمانية أبرز العوامل التي أسهمت في ضعف الدولة العثمانية

 أبرز العوامل التي أسهمت في ضعف الدولة العثمانية

قيام الدولة العثمانية باختيار الجانب الخاطئ في الحرب العالمية الأولى

يرى البعض أن السبب الرئيسي في انهيار وضعف الدولة العثمانية هو قيام الدولة العثمانية بالوقوف بجانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، حيث أن الجيش العثماني حينما قام بالهجوم على شبه جزيرة جاليبولي من خلال شن الحملات بهدف حماية الإمبراطورية القسطنطينية من غزو قوات الحلفاء وصدهم في عامي 1915 و 1916 فقدت الإمبراطورية الكبيرة حوالي نصف مليون جندي، هذا بجانب إصابة ما يثرب من 8,3 مليون جندي مصاب وعلى الرغم من تمسك البعض بأن الإمبراطورية كانت سوف تبقى على قيد الحياة، ولكن لا جدال حول أن الحرب العالمية الأولى كانت السبب في التفكك والانحلال لأنها انضمت بالفعل إلى الجانب الخاسر وعندما انتهت الحرب قرر الفريق المنتصر تقسيم أراضي الإمبراطورية العثمانية.

تواجهت مع روسيا في منافسات مدمرة

كانت الإمبراطورية الروسية تشكل خطر كبير وتهديد حقيقي على وجود الإمبراطورية العثمانية وعندما اتجهت الإمبراطوريتان إلى تأييد جانبين مختلفين ومتعارضين خلال الحرب العالمية الأولى، نجد أن الروس فشلت في بداية الأمر وهذا يرجع إلى أن القوات العثمانية منعت روسيا من تلقي الإمدادات من أوروبا عن طريق البحر الأسود، حيث عارض القيصر نيكولاس الثاني ووزير الخارجية سيرجي سازانوف فكرة التفاوض على سلام منفصل مع الإمبراطورية والذي من شأنه أن يساعد في إنقاذ روسيا.

طموح القوى الأوروبية في زوال الإمبراطورية العثمانية

قام يوجين روغان مدير مركز الشرق الأوسط في كلية سانت أنتوني بتوضيح أن طموح القوى الأوروبية هو ما ساعد بشكل كبير على زوال وانهيار الدولة العثمانية بشكل سريع، وقامت روسيا والنمسا بتقديم الدعم ومساندة القومين المتمردين في البلقان من أجل تعزيز نفوذهم وسلطتهم، وكانت فرنسا وبريطانيا حريصين كل الحرص على احتلال وامتلاك الأراضي التي كانت تحت سلطة العثمانيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

عدم تماسك الإمبراطورية العثمانية بدرجة كبيرة

في وقت القوة والازدهار للدولة العثمانية كانت تشتمل على مصر وبلغاريا واليونان والمجر ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية وسوريا ومقدونيا ورومانيا وجزء من شبه الجزيرة العربية والساحل الشمالي الافريقي، وحتى لو لم تقود القوى الخارجية الإمبراطورية ففي نهاية الأمر كان من غير الممكن أن تظل الدولة سليمة وتتطور إلى دولة ديمقراطية حديثة وهذا يرجع إلى التنوع الكبير للإمبراطورية من حيث العرق واللغة والاقتصاد والجغرافيا، فمن المتعارف عليه أن المجتمعات المتجانسة تتجه نحو الديمقراطية بسهولة كبيرة عن المجتمعات الغير متجانسة، وقامت الشعوب المختلفة بالتمرد أكثر وأكثر حتى جاءت سبعينات القرن التاسع عشر وكان على الإمبراطورية العثمانية السماح لبلغاريا وبعض الدول الأخرى بالاستقلال وأن تتناول عن المزيد من الأراضي، ونرى أنه بعد خسارة حروب البلقان  عام 1912 إلى عام 1913 أمام التحالف الذي ضم ممتلكات الإمبراطورية السابقة اضطرت الإمبراطورية أن تتخلى عن أراضيها الأوروبية المتبقية.

عدم تعلم السكان

حيث كان أغلب السكان غير متعلمين على الرغم من الجهود الكبيرة التي تم بذلها من أجل تحسين مستوى التعليم في القرن التاسع عشر، فنرى أنه كان يوجد تخلف وتراجع في الإمبراطورية العثمانية وهو ما جعلها لم تلحق بالركب مع منافسيها الأوروبيين، ومع قدوم عام 1914 كان نحو 5 إلى 10% فقط من السكان هم من يستطيعون القراءة، وقام أ. رينولدز بتوضيح أن حال الموارد البشرية للإمبراطورية مثل حال الموارد الطبيعية غير المتطورة، وهذا بالطبع يدل على أن الإمبراطورية كانت تعاني من انخفاض في عدد الضباط العسكريين والموظفين والأطباء والمهندسين والمهن المختلفة التي تدربت تدرب جيد.

قيام الاقتصاد في الدولة على الحرف الزراعية

اعتمد الاقتصاد في الدولة بشكل كبير على القيام بالحرف الزراعية بالتزامن مع الغزو الصناعي لأوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، ولكن الإمبراطورية احتاجت بالطبع إلى مطاحن وكانت تفتقر للمصانع من أجل منافسة فرنسا وبريطانيا وروسيا وهذا يتفق مع ما قاله مايكل رينولدز حيث أدت تلك الأمور إلى تدهور وضعف النمو الاقتصادي للإمبراطورية، وذهب الفائض الزراعي الذي جمعته من أجل سداد القروض للدائنين الأوروبيين، وبالطبع حينما حل وقت القتال خلال الحرب العالمية الأولى لم تكن الإمبراطورية العثمانية لديها القوة الصناعية الكافية من أجل إنتاج الأسلحة الثقيلة والذخيرة الكافية والحديد والصلب اللازم لبناء السكك الحديدية التي تقوم بتقديم الدعم الكبير لتعزيز المجهود الحربي.

الافتقار المتزايد لقوة وقدرة السلاطين العثمانيين

ضعف السلاطين هو أهم أسباب تدهور وسقوط الدولة العثمانية ونرى هذا حينما ضاق الأمر بالسلطان سليمان الأولى العاشر في ترتيب سلاطين الدولة العثمانية من الواجبات الإدارية الشاقة، والحملات وابتعد عن المصالح والشؤون العامة بدرجة كبيرة لكي يتفرغ لنفسه حيث حل محله الوزير الأعظم للدولة حيث احتل المرتبة الثانية من الولاية والسلطة بعد السلطان، وضم منصب الوزير الأعظم الحق في طلب الطاعة ووجوب تنفيذها والعقاب لمن يقوم بمخالفتها ونرى ذلك بوضوح في تاريخ الدولة العثمانية،  وهذا بالطبع أدى إلى فصل بين السلطة المركزية التي تراجعت قدرتها على فرض إرادتها والولاء السياسي، وازدادت قوة سلطنات الدولة العثمانية في نهاية حكم السلطان سليمان خان الأول واستمر النفوذ إلى 130 عام وأصبحوا يتدخلون في شؤون الدولة بسبب القرابة التي تجمعهم بالسلطان حتى لو كان الأمر يتم في الخفاء مما أثر بالفعل على مسار الدولة بصورة ملموسة.

سقوط الدولة العثمانية

في الفترة التي بدأ فيها تراجع الإمبراطورية العثمانية كان السلطان سليمان القانوني هو الأول في ترتيب سلاطين الدولة العثمانية، وعلى الرغم من أن تلك الفترة كان فيها الكثير من الانتصارات لمدة تصل إلى 46 عام ولكن تلك الحملات لم تستطيع أن تغطي الخسائر الكبيرة التي كانت تعاني منها الدولة العثمانية، وخلال حملة زيجيتفار مات الملك سليمان القانوني والمساهم الكبير صوكولو محمد باشا وهذا بالطبع عمل على تسريع عملية انخفاض منحنى التدهور، وبعدها تولى الحكم سلاطين لم يكن لهم الخبرة الكافية وأدى ذلك إلى تعطل الحكومة المركزية وتأثر السلطة في إدارة الدولة مما نتج عنه بداية شرارة تزعزع ثقة الشعب في قوة وقدرة السلاطين وسلطانات الدولة العثمانية، وبدأت الثغرات تنكشف أمام الجميع وبدأ الانكشاريون في معارضة السلطان وخلعوا السلاطين الذين لم ينالوا إعجابهم واتجهوا إلى المطالبة بتنصيب ولي العهد الذين أحبوه.

ظهر التراجع في الدولة العثمانية وبداية الانهيار في أكثر من اتجاه مختلف وكان الأول هو تراجع الحدود في الغرب في أوروبا ونحو الشرق، والآخر هو  الانحدار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وبما أن تراجع الإمبراطورية العثمانية في الكثير من الجوانب ومنها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية قد طغى عليه خسائر الأراضي فتم إدراك هذا الجانب من تلك المشكلة، واتجهت الإمبراطورية العثمانية إلى القوة في الاتجاه العسكري من أجل منع الانحدار والتدهور لذا كانت الإصلاحات التي قامت في أوائل القرن السابع عشر الميلادي كانت جميعها تقوم على المجال العسكري.

تنسب الدولة العثمانية الى

لم يكن يتواجد ظهور للعثمانيين قبل القرن السابع الهجري ولذا ظهرت الكثير من الأقاويل والروايات حول وجودهم، وتسبب الغزو المغولي إلى هجرة الكثير من القبائل التركية من وسط آسيا إلى الأناضول وزادت هجراتهم بعد انتصار السلاجقة على البيزنطيين، وتنسب الدولة العثمانية إلى مؤسسها عثمان بن أرطغرل الذي ولد عام 1258 م وتوفي عام 1326 م وهو ينتمي إلى عشيرة قايي من قبيلة الأغوز التركية، قام جده سليمان شاه أمير عشيرة قايي بالهجرة مع قبيلته من موطنه الأصلي في آسيا الوسطى لكي يستقر بالفعل في الأناضول تحت حماية دولة سلاجقة الروم، وتولى زعامة العشيرة بعده ابنه أرطغرل بن سليمان ثم عثمان الذي قام بشن الحملات الهجومية والغارات على البيزنطيين لحساب الدولة السلجوقية.

العوامل الداخلية لضعف الدولة العثمانية

  • الاتساع الكبير للدولة وعدم تجانس سكانها
  • ضعف بعض السلاطين العثمانيين والفساد الإداري الكبير
  • تدهور الجيش وضعفه وإغفال السلاطين عن شؤون الجيش والقتال
  • تدهور الأوضاع الاقتصادية مما عمل على فقدان الأمن والاستقرار
  • سيطرة الاتحاديين على السلطة وهو ما عمل على سوء العلاقة بين العرب والأتراك نتيجة الساسة التي اتبعها حزب الاتحاد والترقي.

أسباب ضعف الدولة العثمانية الخارجية

  • الأطماع الاستعمارية الأوروبية: حيث بدأت بوادر الضعف في الظهور أمام الغرب في أواخر القرن السابع عشر الميلادي حينما ازداد التفوق الأوروبي على الدولة العثمانية، واتجهت الدول الأوروبية على التنافس فيما بينها للسيطرة على الأراضي العثمانية وكانت روسيا هي الأكثر تهديداً طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد.
  • الهزائم التي لحقت بالدولة العثمانية: وهذا حدث من خلال الحرب مع فرنسا التي نتج عنها احتلال أجزاء كبيرة من المغرب العربي، وحربها مع النمسا التي تنازل العثمانيين عن البوسنة والهرسك للنمسا، والحرب مع إيطاليا فقدت فيها الدولة العثمانية السيطرة على طرابلس وبني غازي.

من الذي هزم الدولة العثمانية؟

سقطت الدولة العثمانية بشكل فعلي بسقوط أخر سلاطينها وهو السلطان عبد الحميد الثاني على يد الضباط الأتراك القوميين وكان معظمهم يهود وهؤلاء الضباط هم سبب هزيمة الجيش العثماني، ثم جاء مصطفى كمال وأطلق على نفسه أتاتورك أي أبو الأتراك وقضى بشكل رسمي على الدولة العثمانية بالتعاون مع ضباط الجيش التركي.

نتائج ضعف الدولة العثمان

  • نتج عن ضعف الدولة العثمانية انفصال بعض الأقاليم عنها.
  • دخلت الكثير من قوات الاحتلال الأوروبي وفرضت احتلالها على بلاد الإسلام وعملت على انتشار عاداتها وتقاليدها الغربية على المجتمع الإسلامي وانتشرت المسيحية لتحل محل الإسلام.
  • بدأت الدول التي كانت تابعة للدولة العثمانية في أن تسترد استقلالها بالتدريج.
  • عندما انهارت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى لم يبقى أي دولة إسلامية تابعة لها وأتت الحملات الاستعمارية التي شهدتها دول العالم الإسلامي، وفي عام 1924 قام مصطفى كمال أتاتورك بتأسيس الدولة التركية العلمانية التي تسير تحت اسم الإسلام ولكنها لا تطبق الشرائع الإسلامية.
نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صلة

أبرز ما يميز الشبكة العنكبوتية
من مراحل التمر
من صفات البشرة العادية لا تظهر عليها الإفرازات الدهنية
وجود الشخصيات والأحداث من العناصر الفنية للقصة
أحد مميزات الكتابة أنها
أي مما يأتي يساعد على حفظ التربة